الفصل الرابع من كتاب قمر السنابس

الفصل الرابع من كتاب قمر السنابس:

مكانة أحمد بن خميس الاقتصادية في عالم اللؤلؤ 

دوره في تجارة اللؤلؤ

لم يكن أحمد بن خميس مجرد «طوّاش» عادي يتاجر في اللؤلؤ، بل قام بتشغيل مراكب عدة لرحلات الغوص. وكان شخصياً يمتلك سفينة كبيرة من نوع «الداو» أو «الداهو»1، ومراكب صغيرة أخرى كانت ترسو في بندر السنابس، و«نقعة»2 السفن الخاصة في تلك المنطقة ويمكن تسميتها بـ «نقعة بن خميس». ويُقال إن أحمد بن خميس من شدة كرمه، وهب عدداً من تلك السفن في أواخر زمن اللؤلؤ، لأشخاص فقراء كانوا قد بدؤوا بطلب الرزق بحراً عن طريق العمل في مهنتي صيد الأسماك ونقل البضائع.3

وبما أنه امتلك بعض مراكب الغوص الصغيرة التي كان يستعملها لصالحه أو للتأجير على الغير، فقد كان أيضاً يُشغّل عدداً من البحارة في تلك السفن، بعضهم من العجم.4 ويتذكر كبار السن من أهل السنابس اليوم ممن عملوا مع بن خميس وهم صغار، أنهم كانوا يجتمعون مع بن خميس في استراحة خاصة مظللة لا يزال موقعها معروفاً بقرب الحسينية الحالية.

أضف إلى ذلك أن أحمد بن خميس كان يحتضن معظم غواصي منطقة السنابس تحت رعايته، بل كان أولئك يفضلون العمل معه وعلى ظهر سفنه، نظراً لحسن معاملته، وكرمه، وطيب سجيته مع الجميع.

لم يزاول أحمد بن خميس مهنة شراء محصول اللؤلؤ من البحرين وبيعه لكبار التجار من داخل وخارج البحرين فحسب، بل وسع أيضاً تجارته منذ البداية بشراء اللؤلؤ من المنطقة الشرقية في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً من القطيف، وتاروت، نظراً لوجود صلات قُربى وشجت بينه وبين تلك النواحي بسبب الهجرات المتبادلة والمصاهرات. ومع ازدهار تجارة اللؤلؤ في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، تضاعفت ثروة أحمد بن خميس من وراء هذه التجارة.5

وكان أحمد بن خميس مع شريكه السيد أحمد ابن السيد علوي،6 يعتبران من أثرياء اللؤلؤ في منطقتيهما في سنوات ذاك الزمان. فلقد كان آل أبو السعود مثلاً،7 وهم كبار تجار اللؤلؤ بالقطيف، يبيعون محصولهم لأحمد بن خميس، الذي كان يقوم بدوره ببيعه في الهند، أو للتاجر الفرنسي المشهور فيكتور روزنثال 8 (Victor Rosenthal)، أو لصاحب شركة (كارتييه)، وغيرهم. وبذا غدا بن خميس من أشهر تجار اللؤلؤ الخليجيين المعروفين في العقدين الأول والثاني من القرن العشرين، كما يشير إلى ذلك ضمناً المعتمد السياسي البريطاني في البحرين العام 1920م. هارولد ديكسون (Harold Richard Patrick Dickson)9. وبسبب الصفقات الكبيرة التي كان يعقدها مع كبار تجار الجملة في أسواق اللؤلؤ، فقد ربح بن خميس من عمله في هذه التجارة مبلغ 200 ألف روبية هندية (2 لك روبية بمصطلح ذاك الوقت)، كما يقول بنفسه في العام 1920م، وبأن هذا المبلغ هو كل ربحه من تلك التجارة حينها

