أرشيف “المدرسة الصِّحافيّة” مستمرٌ برفد العالم بالمعلومات والصّور

مركز النّهار للمعلومات والأبحاث

أرشيف “المدرسة الصِّحافيّة” مستمرٌ برفد العالم بالمعلومات والصّور

*حسن زراقط

نستطيع أن نصف “مركز النهار للمعلومات والأبحاث”، التابع لصحيفة “النهار” اللبنانية، بأنه كنز للمعلومات والصور التي يعود تاريخها إلى ثلاثينات القرن الماضي. بدأت الأرشفة والفهرسة في المركز يدوياً قبل إدراج التقنيات الحديثة خلال سبعينات القرن الماضي في عالم الصحف ووسائل الإعلام، لكنّ العاملين فيه ما زالوا يقومون بأرشفة أعداد قديمة من الصحيفة، ويعملون على إجراءِ مسحٍ رقمي للصور القديمة لحفظها. يحوي المركز اليوم ثلاثة ملايين صورة يعود بعضها إلى العام 1890م، وهو مستمرّ برفد المهتمين والباحثين بالمعلومات والصور، ويشارك أيضاً في إصدار كتب تعدّها مؤسّسات أوروبيّة.

النّشأة والتطوّر
تأسَّس المركز في العام 1971م، ولكنّه دخل حيّز العمل فعليًا في العام 1977م. تشرح مسؤولة القُصاصات الصّحافية فيه، نعمت خير الله، أنّه بدأ يعتمد على الدّراسات والإحصاءات الميدانية في بداية السبعينيات، وهو ما كان رائجاً في ذلك الوقت، مع صعود الحركات الطلابيّة في لبنان. وفي العام 1977، بدأ يتطور إلى ما هو عليه اليوم، وأُنشئت ملفّات ورقيّة تركّزت على الحرب الأهليّة في لبنان في العامين 1975 ـ 1976. ثم أَنْشَأ ملفات عن فترات سابقة لهذه المرحلة، وذهب باتجاه إعداد ملفات تتناول لبنان والعالم العربي، وتتعلَّق بمجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع، ولكنَّ إنشاء الملفّات توقّف منذ ثلاث سنوات. وقد استطاع المركز منذ انطلاقة عمله جمع خمسة آلاف ملف يؤرشِف للعالم العربيّ.

يحتوي الأرشيف أعدادًا كبيرةً من القصاصات والصور، ذلك أنّ المركز يحتفظ بكلّ الصّور التي تصله من مختلف الوكالات، “فالصّورة لها ثمن”، بحسب خير الله، وهو يتألَّف من ثلاثة أقسام مرتبطة ببعضها البعض، من بينها مكتبة جبران تويني (رئيس تحرير الصّحيفة، اغتيل في بيروت في العام 2005م) “المتواضعة”. لم يشترِ المركز كتباً، باستثناء مراجع محدودة العدد، ولم تكن التكنولوجيا عندها قد انتشرت ووصلت إلى ما هي عليه اليوم. كذلك، لم يكن هناك مالٌ كافٍ لشراء الكتب، وكان الاعتماد على الهبات ـ الكتب الّتي تصل إلى الصّحافيين للكتابة عنها، في حال لم يرغبوا في الاحتفاظ بها.

بدأت المكننة في المركز في العام 1992م. تروي خير الله أنها كانت تؤرشف المقالات، فيما تتولى رئيسة قسم الصور نبيلة بيطار أرشفة الصورة، إلى أن دخلت التقنيات الحديثة إلى المركز، فاتَّسع ليضمّ 25 موظفاً. هنا، بدأ تقسيم العمل، ليكون لكلٍّ موظف دوره وعمله.

بين العام 1971م والعام 1977م، كان الموظفون يقصُّون الأوراق، وينشئون منها ملفات، وهو عمل يستهلك وقتاً. كانوا يعتمدون حينها على عدة صحف وحوالى 40 مصدرًا، ولم تكن الصّورة كما هي اليوم، إذ كانت الصورة السالبة “النيغاتيف” تحتاج إلى تظهير، وكان الأمر يستغرق يوماً للحصول على نسختين من الصورة. “أما اليوم، ففي نقرة على زر ينتهي الموضوع”، تقول خير الله. وكان للحرب الأهليَّة وظروفها آنذاك دور في إبطاء عملية استرجاع المواد، نظرًا إلى عدم تمكّن الموظفين من الوصول إلى العمل.

