قد يكون أهم كتاب قرأته حول تاريخ البحرين. يتحدث الكتاب اعتمادًا على الوثائق البريطانية عن الأحداث التي قادت لنشوء الدولة الحديثة في البحرين، بدءًا من أول مواقف تعريف الهوية/الجنسية، ثم إلغاء السخرة، والإصلاحات التي شملت القضاء، والجمارك، ومسح الأراضي، وإصلاح الغوص وانشاء الشرطة. ويتحدث عن التطورات السياسية والمنعطفات الأكثر تأثيرًا في السنوات بين 1904 إلى 1924 ودور المقيم البريطاني السياسي في دفع عجلة الإصلاح قسرًا ورغم معارضة الحاكم المحلي المتمسك بسلطته غير المقننة.
الكتاب مثير بقصة مختلفة لم نعرفها لتاريخ تأسيس الدولة، وهو يضاعف أهميته بالإشارة الصريحة الى تحريف وتغيير الوقائع في مؤلفات تاريخية محلية لمصالح الحفاظ على صورة جميلة للحاكم في ذلك الوقت.
الكتاب يطرح مفهومًا جديدًا لدور الإنجليز في البحرين، وهو دور ايجابي بشكل كبير، كما انه يعطي صورة أوضح عن الدور والمسؤوليات التي يقوم بها الوكيل السياسي البريطاني. انه يجعلك تتساءل عن صحة الصورة التي رسمتها “للمستعمر” قبل هذا الكتاب.
أكثر شعور رافقني خلال القراءة هو أن هذا التاريخ لا يزال واقعًا حاضرًا. الكثير من أحداثه لا زالت تتكرر. لقد غير صورته وهيئته، وطوُر نفسه وتحضر، لكنه لا يزال هو.
هذا الكتاب أيضا يجعلني أشعر: إذا فهمت التاريخ، تصبح أكثر إدراكًا لمعنى ما يحدث الآن، وجذوره العميقة.