نواخذة السنابس 

في زمن اللؤلؤ، وبفضل ازدهار تجارته، فقد كان الساحل الممتد من حدود منطقة النعيم الحالية في أطراف المنامة، إلى الجابور، مروراً بالديه، والسنابس، والبرهامة، كخلية نحل لا تتوقف إلا ليلاً، نظراً لما كان يعج به من عشرات مواقع بناء وإصلاح السفن الشراعية، في ما يُطلق عليه في الخليج بـمهنة «القلافة»،”جمعها «قلاليف»، وهي مهنة صناع السفن الخشبية في الخليج، سواء أكانت الشراعية في الزمن القديم، أم ذات المحركات الحديثة لاحقاً، وتخضع هذه الصناعة لعملية هندسية دقيقة في بناء هيكل السفينة. ومن يقوم بصنع السفينة يُسمّى «قلّاف»، ولهذا هناك العديد من الأسر تُنسب إلى هذه المهنة فُيقال «بيت القلّاف، وعائلة القلّاف». و«قلف» السفينة، أي قيام الصانع المحترف ذي الخبرة الطويلة في هذا المجال بخرز خشب السفينة بحبال كبيرة مصنوعة من ألياف الأشجار أو ما يُسمى «الجوت». ويتم استخدام زيت السمسم لتسهيل إدخالها بين الألواح الخشبية. وبناء السفن يكون عادة من أخشاب «الساج» المستوردة من غرب الهند، ومسامير محلية الصنع تُجلب من سوق «الحدادة» تسمى (أبو فلسة)، كما تُستخدم الخيوط القطنية التي تُسمى «الفتيل» لسد الفراغات بين الأخشاب بعد رصها. ويتم دهن أسفل السفن بعد الانتهاء منها بنوع من الدهن يُطلق عليه في الخليج اسم «الودج»، وهو نوع من بودرة «النورة» يخلط مع شحم الغنم، وذلك لتقليل امتصاص الخشب للماء وحمايته من سوس الخشب. ولاحقاً، ومع التطور في الصناعة، تم طلاء قاعدة هيكل السفينة بمادة «القار» السوداء. ويقوم «القلّاف» بعمله هذا بشكل متواصل منذ طلوع الشمس وحتى غروبها، ولا يتوقف إلا لأداء الصلاة وتناول وجبات الطعام. (المؤلف)” التي كان يديرها ويعمل بها أمهر صناع السفن من أهل البحرين آنذاك، وخصوصاً في ضاحية النعيم. 

وكان يعمل على تسيير سفن الغوص المُنتجة من تلك الورش الصناعية البحرينية، العديد من نواخذة البحرين في كل موسم. وكان نصيب السنابس وحدها منهم، حوالي 34 نوخذة تقريباً.10

وعلى يد أكبر «الطواويش» بين السنابس والديه، أحمد بن خميس، ويوسف بن رستم، كانت المنطقتان، وبشكل أكبر السنابس، تساهم بدخل كبير في إيرادات الاقتصاد المحلي، أو (الدخل القومي) إن جاز التعبير.

أملاك بن خميس في البحر

بالإضافة إلى عمل أحمد بن خميس في تجارة اللؤلؤ فإنه كان يتجه لتنويع أعماله التجارية الأخرى بشراء بعض العقارات بين حين وآخر، إما ليوقفها على الحسينية التي أسسها، أو لتكون مصدر رزق للناس بالعمل فيها خصوصاً إذا كانت أراضي زراعية. 

كما اتجه أحمد بن خميس، ضمن نظرته الاقتصادية في تنويع مصادر دخله، لشراء مصائد أسماك في البحر، أو ما يُطلق عليه الأهالي في البحرين «الحضرة»،”تسمى في البصرة قطعة أو ميلان، وهي عادة تُصنع من الجريد والقصب السميك. وكانت «الحَضرة» في السابق عبارة عن مصيدة على شكل طوق مصنوع من «سعف» النخيل يُثبّت بطريقة مُحكمة ودقيقة بواسطة حبال مصنوعة من الليف «الجوت»، ويتم تثبيت «السعف» بطريقة عمودية ومن الأسفل عند القاع بواسطة الحصى. وتوضع «الحَضرة» بالقرب من الشاطئ أو في داخل البحر في المناطق التي ينحسر عنها الماء، وتكون الفتحة باتجاه الساحل. يشرف على عملية بناء «الحضور» من يُطلق عليه (الأستاذ) ومجموعة من المساعدين. تتم عملية جمع السمك من «الحضرة» التي تسمى «إمباراة» في فترة الجزر. وللعلم فإنه في الماضي القريب لم تكن «الحضور» خاضعة لأي سيطرة بل كانت حرة، وذلك لأن السمك لم تكن له قيمة نقدية تُذكر حيث كان يُستخدم للاستهلاك اليومي المحلي فقط. كما تُعرف المناطق التي تقام عليها «الحضور» بالسطوات ومفردها سطوة، وقد تكون الرقعة التي ستقام عليها «الحضرة» ملكاً لشخص ورثها أو اشتراها أو قد تكون وقفاً، كما سيأتي في أوقاف أحمد بن خميس لحسينيته في السنابس. انظر: حسين، محمد حسين، «طرق صيد الأسماك:…الحضرة»، جريدة الوسط، ع. 2589، 8 أكتوبر (البحرين، 2009م).” والتي بلغ عددها عند وفاته، خمس «حضور»، بحسب وثيقة صادرة من الجهات الرسمية بتاريخ 1359ه/1940م. والمصائد «الحضور» الخمسة من أملاك بن خميس في ساحل السنابس هي: «أم المالح»، و«المغزار»، و«الرويسية» و«البشارية» و«المطرفة». ولم يكن امتلاك مصائد الأسماك وبيع إنتاجها مقتصراً على ساحل السنابس فقط عند بن خميس، بل اشترى مصائد عدة كذلك في شمال جزر البحرين، عند ساحل سماهيج قرب جزيرة المحرق. فقد كان يملك في ذاك الساحل، حضرتي «العريضة»، و«الخويسة». وكلها كانت تُعتبر ضمن أملاك بن خميس البحرية الخاصة في سواحل البحرين.