بين العام 1977م والعام 1988م، أصبح الأرشيف منظماً أكثر، تشرح خير الله. قبل هذه المرحلة، كان العاملون يضعون الأوراق في ملفٍّ معيَّن، إلى أن تولى الأستاذ حسام منسَّى، المعروف في عالم التوثيق، إدارة المركز، وهو من أوائل الناس الذين عملوا في هذا المجال وطوَّروه، فأنشأ قائمة رؤوس مواضيع بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، وما زال الاعتماد على نهجه في التوثيق قائمًا إلى اليوم.

بدءاً من العام 1980م، ازداد عدد الموظفين، وأصبح للمكتبة أمينةٌ، وتولى موظف موضوع الصور، وآخر القصاصات التي كانت تعالج بالطريقة نفسها، مع بعض الخصوصيات لكلٍّ منهما، ولم تكن الكلمات المفتاحية موجودة. أما اليوم، فقد ازدادت التفاصيل المرتبطة بالعمل، وبالتّالي ازدادت المطالب تبعاً للبرنامج المعتمد في المركز.

المركز بين الأمس واليوم
بدأت المكننة في المركز في العام 1992م. ومنذ العام 1977م وحتى أعوام قليلة ماضية، اقتحم المركز عالم التكنولوجيا، ووضع العاملون فيه كلّ الصّحف على “ميكروفيلم” (فيلم مصغر عن مطبوعة أو كتاب)، بعد أن جرى تصويرها في شركة “كوداك”، وجلبوا كلّ الصّحف القديمة من “مكتبة الكونغرس”. وقد جيء بنصف المواد الموجودة على النسخة الأصلية لـ”ميكروفيلم” من هذه المكتبة، لأنّ المركز لم يكن يستطيع تصوير القديم، وكان لديه “شاشة” كبيرة لـ”ميكروفيلم”.

الآلات المتطوّرة اليوم تسمح بالتَّصوير. وفي السابق، كان المركز يعتمد في التَّصوير على الحبر السّائل، وليس على “البودرة”. “كنا نضع وعاءً أسفل الآلة لإخراج المواد الكيميائيّة، وكان التظهير يُعدّ إنجازاً. ثم جلبوا الآلات الكبيرة، وهي آلات مريحة للنظر أكثر من الشّاشة. لم تترك الجامعة الأميركية في بيروت العمل على “ميكروفيلم”، لأنّ استعمالاته دائمة لمئة عام، ولكنّ القرص المدمج لم يمضِ مئة عام على وجوده”، تفيدنا خير الله.

كان لدى المركز أقراص مدمجة، وليس لديه “ميكروفيلم”، ولكن العاملين فيه يحوِّلون الأقراص بعد مضي مدة عليها إلى نظام “ميكروفيلم”، وما لم تعمل التقنية على النظام القديم، فلن تعمل الأقراص إذًا. وكذلك، يتمّ نسخ المواد الموجودة على الأقراص على “دي في دي” (قرص الفيديو الرقمي).

نسأل مسؤولة القصاصات الصّحافية عن الأشخاص الذين أفادوا المركز بخبرتهم، وساهموا في تطويره، فتجيب قائلةً: “بدأ عمل البرنامج الَّذي صنعناه متواضعاً جداً، وتطوَّر بجهودنا وجهود الباحثين الَّذين كانوا يطرحون علينا أسئلة، وكنّا نضطر إلى اختراع جواب عنها، وبذلك طوَّرنا البرنامج. كذلك، تطوَّر البحث، بعدما كان الاعتماد على الكلمات المفتاحية، إلى “البحث في النص”، إذ إنّ كلّ كلمة فيه هي كلمة مفتاحيَّة”.

