الشّارقة: انطلاق الورشة الإقليميَّة الثانية لمراجعة “مكنز الفولكلور العربيّ”
انطلقت مؤخرًا الورشة الإقليميَّة الثانية التي ينظَّمها معهد الشارقة للتراث، والمتعلّقة بمكنز الفولكلور العربي، بمشاركة أكثر من 25 باحثًا في التراث من عدة بلدان عربية، للبحث في واصفات “مصطلحات” الشام ووادي النيل وشمال أفريقيا وشرقها.
ويعدّ مكنز الفولكلور العربي مشروعًا ممتدًا لحفظ الذاكرة الشعبيَّة العربيَّة. وقال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، إنَّ الورشة تحمل ملامح أمل جديد في إطار تبنّي معهد الشارقة للتراث، لتنفيذ حزمة من المشروعات الكبيرة، ومنها “مكنز الفولكلور العربي”، الذي عكف على إنجازه أستاذ أرشفة الفولكلور وتقنيات الحفظ في المعهد العالي للفنون الشعبية في أكاديمية الفنون، الدكتور مصطفى جاد، بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث، والذي سبق أن أنجز “مكنز الفولكلور المصري” في العام 2007، ثم نهض بإنجاز “المكنز العربي” منذ ذلك التاريخ حتى تم الانتهاء من إعداده خلال هذه السنة.
ويقوم معهد الشارقة للتراث على الإشراف على مثل هذه الورش الإقليمية، لمراجعة المكنز، وتنفيذ نتائجه العلمية، وإعداده للنشر في صورته الورقية والرقمية بحلول العام 2019، بالتعاون مع “مركز التراث العربي” في المعهد، الّذي يضطلع بتنفيذ مشروع ضخم لجمع عناصر الثقافة الشعبية العربية الميدانية والمنشورة وتوثيقها، لإدخالها في قاعدة بيانات المكنز العربي للفولكلور.
وأضاف المسلم أنَّ التصدّي لتوثيق ذاكرتنا الشعبية وحفظها يشكّل دعوة إلى مشروع متكامل يحتاج إلى جهد جماعيّ علميّ، لافتًا إلى أنَّ الكثير من المؤتمرات واللقاءات العربية عُقدت منذ العام 2005 على مستوى وزارات الثقافة العرب، فضلًا عن ورش العمل الوطنية والإقليمية، من أجل إعداد نظام موحّد لأرشفة الفولكلور وحفظه، يجمع مختلف عناصر الثقافة الشعبية العربية، غير أنَّ المحاولات لم تكتمل على النحو المرجو، وظلَّت فكرة “مكنز الفولكلور العربي” متناثرة في دول عربيَّة عدة.
وأوضح أنَّ الورشة الإقليمية الثانية تناقش واصفات الثقافة الشعبية المرتبطة بمنطقة شمال أفريقيا والشام، وذلك للاطلاع على “مكنز الفولكلور العربي” ومراجعته، من خلال مجموعة من الخبراء بمنطقة شمال أفريقيا – المغرب العربي والشام – لمراجعة الواصفات التي وردت في المكنز والمرتبطة بالثقافة الشعبية لهذه المنطقة.
وتؤسّس الورشة لإنشاء لجنة علميَّة عربيَّة موسّعة لمراجعة المكنز الذي يمثّل أوَّل قاعدة بيانات عربيَّة متخصّصة في الفولكلور العربي هي “التراث الثقافي غير المادي”. وتقوم أعمال الورشة على عرض لمنهج المكنز وتجربة إعداد الواصفات، ثم تحديد آليات المراجعة والضبط بمنهج علميّ موحّد سيتم التدريب عليه في الورشة.
من جانبه، قال مصطفى جاد أستاذ توثيق التراث الشعبي في أكاديمية الفنون في القاهرة، إنَّ المادة الفولكلورية تمر بثلاث مراحل علميَّة، هي مرحلة الجمع الميداني والتحليل والتوثيق والأرشفة، وإنَّ توثيق المادة الفولكلورية يقوم على إعداد مكنز متخصّص في الفولكلور، لافتًا إلى حاجة المنطقة العربية إلى توثيق عربي مشترك للتراث الشعبي، من أجل التعرّف إلى التنوع والمشترك الفولكلوري في المنطقة العربية.
وتحدَّث عن مكنز الفولكلور العربي، موضحًا أنه يحوي ما يقارب 25 ألف واصفة “مصطلح” عربيَّة مصنّفة تصنيفًا موضوعيًا، وفق التصنيف الدولي للتراث الثقافي غير المادي، الذي اعتمدته الأونيسكو مع بعض الإضافات المسايرة للثقافة الشعبية العربية.
وأشار الدكتور جاد إلى أنَّ مكنز الفولكلور العربي ينقسم إلى ستة أقسام رئيسة، هي الموضوعات العامة والمعتقدات والمعارف الشعبية والعادات والتقاليد الشعبية والأدب الشعبي وفنون الأداء الشعبي وفنون التشكيل الشعبي والحرف.. ويصنّف جغرافيًا إلى خمسة أقاليم ثقافية هي دول الخليج العربية وبلاد الشام وحوض النيل وشرق أفريقيا والدول المغاربية.
وأوضح أنَّ المكنز الَّذي يُعتبر المستودع أو الكنز هو، من حيث الوظيفة، وسيلة ضبط للمصطلحات، تستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوثائق إلى “لغة نظام” أكثر تقييدًا.
______________________________________________________________________
اقرأ أيضًا:
- الأرشيف الوطني الإماراتي يعزّز معروضاته في “ذاكرة الوطن” بالوثائق التاريخيَّة
- أمين عام مجلس الوزراء الليبي يبحث آليَّة المحافظة على أرشيف هيئة الخيالة والمسرح
- تقنيَّة جديدة لقراءة المخطوطات من دون لمسها
- فهرس مخطوطات مكتبة الأزهر في معرض الكتاب في القاهرة
- دار الكتب في مصر تتسلّم 118 مخطوطة نادرة
- المهنة الأرشيفيَّة في ليبيا: التحديات والتطوّرات
- العراق يستعيد أرشيف تاريخ اليهود العراقيين من الولايات المتحدة
- تونس تسجّل تجربتها في إلغاء العبوديَّة في سجلّ ذاكرة العالم
- شكسبير في “سجلّ ذاكرة العالم”
- توقيع كتاب “الأدب الشّفاهي الأمازيغي بأشتوكن”