موقعه الاجتماعي الرسمي

تقديراً لشخصه العظيم ومكانته الاقتصادية في المجتمع البحريني آنذاك، حيث كان من وجهاء البلد الذين يستشارون في العديد من الأمور المهمة، فقد طلب أعلى رموز الحكم في البلاد في العام 1928، ألا وهو الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، من أحمد بن خميس ـ أسوة بأقرانه من كبار الفعاليات الاقتصادية وأعيان البلاد في البحرين آنذاك. باعتماد توقيعه على شهادة حسن السير والسلوك لمستشار الحكومة (تشارلز بلجريف) بعد مضي سنتين من عمله في البحرين دون انقطاع ليستطيع «تبديل الهوى» كما ذُكر في الوثيقة. وليس المقصود به الحب طبعاً، بل المقصود من تلك العبارة الواردة في الرسالة، هو طلب إجازة سنوية ليقضيها في بلده بريطانيا.  ولنقرأ فحوى تلك الشهادة :

«من حمد بن عيسى آل خليفة،

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بعده [وبعد]..

بما أن مستشار حكومتي وهو حضرة (سي دلرنمبل بلكريب) بعد ما قضى سنتين وشهر واحد [وشهراً واحداً] في خدمات حكومتي، طلب مني الرخصة لتبديل الهوى لمدة خمسة أشهر. وحيث إنني قبلت رخصته لهذه المدة ورأيت من الواجب إعطائه [إعطاءه] هذه الورقة بصفت [بصفة] استشهاد منّي  لكي رضا العموم (للمراجعة في الرسالة الاصلية) فيما [في ما] قام به من الأعمال الجليلة في إصلاح البلاد وحسن السلوك، فبالأصالة عن نفسي وبالنّيابة عن حكومتي أشكره على حسن خدماته في رقي البلاد وراحة العموم، وإني أرجو الله التوفيق للجميع. 28 شهر شوال 1346ه».

وفعلاً حصل (بلجريف) على تلك الرخصة بهذه الشهادة الرسمية في 19 أبريل/ نيسان من العام 1928م بشهادة بعض من أعيان البحرين. وقد وقّع مع أحمد بن خميس على تلك الشهادة كل من: راشد بن محمد بن خليفة آل خليفة، ومحمد بن عيسى آل خليفة، ويوسف أحمد كانو، وعبد الرحمن الزياني، وعبد علي منصور بن رجب، ويوسف عبد الرحمن فخرو، وخليل ومحمد الباكر، وآخرون.

 

صورة من تصريح لبلجريف لإجازته من حكومة البحرين يلاحظ فيه توقيع أحمد بن خميس

بعض أوقاف أحمد بن خميس في البحر

جزء من وصية بن خميس – بتوقيع محاكم البحرين العدلية وبها ذكر لخمس (حضور)

قرار من المحاكم والأوقاف الجعفرية بمصائد الأسماك والدالية التي أوقفها بن خميس علي حسينيته قبل وفاته – العام 1940م