ما هو “المكنز”؟
ثم تعرِّفنا خير الله إلى “المكنز”، مشيرةً إلى أنّه “قائمة بالكلمات المفتاحية، ولا علاقة له بالبرنامج، على الرغم من أنه موجود فيه”. وتكمن أهميّته في الوصول إلى نتيجة البحث وبرنامجه، وهو عبارة عن جداول مرتبطة ببعضها بعضاً، تضم جدولاً للتاريخ وآخر للمؤلّف والصّفحة…

تَرْجَم سامي منسى “المكنز” الَّذي اشتراه المركز من إحدى الشركات، وكان يضم حوالى خمسة آلاف كلمة آنذاك، ولكنَّه صار يضمّ الآن حوالى 35 إلى 40 ألف كلمة. ونادراً ما يقوم العاملون بتغيير الكلمات التي تعتبراً جزءاً منه، لأنها مترجمة عن الأصل. توضح خير الله أنَّ المركز لا يقوم بتغيير الأصل، بل يضيف إليه أسماء جمعيات أو أسماء علم، ولكن قد يتم تغيير التسمية، في حال كانت غير مناسبة. “الشركة وضعت الكلمات، ومهما كنتُ فصيحة، لن أستطيع أن أضارب على “أو سي دي إي”، وهي منظّمة دولية متخصّصة في هذا الشأن”، تضيف.

وبحسب خير الله، كان مفهرسو الصّور والقُصاصات والتّكشيف (إعداد المداخل التي تقود للوصول إلى المعلومات في مصادرها) يستخدمون المكنز، وكذلك العاملون في المكتبة، إذا صَعُبَ عليهم أمر ما. أما الصحيفة الجديدة لـ”النهار” منذ العام 2015م، فهي لا تُفهرَس، لأنّ الاعتماد يكون على البحث في النصّ، وكل ما هو قديم موجود حاليًا.

آفاق عمل “أنيس”
هناك أعداد قديمة لـ”النهار” تعود إلى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، يستمر العاملون في المركز بفهرستها، ولكنّ الصور القديمة “يُجرى لها مسح فقط لحفظها”. وتشير خير الله إلى أنَّ المفهرسين والمفهرسات مسؤولون عن عمل “مدخلي البيانات”. وهنا، تذكر أنّ القسم لم يستطع العمل بشكل صحيح في العام 1992م، فاستلمت العمل إحدى الشركات، وقامت بإدخال البيانات وفهرستها، ولكن العاملين فيها لم يخضعوا للمراقبة بشكل كافٍ. ولذلك، توجد عدة أخطاء موجودة حتى اليوم في إدخال كلمات في واصفات غير مطابقة للمضمون.

البرنامج المُعتمد في الفهرسة، بحسب خير الله، يحمل اسم “أنيس”، ويمتلك إمكانات كبيرة للتطوير، ويلبي الكثير من الحاجات، ولكن، حالياً، أصبح تطوُّر إمكانياته بطيئاً. وفي حال طلب منه أشياء جديدة، لا يستطيع تلبيتها، لأنّه مبنيّ على برنامج “إكسبلورر” للتصفُّح، حتى إنَّ شركة “مايكروسوفت” (منتجة البرنامج) أوقفت استعماله. كما أنَّ إدارة المؤسَّسة قرَّرت استعمال الموقع الإلكتروني للصَّحيفة كأرشيف، وهو لا يتعلَّق بأرشيف النهار، وبدأ العمل به منذ العام 2012، حين اعتُبِر أنه بمثابة تحديث للبرنامج. وتضيف: “بالنسبة إلينا كموثِّقين، فهو لا يلبي حاجاتنا، ولكنه يلبي حاجات الباحث من خارج الصّحيفة”.

وتُعدّد خير الله عدة نقاط عن كيفية عمل البرنامج، أبرزها أنّ حقول الوثيقة المدخلة قابلة كلها للاسترجاع. ويجري العمل وفقاً للحقل الَّذي يعطي الجوّ العام للصّورة (اجتماعات وتصريحات…)، ووفقاً للنوع، حيث يتم إدخال كلّ شيء، مثل الوقائع اليومية والأخبار. وهناك الصور و”الكشاف”، وهما بابان أساسيان للموضوع. ويوجد في البرنامج ما يعرف بـ”أوتو تايب” (نوع كلمات متشابه)، يبيّن مصدر الصّورة، سواء كان مصدرها الشبكة أو غير ذلك. وفيه أيضاً الملفات المرفقة، وهي الصورة والخبر.

