شكل طريق الحرير جسراً بين الشرق والغرب عبر التاريخ ومحورا للتفاعلات الخلاقة التجارية والثقافية والإنسانية والحضارية والدينية والعلمية حيث تبدأ القوافل التجارية رحلتها على الطريق القديم والعريق من أقصى آسيا في الشرق ومن أقصى أوروبا في الغرب إلى سوريا قاطعة على المسارين ما يصل إلى أكثر من 12 ألف كيلومتر حاملة معها كل جميل ومبتكر ونفيس من الصناعات اليدوية والنسيجية والمعدنية والتوابل.
منذ 2002 أضحى طريق الحرير مهرجاناً أخذ صيغة تقليد سنوي تقيمه وزارة السياحة السورية، وتجسد فيه عبر فعاليات مختلفة مشاهد تاريخية من استقبال قوافل الحرير في مدينة تدمر زمن حكم ملكتها زنوبيا التي أولت التجارة اهتماماً ورعاية يعكس مكانة المدينة – المملكة – كمركز مهم في طريق الحرير, يضمن تحرك القوافل, ويحميها من مخاطر اللصوص.
من قلعة دمشق بدأت فعاليات مهرجان طريق الحرير 2006 بمشاركة فرق من عدة دول عربية وأجنبية كانت تشكل مسلكاً لطريق الحرير حيث يسير المشاركون وعلى مدى ثلاثة أيام على خطا طريق الحرير من دمشق إلى تدمر ثم حلب التي تزيد هذه الاحتفالية احتفالاتها (حلب عاصمة الثقافة الإسلامية).
في مهرجان عام 2003 ثم الاحتفال أمام قلعة حلب بتوقيع أول معاهدة تجارية بين مدينتي حلب والبندقية منذ ثمانمئة عام، و في عام 2004تمت استعادة لحظات وصول القوافل البحرية العابرة للبحر المتوسط في شواطىء طرطوس وجزيزة أرواد في الفترة الفينيقية, قادمة من شواطئ أوروبا تسعى لحمل حرير الشرق وثقافته إلى القارة الأقرب , والأكثر توقاً لسبر أسرار الشرق ومعايشة مغامراته التي تروى على الامتداد البعيد مابين الجزر البريطانية غرباً وحتى الصين وجزر اليابان والفلبين في أقاصي الشرق البعيد.