التزام زعيم البحرين عام 1892

رسالة من الرائد (تالبوت)، المقيم السياسي في الخليج الفارسي، مؤرخة في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 1892 حول إلتزام  زعيم البحرين آنذاك بعدم السماح لأي وكيل أجنبي أن يسكن في أراضيهم من دون الحصول على موافقة الحكومة البريطانية. سجلات البحرين في الوثائق البريطانية الأصلية، المجلد الثالث 1892 – 1923، ص 5.

الفصل الثاني والثلاثون

الاتفاق الذي توصل إليه زعيم[1] البحرين، 1892

  1. الرائد تالبوت (Talbot)[2]، المقيم السياسي، الخليج الفارسي، أفاد في رسالته رقم 167[3]، المؤرخة في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 1892:

   “تذكر الحكومة أنه في العام 1887، ونتيجة لمؤامرات عدد من المسؤولين الفرس على الساحل العربي، اعتقد سلفي أنه من المستحسن الحصول على تطمينات خطية من زعماء إمارات الساحل المتصالح، يتعهدون فيها أنهم لن يدخلوا في أي اتفاق مع أي قوة أخرى، وأنهم لن يسمحوا لأي وكيل أجنبي أن يسكن في أراضيهم من دون الحصول على موافقة الحكومة البريطانية، وفي الوقت نفسه، أعلنوا التزامهم بالارتباطات السابقة. وتم إرسال هذه الوثائق إلى الحكومة إلى جانب الرسالة التي كتبها سلفي إدوارد تشارلز روس Edward Charles Ross[4]، رقم 13، في تاريخ 13 كانون الثاني/ يناير 1888، ولكن لا يبدو أنه تلقى أي رد، ونظرًا لأن هذه الاتفاقات لم يتم التصديق عليها، فإنها غير ملزمة تقنيًّا.

وعلى أي حال، أقترح أنه من المستحسن النظر في توسيع نطاق هذه التطمينات عبر التوصل إلى اتفاق جديد يحتوي على بند ضد تنازل الزعماء عن أي جزء من أراضيهم إلى أي قوة ما عدا “إنكلترا”. وفي رسالتي رقم 152، في تاريخ 15 أيلول/ سبتمبر 1891، أشرت إلى العمل الخبيث الذي قام به السيد شابوي  (M. Chapui)[5]  وشريكه، وأنا أسمع، منذ ذلك الحين، من وكيل المقيمية في “لنجة”[6]، أن شيخ أم القيوين منحه [شابوي] قطعة أرض بالقرب من مسكنه الخاص. وما زال هذا التقرير ينتظر تأكيد الوكيل في الشارقة، ولكن الأمر غير مستبعد، ذلك أنه يبدو أن السيد (شابوي) قد تملّق إلى الشيخ.

[1]ترد كلمة الزعيم للإشارة إلى شيوخ وحكام القبائل المنتشرة على الساحل العربي لمنطقة الخليج العربي. ورغم أم مصطلح الشيخ كان هو السائد والمتعارف عليه بين سكان المنطقة إلا أن استخدام كلمة الزعيم بدلا عنها له علاقة بنظرة الإدارة البريطانية وحكومة الهند الابعة لها لشيوخ هذه المنطقة واعتبارهم بحسب الفهم السائد آنذاك على أنهم زعماء لعصابات قرصنة ولذا فإن التسمية الثانية والأشهر لدى المقيمين والوكلاء البريطانين لساحل الخليج العربي هو ساحل القراصنة.

[2]أديلبرت سيسيل تالبوت Adelbert Cecil Talbot المقيم السياسي البريطاني في الخليج الفارسي، تمكن من توقيع إتفاقية الحماية مع مشيخات الساحل المتصالح في عمان في 6 آذار/ مارس 1892 في أبوظبي، ومع شيخ البحرين عيسى بن علي في 13 آذار/ مارس من نفس العام مقابل مسؤولية بريطانيا عند الدفاع والشؤون الخارجية. وتم الإسراع في توقيع الإتفاقية الشاملة في 6 آذار/ مارس 1892 لقطع الطريق على الأتراك والإيرانيين والفرنسيين الذين يطمحون للسيطرة على مشيخات الخليج. انظر: لوريمر، جيه. جي.، دليل الخليج، القسم التاريخي، ج 2، ص 1122 – 1123.

[3] رسالة سرية E.، تموز/ يوليو 1892، رقم 24 – 45. هامش النص المصدر

[4]إدوارد تشارلز روس Edward Charles Ross المقيم السياسي، الرائد إيه. سي. روس وبعد ذلك الكولونيل السير ادوارد روس المعتمد السياسي في مسقط من 8 أيار/ مايو 1871 إلى كانون الأول/ ديسمبر 1872، وملازم في 24 تموز/ يوليو 1857؛ وعقيد في هيئة الأركان الهندية في 7 آذار/ مارس 1893. انظر: لوريمر، جيه. جي.، دليل الخليج، القسم التاريخي، ج 7، ص 3818، 3820، 3827.

[5]شابوي Chapui رجل فرنسي نصف مغامر ونصف تاجر وكلّف من حانب فرنسا لتحقيق أغراض سياسية في عمان وكان يتآمر في ولاية صور في عمان ثم في أم القيوين وتمكن من الحصول على خطاب من حاكمها للحكومة الفرنسية باستعداده – حاكم أم القيوين – لاستقبال الرعايا الفرنسيين. وتمكن شابوي وزميله الفرنسي تراميير (Tramier) من الحصول على ضمان بوجود قاعدة في أم القيوين. فكان الرد البريطاني على التحرك الفرنسي. هامش النص المصدر.                      

[6] لنجة ميناء لنجة تقع هذه المدينة على الساحل الشرقي للخليج في إيران. وهناك مدينة أخرى اسمها لنجة قرب مدينة الخبر في المملكة العربية السعودية، ويروى انها كانت مدينة مزدهرة قبل القرن العاشر الهجري. ونتيجة لحدوث فتنة بين أهلها تدمرت ونزح بعض أهلها إلى الإحساء والبحرين والبعض هاجر إلى الساحل الشرقي للخليج ونزلوا موضع لنجة الحالي وسموا مدينتهم الجديدة ( لنجة ). ومن أشهر العوائل فيها: آل خليفة، آل مشاري، آل بوسميط، آل كاظم وآل زاهد …إلخ. انظر: الوحيدي الخنجي، حسين بن علي، تاريخ لنجة، 1985.

الوثيقة الأصلية