تفضّل خير الله البحث المتقدّم في البرنامج، إذ إنَّه يحوي 90 في المئة من الحقول، غير أنّ المقالات التي يعود تاريخها إلى قبل العام 1995م، غير قابلة للاستخدام ضمن “البحث في النصّ”. تعتبر خير الله أنّ العاملين في المركز يعدّون من أهمّ العاملين في الأرشيف، وهم أصحاب خبرة تراكميّة مهمّة. كما أنّ “الداتا” (قاعدة البيانات) الموجودة في الصَّحيفة، ليست موجودة لدى باقي الصّحف. ولا يخفى أنّ “النّهار” مستمرة في العمل منذ العام 1934م من دون توقّف، باستثناء حالات التوقّف القسري لأسباب سياسيّة، كما أن المواضيع التي تطرحها هي مواضيع مهمّة، “فالنّهار مدرسة صحافيّة”، بحسب رأيها.

تسأل خير الله: “إذا كنت تقوم بدراسة سياسيَّة، كيف تتحقّق من صحَّة خبر ما؟”، ثم تستدرك: “من الصَّحيفة!”. وتتحدّث عن الملاحق الَّتي تصدرها، واصفةً “النهار” بأنها “مدرسة في العناوين”. وتكشف أنّ الصَّحيفة لديها ملفّات أنجزها الموظّفون في سبعينات القرن الماضي، فضلاً عن “ملفات الرئاسيات” في العام 1988، وملف آخر يتحدّث عن أوروبا الشرقية، وملفّات أخرى ترى خير الله أنَّها “تحتاج إلى الكثير من العمل لأرشفتها”.

 الصّورة “ظاهر” و”باطن”!
وفقًا لمسؤولة قسم الصور في “مركز النهار للمعلومات والأبحاث”، نبيلة بيطار، هناك صور قليلة يعود تاريخها إلى أعوام 1890م، 1900م، و1915م. وكلّما تقدمنا في الزمن، يزداد عدد الصّور. كانت عملية الفهرسة والتوثيق تتمّ يدوياً، فكان العاملون في القسم يضعون للصّورة “رأس موضوع” تبعًا لمضمونها، ثم يوضّبونها في مغلّفات، ويحفظونها في أدراج، في ترتيب يلحظ التاريخ والأحرف الأبجديَّة.

هذه الطّريقة استمرت حتى العام 1992م، حين جرى الانتقال إلى المرحلة الإلكترونيَّة، فحُوِّلت كلّ رؤوس المواضيع المستخدمة إلى أرقام. وهنا، لا يعتمد المركز فقط على صور لبنان، فهناك صور لدول أخرى، كما أنَّها لا تقتصر على مواضيع محددة، فهناك صور في مجالات الرياضة والفن والمسرح والموسيقى والفضاء إلى غيرها من المواضيع.

في فهرسة الصور، انطلق العمل من لبنان كنموذج، ثم تعدّاه إلى كلّ الدول، فكانت رؤوس المواضيع المخصصة للبنان، تستخدم في الوقت نفسه للدول الأخرى أيضاً، إلى أنّ حوِّلت رؤوس المواضيع إلى أرقام. أما المواضيع التي لا تدخل في خانة دولة، مثل الإرهاب والفضاء والطبّ والمسرح، فقد اعتمدت بشكل أرقام، وطبّق العمل نفسه عليها.

    وفي مرحلة “تكشيف” الصورة عمل آخر، فهناك “الصورة ظاهرياً” و”الصورة باطنياً”؛ فالأولى تعني كل ما هو بيّن في الصّورة للعيان، فأيّ صورة تظهر مشهداً من تظاهرة في لبنان، سيكون موقعها في خانة “لبنان – تظاهرات”، وستتضمَّن الكلمات الدلالية اسم الحملة أو المنظَّمة أو الجهة التي دعت إليها، وكلّ ما يبدو واضحاً في الصورة. أما الأمر الباطنيّ فيها، فهو سبب التّظاهر.