دفتر أحمد بن خميس لمعايير تجارة اللؤلؤ ومكاييلها في البحرين

كتاب أوزان اللؤلؤ الذي كان يستخدمه أحمد بن خميس طبع في أبريل العام 1898م

  1.  Rush, A. de L., (Editor), The Ruling Family of Arabia, Bahrain, (London, 1991), p.124.
    Dhow (الدهو)، ويُطلق عليها في الخليج «الداو»، وهو اسم عام لعدد من السفن الشراعية ذات شراع واحد أو أكثر. كانت تستخدم بكثرة في مياه الخليج والمحيط الهندي، وكذلك البحر الأحمر. وتم اختراعها بيد العرب والهنود بحسب أنواعها. وتتصف بأنها سفن ذات هياكل طويلة ورقيقة. وتُستخدم بشكل رئيس كسفن تجارية لحمل المواد الثقيلة، مثل الفواكه، والمياه العذبة، والبضائع. و«الداو» الكبيرة يبلغ عدد طاقمها حوالي 30 فرداً، والأصغر تحمل حوالي 12 فرداً.
  2. النقع: مفرد (نقَّعُ)، من نقع الماء في الغدير، شرب حتى نقع، ونقع الشيء نقْعاً: أي تركه في الماء ونحوه حتى انتقع. أَنقَعَ الشيء في الماء ونحوه نقَعَه، وانَقَعّ الشيء: انحل من طول مكثه في ماءٍ أو نحوه. أنيس، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية (مصر، 1973م)، ج2، ص948. و«النقعة» في الخليج، هي عبارة عن أحواض ساحلية شيّدها أهل السواحل في الخليج ومنهم البحرين لحماية سفنهم من العواصف والأمواج التي تحدثها رياح الشمال بعد العودة من موسم الغوص. و«النقعة»، عبارة عن سور من الصخور البحرية التي تقتطع من صخور البحر المرجانية وتُسمّى (الفشوت)، ويحيط بجزء من الساحل وله منافذ عديدة لتسهيل حركة الماء في تلك الأحواض في حالة المد أو الجزر. وقد اشتهر تجار اللؤلؤ في الكويت بإطلاق أسمائهم على معظم «النقع» في بلادهم. أما في البحرين فلم يكن ذلك طابعاً مميزاً لتجار اللؤلؤ ونواخذة الغوص، وإن كان هناك روايات متداولة في الموروث الشعبي عن «نقعة مقرن» في ساحل البديع، إلا أن الباحثين في التاريخ يرجعونها لزمن مملكة الجبور التي توسعت سيطرتها في عهد مقرن بن زامل الجبري فشملت جزر البحرين.
  3.  لقاء مع علي بن خميس، أكتوبر، العام 2010م.
  4. العجم: لفظة يُطلقها أهل البحرين على الفرس القادمين من الشاطئ الشرقي للخليج، وتعود تلك التسمية إلى اللغة التي يتحدثون بها. واللفظ مشتق من الأعاجم والأعجمي، ذي اللسان غير العربي.
  5. يتضح من الكشوف المدونة لمبيعات اللؤلؤ في البحرين في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، أن تلك المبيعات بلغت ذروتها ما بين عامي 1893 ـ 1903م، بمعدلات تراوحت بين 516,700 ـ 849,956 روبية. بل إن العام 1904م. وحده بلغ مدخوله من بيع اللؤلؤ في البحرين 1,127,530 روبية. انظر: المريخي، خليل، لمحات من ماضي البحرين، ط 1 (البحرين، 1987م)، ص 79 ـ 80
  6. السيد أحمد علوي: العائلة تعرف اليوم بالعلوي. هو تاجر لؤلؤ معروف وأحد أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ البحرين آنذاك. والده هو سيد علوي بن السيد جواد بن السيد حسين الغريفي. كان أصل هذه الأسرة من قرية الغريفة، وفيها قبر جدهم السيد حسين الغريفي المتوفى العام 1592م، في أواخر فترة خضوع جزر البحرين للسيطرة الهرمزية ـ البرتغالية، ونتيجة لهجوم الغزاة على نواحي الغريفة والقرى المجاورة لها مرات عديدة، نزحوا منها واستوطنوا المنامة. وللسيد علوي، والد السيد أحمد، كتاب مهم جداً كان متداولاً بشكل كبير في زمن اللؤلؤ، بعنوان (تحفة الأصحاب)، يتحدث فيه عن وحدة بيع اللؤلؤ المعروفة بـ (الچو)، وكان يُعرف بـ (دفتر علوي)، ويُعد ضمن مراجع تثمين وزن اللؤلؤ الخليجي، وتمت طباعته في العام 1907م. في «بومباي» بالهند، وهو محفوظ حالياً في المتحف البريطاني بمكتب شؤون الهند. (انظر الملحق، الصورة رقم 13) وكان للسيد أحمد مواقف وطنية مشهودة، ودور كبير في تأسيس مدارس الشيعة في البحرين في فترة التحديث الإداري للبلاد في العشرينيات من القرن العشرين. وترأس إدارة الأوقاف الجعفرية بين عامي 1929 ـ 1947م، أي في الفترة الثانية لها مباشرة بعد الوفاة المفاجئة للسيد عدنان الموسوي، مؤسس الأوقاف، في ديسمبر من العام 1928م. انظر: الشملان، سيف مرزوق، تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج، ط 2، ص297 ـ 298، دليل الأوقاف الجعفرية، (البحرين، 2014م)، ص20. 
