سلوك شيخ البحرين في العام 1858

استبداد شيخ البحرين محمد بن خليفة بن سلمان على الشعب وسلوكه غيلا الودي تجاه المعتمد البريطاني، والرعايا البريطانيين، وتجارتهم، في العام 1858. هذا دفع القبائل إلى تقديم عرائض بحقه إلى الحكومة البريطانية. سجلات البحرين في الوثائق، المجلد الأول 1820- 1868، ص 704.

الفصل الثالث

(1) استبداد شيخ البحرين، (2) وسلوكه غير الودي تجاه المعتمد البريطاني، والرعايا البريطانيين، وتجارتهم، في العام 1858

  1. أ. عندما كان أمن البحرين مهددًا دائمًا من الأعداء الخارجيين، تمتّع أهل البحرين بالقليل من السلام والاطمئنان داخل نطاق الجزيرة. وكان الزعيم الحاكم، الشيخ محمد بن عبدالله، رجلًا يجمع أفظع سمات الطاغية السيء، وأكثر الرغبات جموحًا، بالإضافة إلى حبّ الثروة والمزاج الذي لا يمكن السيطرة عليه، والجهل وقلة الصبر وعدم ضبط النفس. وقد كان شديد التعسّف في تعامله مع التّجار، وبالأخص الهنود منهم. وكان يردّ بأبشع الاهانات على اعتراضات المعتمد البريطاني على سلوكه.
  2. ب. في العام 1858 شكا (البانيان) الذين يسكنون في البحرين إلى المقيم السياسي في “بوشهر” مسألتين تخصّان الزعيم، شيخ البحرين:
  3. أنّه فرض جمارك على الصادرات والواردات، التي قد سبق وفرض عليها نفسها ضرائب أخرى.
  4. وأنّه منعهم من التوجّه إلى القطيف، وفرض حظرًا على سفنهم التي تحمل العلم البريطاني. ويُذكر أنّ لهجة الزعيم كانت وقحة جدًا مع الحاج قاسم، المعتمد البريطاني في البحرين.
  5. ت. اتخذ النقيب (فيلكس جونز) تدابير فوريّة لوضع حدّ لنزوات الزعيم. فأرسل مساعد المقيم، الملازم (ديسبرو) ، مع رسالة احتجاج إلى الزعيم، وتقدّم مع العميد البحري جنكنز (Jenkins) إلى البحرين على متن زورق حربي في أيلول/ سبتمبر من العام 1868. وعندما وصل الملازم (ديسبرو) إلى البحرين أوصَلَ رسالة النقيب (فيلكس جونز) إلى الزعيم وأخبرَ المقيمين الهنود البريطانيين أن يجهّزوا أنفسهم لمغادرة الجزيرة في غضون 24 ساعة في حال تم رفض المطالب المطروحة. وكانت النتيجة الأولى المترتّبة عن هذا التدبير أن أُطلقَ سراح سفينة “البغلة” التي تحمل العلم البريطاني وكان قد حُظِرَ عليها الشحن. هذا وقد أُرسِلَ أخ الزعيم، الشيخ علي، إلى الملازم (ديسبرو) ليقدّم له تفسيرًا عن سلوك الشيخ محمد. أمّا منع سفينة “البغلة” التي تحمل العلم البريطاني من متابعة مسارها إلى القطيف، فيُعزى سببه إلى كون الحاكم الوهابي في القطيف عدوَ الزعيم، لذا، فهو يخشى أن تؤدي زيارة هذه السفينة إلى تعقيدات غير مرغوب فيها؛ فجاء ردّ الملازم (ديسبرو) أنّ العلم البريطاني قادرٌ على صيانة كرامته في أنحاء العالم كلّها ومن دون مساعدة أيّ قوّةٍ أخرى. وبالنسبة إلى الجمارك، فتمنّت الحكومة البريطانيّة ألّا تكون ذات طابع تعسّفي وظالم. ولم يبدِ الشيخ علي أيّ اعتراض على هذا الموضوع وأُعطى ضمانةً بأن يُعاملَ المعتمد البريطاني باحترام وفقًا لمنصبه. وطلب الزعيم من الملازم (ديسبرو) أن يزوره لمناقشة شؤون الغواصين، وعندما لم يمتثل الملازم لهذا الطلب، توجه الزعيم شخصيًا إلى الزورق الحربي، “كلايف”، وعبّر عن ندمه في حضور الملازم (ديسبرو) والعميد البحري (جنكنز)، لأنّ سلوكه كان سببًا للإساءة والخلاف. وزار كلا المسؤولين الزعيم ورُفع العلم العربي [علم مشيخة البحرين] على مقرّه بدلًا من البريطاني، على سبيل المُجاملة، وأطلقت المدافع ضرباتٍ تحيةً لهما.

    الوثيقة الأصلية