وخلال الفهرسة، يتمّ ذكر تاريخ الصّورة وتاريخ نشرها ومصدرها، ومن ثم تحديد عنوان لها، فضلاً عن اسم المصور، لأنّ ذلك حقّ له. بعدها، تبدأ عمليّة وضع “كلمات مفتاحية”، وفقاً لـ”مَكْنز شخصيّات” و”مَكْنَز مواضيع”. في موضوع لبنان مثلاً، توضح خير الدين طبيعة العمل قائلة: “سمينا تظاهرات الحراك المدني في بيروت “انتفاضة 29 آب 2015م”، وأدرجنا تحتها كلّ التظاهرات التي جرت بعد هذا التاريخ. ونعتمد الطريقة نفسها بالنسبة إلى الصّور العالميّة. وإذا تضارب اسم شخصين، يتوجّب وضع صفة كلٍّ منهما، واسم أبيهما إذا كان معلوماً”.

طموح.. وتحديات!
وفي “المكنز”، توضح بيطار، يوجد خانة تحمل اسم “شارحة”، تتولّى شرح سبب استخدام كلمات معيّنة دالة على صفة الشَّخص. ولدى قسم الصّور ثلاثة ملايين صورة، و”نيغاتيف” وصور قديمة، جرى فهرسة قسم منها، وأدخل في “الداتا”. توضح بيطار أنَّ ثمة جزءاً آخر، أجريَ له مسح، وحفظ في الحاسوب، لكي لا يتم استخدامه يدوياً من جديد، لأنَّ الاستخدام اليدويّ يتلف الصّور. والسّبب في ذلك هو الضائقة الماليّة، وعدم وجود عدد كافٍ من الموظّفين. وهي تأمل إجراء مسح لـ”النيغاتيف”، الذي يقف الوضع المالي عائقًا دون إنجازه.

كذلك، تبيِّن بيطار كيفية طلب الصورة من خلال البرنامج المخصّص للصّور. نطلب منها أن تُرينا صوراً عن “حرش بيروت” (حديقة عامة في بيروت)، فتخرج لنا صوراً بعنوان “مركز الحرش الثقافيّ”، “مهرجان حرش بيروت للثقافة”، و”مهرجانات حرش بيروت السياحية”، وتعثُر بعد البحث على 74 خبرًا وأكثر من صورة، قائلةً: “انقُرْ على نتيجة البحث “حديقة حرش بيروت العامة” لتحصل على الصّور المطلوبة”.

ثمّ تتحدث عن صور الحكومات اللبنانيَّة التي لم تتمّ فهرستها بعد. ففي العام 1954م، توجد صورة واحدة فقط للحكومة. وفي ستينات القرن الماضي، توجد أكثر من صورة للحكومات المتعاقبة فيها. وفي العام 1973م، قام الموظفون بترميز بعض الصّور للتعرف إليها، كما رمّزوا جزءاً من “النيغاتيف”، بدءاً بالصّور المتعلّقة بالفنون والسينما والمسرح.

كذلك، يساعد المركز الراغبين في طباعة كتاب، من خلال إعطائهم صوراً، وتشارك “النهار” في إصدار كتاب للصور في فرنسا، يضمّ صورًا مختلفة. وقد صدر كتاب عن “مركز النهار للمعلومات والأبحاث”، يحكي عن تاريخ لبنان بين العام 1900م والعام 2000م.

تختم بيطار حديثها بالإشارة إلى أنَّ قيمة المركز المعنوية أكبر من قيمته المادية، وتوضح فكرتها بالقول: “في السابق، كانت قيمة المركز المادية والمعنوية قوية جداً، ولكن حالياً، يلج الناس شبكة الإنترنت للحصول على ما يريدونه، إلا أنَّ بعضهم يخشى استخدام صور من محرك البحث “غوغل”، بسبب حقوق الملكية، فيقصدون المركز الَّذي يمتلك حقّ بيعهم الصورة، شرط التوقيع على وثيقة تثبت حقّ استخدامها، وتبرير سبب الاستخدام، وعدد الاستخدامات، لأنّ قيمة الصورة تختلف باختلاف الهدف المرجوّ من استخدامها”.

___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

لتحميل المقال بصيغة PDF: أرشيف المدرسة الصِّحافيّة مستمرٌ برفد العالم بالمعلومات والصّور

___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

أرشيفو 5 بصيغة PDF 

اقرأ أيضًا: 

عن الكاتب


اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تتميز بـ *


يمكنك استخدام HTML وسوم واكواد : <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>