العبور نحو الدولة الحديثة، البحرين ما بين 1919م – 1939م
المؤلف: رملة عبدالحميد
عدد الصفحات: 357
تاريخ الإصدار: 2015
الناشر: مركز أوال للدراسات والتوثيق
مقدمة الكتاب
التاريخ ليس سردا، بقدر ما هو تأمل وعبرة، واستنطاق للمستقبل، التاريخ كاشف لآثار مضت، مخلدا لحراك شعوبا وأمم، بعض من حوادث التاريخ حركها قادة افذاذ وأصحاب جرأة واقدام، وبعضها كان محورها جماعات أبت ان الا تضع بصمتها على تاريخها ليكون عابرا لأجيالها، جزءا من التاريخ ساكن أو يتحرك ببطء، وآخر منه ثائر كأمواج البحر العاتية، سنون مشتعلة، وسنون ميتة، بعضها مثير وأخرى مؤلمة قاسية، لكن من يحرك الحدث ومن يصنعه؟؟
تاريخ البحرين، هو تاريخ شعب سكن هذه البقعة الجغرافية منذ الخليقة، تفاعل الانسان البحريني مع البحر الذي هو قدره، فكان مده وجزره، بمثابة وثوبه وتعثره، انفتح على العالم بمد البحر وسعة أفقه، تطلع لما ورائه، عبره بشق الانفس ليرى من حوله، وغاص في اعماقه لكي يعيش، عانق النخلة حيث استقى منها الاستقرار والعلو والشموخ والعزة التي دفع من اجلها الكثير ليبقى، هو الانسان البحريني في كل مرحلة من تاريخه يطمح نحو التغيير، يقفز الى مرحلة جيدة يرويها بدمه وصبره.
1919م – 1939م، مرحلة جديدة بناها البحريني لينتقل من القبيلة الى الدولة، وبفضل حراكه انطلقت البحرين نحو الحداثة والتنظيم والتطور، ففي الجانب السياسي، انتقلت البحرين من النظام القبلي التقليدي إلى الحكم المركزي القائم على أساس التنظيم الإداري والمالي، وتشكيل المجالس البلدية المنتخبة، كما إنها فترة سياسية مضطربة عرفت فيها البحرين المعارضة السياسية بشكليها السلمي والثوري. أما الجانب الاقتصادي فقد شهدت البحرين انتكاسة الغوص، بظهور النفط الذي غيّر مجرى الحياة الاجتماعية من حيث تغير في أنماط العيش والتفكير الناتجان عن الوفرة المالية والتنمية البشرية والاحتكاك بالعمالة الأجنبية المرتبطة بالنفط. وفي المجال التعليمي والثقافي، أٌنشئت لأول مرة المدارس النظامية في البحرين، والتي بدأت بإدارة أهلية ثم خضعت للحكومة، ومع النهضة التعليمية انطلقت الأندية الأدبية الثّقافية والرياضية، وبرزت الصحافة، والمجالس الأهلية، والمسارح الفنية.
الكتاب هو دراسة تاريخية للأوضاع السياسية، والثّقافية، والاجتماعية والاقتصادية للبحرين خلال الفترة الممتدة من 1919م – 1939م، وهي فترة مهمة في تاريخ البحرين، وذلك تشجيع المهتمين بتاريخ المنطقة على البحث والاستقصاء. ما يدفعنا هو حسنا الوطني نحو البحث عن الحقيقة حول تاريخ الوطن، والمساهمة الجادة في تزويد المكتبة العربية بالدراسات العلمية التي تتناول تاريخ البحرين الحديث.