افتتاحية إشراقات: الحركة والاستنارة

افتتاحية العدد الأول من كتاب إشراقات

العدد الأول من كتاب إشراقات pdf

“الحركة صورة واحدة لكنها توجد في مواد كثيرة و محال مختلفة، وبحسب ذلك تُولّى أسماء مختلفة….- فهي- في اللسان منطق، وفي النفس بحث، وفي القلب فكر، وفي الإنسان استحالة، وفي الروح تشوف، وفي العقل إضاءة واستضاءة…..”. أبوحيان التوحيدي/المقابسة 49

المؤسسة كالإنسان لا يمكنها أن تحيا إلا حين تدب الحركة في كل طرف فيها، لذلك لا بد لها من منطق يعطيها لساناً، وبحثٍ يمنحها نفساً، وقلبٍ يزرع فيها فكراً، واستحالة تجعل منها إنساناً متغيرا، وتشوّفٍ يشعل فيها روحاً، واستضاءة تجعل منها عقلا. حين تفقد المؤسسة شيئاً من ذلك، تفقد شيئاً من إنسانيتها. 

        لقد كان مركز الشيخ إبراهيم مؤسسة بكل تجليات هذه الحركة (المنطق والبحث والفكر والاستحالة والتشوف والاستضاءة) لذلك كان حياة لا تشبهها أي حياة… حياة بتباين الشخصيات التي حلت فيه… وحياة بحيوية الناس الذين كانوا يتزاحمون بأرواحهم فيه… وحياة بالأصدقاء الذين استحال فيهم واستحالوا فيه… حياة بأصداء الأحداث التي كانت تفتح دوائر لا تنتهي امتداداتها واتساعاتها… حياة بالحكايات التي شغلت الناس فراحوا يختلفون، حياة بالمكان الذي يضج بحركة كل شيء….حياة بروح (مي) في جنباته التي لا تكف عن استحالة التاريخ بصرفه وتحويله… 

أيها الأصدقاء هذا الكتاب السنوي شهادة حياته الأولى فأمنوا بقلوبكم على شهادته..

 

علي أحمد الديري

Sept 9, 2002 

اترك تعليقاً