مركز “أوال” يعلن إطلاق ستّة مجلدات من أرشيف البحرين في الوثائق البريطانية

مركز “أوال” يعلن إطلاق ستّة مجلدات من أرشيف البحرين في الوثائق البريطانية

 

نظَّم مركز أوال للدّراسات والتّوثيق ندوة في الدورة الـ 61 من معرض بيروت العربي الدّولي للكتاب، تحت عنوان “الممالك الخليجية في الأرشيف البريطاني خلال القرن التاسع عشر والعشرين”، لمناسبة الإعلان عن الإطلاق المرتقب في شباط/ فبراير 2018، للمجلدات الستة الأولى من أرشيف البحرين في الوثائق البريطانية، التي تغطي الفترة الممتدة من العام 1820 حتى العام 1942، أي ما يقارب 120 عامًا من تاريخ البحرين في الوثائق البريطانية.

وتحدَّث مدير المنظّمة العربية للترجمة، الدكتور الناهي، في الندوة عن أهمية الوثائق والأرشيف، لافتًا إلى الصعوبة التي واجهها مركز أوال على مستوى التقنية في ترجمة هذه الوثائق، نظرًا إلى غياب قارئ إلكتروني OCR، يُمَكّن الفريق العامل من قراءة الكلمات المكتوبة بشكل صحيح، كما أنّ النصوص الواردة تخللتها مفردات “شكسبيرية” لا تُدَرّس حاليًا، فكانت الحاجة إلى العودة إلى جذور هذه المفردات لاستنباط معانيها.

ووصف الناهي تجربة المركز بأنّها أكبر من أن تكون حربًا عالمية في عملية تنوير اللّغة ووضعها في سياقها التّاريخي، بحيث نتمكَّن من نقلها بشكل دقيق. وقال: “هذه الوثائق تحمل أنثروبولوجيا حضارية جميلة تعطي تلك الفكرة النّاصعة التي تنطبع على تلك المنطقة بالبعد التاريخي والحضاري والقبلي”.

من جانبه، تطرق الأستاذ المحاضر في مجال العلاقات السّياسية في الجامعة اليسوعية، الدكتور جمال واكيم، إلى مخاطر عدم وجود وثائق متداولة بين أيدينا كعرب عند سعينا إلى كتابة تاريخنا، لافتًا إلى أن غياب الوثيقة يجعلنا نستند في دراسة التّاريخ إلى تدوينات ومذكرات شخصية وأخبار شفهية، أي نخضع للأهواء، الأمر الذي يؤثر في الحقيقة، لأنّ التاريخ لا يشكل فقط الهوية، بل منظومة التّفكير في المجتمع.

وأشار إلى أنّ تاريخ منطقة الخليج عمومًا، والبحرين خصوصًا، هو من التواريخ المظلومة في العالم العربي، وأن المشكلة الأخطر تكمن في غياب وثائق كانت مُتاحة للباحث الغربي، متسائلًا عن سبب عدم إتاحتها للجمهور العربي، فالقوة لا تكمن فقط في المعرفة، بل في الوعي أيضًا، وبالتّالي، كي لا يعي هذا الجمهور تاريخه، وكي لا يتمكن من صوغ حاضره ومستقبله، كان لا بد للأنظمة من تغييب هذه الوثائق.

وقال واكيم: “لفهم حالة استئثار عائلة ذات تاريخ بدوي مثل آل خليفة، الذين هم جزء من قبيلة العتوب، بالسّلطة، يجب أن نعود إلى هذه الوثائق التي تبيِّن أن استئثار قبيلة العتوب بالحكم كان بالدعم البريطاني الذي حلّ لعنة على منطقة الخليج”.

وتحدث في النّدوة أيضًا الكاتب والباحث البحريني الدكتور علي الديري من منفاه في كندا (الحكومة البحرينية أسقطت جنسيته في كانون الثاني/ يناير 2015)، فاعتذر بادئ الأمر عن غيابه بسبب “الظروف التي تفسرها هذه الوثائق”، مشيرًا إلى أنّ “هذه الظّروف شكَّلت هويتنا وتاريخنا ومستقبلنا كبحرينيين”، وإلى وجود عدد من المفارقات منها عدم إمكانية إقامة مثل هذه النّدوة في البحرين أو في أي دولة خليجية أخرى، “فالأحداث الواردة في هذا الأرشيف ما زالت ماثلة أمامنا اليوم، ولا تريد الأنظمة مواجهتها”.

وأكَّد الديري أنَّ تداول هذه الوثائق محظور في البحرين، وأنَّ أصحاب الأبحاث التي كُتِبَت في القرن العشرين اضطروا إلى الاجتزاء وتحوير الحقائق انحناء أمام رغبة السلطة السياسية التي لا ترغب في إبراز هذا التاريخ على حقيقته، مشيرًا إلى أنّ بريطانيا ستشهد حفل إطلاق هذه الوثائق في شباط/ فبراير من العام المقبل، على الرّغم من كونها الدّولة التي استعمرت هذه الجزر.

وأضاف: “نحن لا نترجم فقط الأرشيف، بل اللّحظة الآنية بكل ما أصبحنا عليه. أرشيف البحرين شكَّل مفتاحًا أساسيًا لفهم اللحظة التاريخية التي شهدتها البلاد في 14 شباط/ فبراير 2011، سواء للحاضر أو للأجيال في المستقبل، فكان مركز أوال للدّراسات والتوثيق، وكانت ترجمة هذه الوثائق التي تحوي إجابة عميقة على التساؤلات حول ما حدث في البحرين خلال 120 عامًا، وحول علاقة تلك الأحداث بانتفاضة العام 2011”.

وتخلل الندوة عرض تقرير مصوّر تناول “أوال”؛ الجزيرة القديمة التي تُعرف حاليًّا باسم البحرين، وتطرق إلى الدّور الذي يؤديه مركز “أوال” في حفظ الذّاكرة البحرينية ومواكبة الأحداث المستجدة.

 

___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

لتحميل المقال بصيغة PDF:  مركز “أوال” يعلن إطلاق ستّة مجلدات من أرشيف البحرين في الوثائق البريطانية

___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

أرشيفو  8 بصيغة PDF 

اقرأ أيضًا: 

عن الكاتب


اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تتميز بـ *


يمكنك استخدام HTML وسوم واكواد : <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>