  7. آل أبو السعود: هم من أشهر وأعرق عائلات القطيف بالمنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية. تعود أصولهم القبلية إلى نجد، ويُعتقد إلى بيت الخالدي، حيث هاجر أجدادهم وتنقلوا في عدة مواقع جغرافية انتهت بالاستقرار في القطيف لأهميتها الاقتصادية، ولقربها من مغاصات اللؤلؤ في الخليج آنذاك. ومن هذه العائلة، الشيخ علي بن سعود بن إسماعيل أبي السعود (توفي عام 1911م)، والشيخ محمد بن علي بن عبد اللَّه بن نصر الله آل أبي السعود (توفي عام 1924م). انظر:
    http://hamss-alqatif ; http://www.alwahamag.com
  8. فيكتور روزنثال: (Victor Rosenthal) تاجر فرنسي من أصول يهودية. كان يجيد العربية كتابة وقراءة، وكان له مكاتب في باريس، والبحرين، وبومباي، ولندن. بدأ تجارته مع لؤلؤ الخليج عن طريق شركته في العام 1904م. وقد كانت البحرين محط أحلامه ومنها جمع ثروة كبيرة من تجارة اللؤلؤ. ففيها وحدها بين نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وبالتحديد بين عامي 1894 ـ 1904م، جنت البحرين أرباحاً من تجارة اللؤلؤ بمقدار 3.7 مليون روبية العام 1894م، حتى وصلت إلى 10.3 مليون روبية العام 1904م. وفي العام 1906م. وصل (روزنثال) إلى البحرين واشترى وحده لؤلؤاً من تجارها بمبلغ 187.000 روبية. وفي العام 1909م. اشترى لؤلؤاً من البحرين بمبلغ 1.3 مليون روبية، وفي العام 1910م. ازداد مبلغ الشراء إلى 4 ملايين روبية. وفي العام 1911م. اشترى (روزنثال) من الخليج لؤلؤاً بمبلغ 6.4 مليون روبية، حتى قدرت صحيفة (نيويورك تايمز) ثروة (روزنثال) في العام 1914م. بـ 450 مليون فرنك. انظر:
    Hopper, Matthew S., Slaves of One Master: Globalization and Slavery in Arabia in the Age of Empire (UK, 2015), pp. 93-95.
  9.  المقدم هارولد ريتشارد باتريك ديكسون: (Harold Richard Patrick Dickson)، من مواليد العام 1881م، وتوفي العام 1959م. كان مسؤولاً في إدارة المستعمرات البريطانية في الشرق الأوسط من العام 1920م. حتى العام 1940م، وهو مؤلف العديد من الكتب حول الكويت. عُيّن (ديكسون)، بين عامي 1919 ـ 1920م، كمعتمد سياسي لبريطانيا في البحرين، وكان يساعده في عمله البحريني السيد صديق أو صادق حسن، كما خدم في بلاد فارس بعد ذلك. وفي العام 1929م. تم تعيينه معتمداً سياسياً لبريطانيا في الكويت، وبقي في هذا المنصب حتى العام 1936م. ثم عُين للمرة الثانية في هذا المنصب العام 1941م. زار مناطق نائية في السعودية لجمع معلومات سياسية واستخباراتية، وقابل بعض حكام المنطقة. عاصر (ديكسون) مقيمَين سياسيَّين لبريطانيا في الخليج، في «بوشهر»، هما آرثر تريفور (Arthur Prescott Trevor)، وآرنولد ويلسون (Arnold Talbot Wilson). استقر بعد تقاعده في الكويت في ما عُرف بـ (بيت ديكسون) مع زوجته فيوليت (أم سعود) حتى توفي العام 1959م. وبقيت زوجته في هذا البيت أيضاً حتى وفاتها في العام 1991م. المؤلف.
    Rush, The Ruling Family of Arabia, Bahrain, p.121.
  10.  الشملان، سيف مرزوق، «صفحات من تاريخ الغوص في البحرين»، مجلة الوثيقة، ص 183 ـ 184.