إذا كان ‘’بروفايل’’ همه أن يفهم شقوق مجتمعه البحريني المواربة، فلماذا الذهاب إلى ضاحية بيروت الجنوبية أو الضاحية الجنوبية، أو الضاحية أو ضاحية المحرومين أو ضاحية البؤس أو ضاحية المستضعفين، فلماذا الذهاب إليها؟ لماذا الذهاب إلى الضاحية؟
كل (أو) تحيل إلى تسمية لها تاريخها وبروفايلها الخاص لهذه الجغرافيا التي كانت هدفاً لآلة الحرب الأخيرة.
لكن، أياً كانت التسميات التي تعاقبت على هذه الجغرافيا، فنحن قد ذهبنا إليها لنفهم خولة مطر البحرينية التي تجد في الضاحية صورة بيروت الحقيقية وصورة المحرق الحقيقية. ولنفهم عباس ميرزا البحريني الذي وجد في الضاحية ذاته الضائعة هويتها في جماعة. ذهبنا إليها لنفهم البحريني الذي تمثله تجربة عباس وخولة. ذهبنا إليها بيقين أننا سنعثر في سفر هذا الذهاب على صورة من صور مجتمعنا البحريني المواربة. فسيرة الذات وسيرة المجتمع يمكنها أن تُحكى حين يُتاح لها السفر عبر ثقافة أخرى.
جزء من ذاتي أفهمه الآن عبر الضاحية التي مشيت في زواريبها وساحاتها، وأفهمها أكثر عبر تجربة خولة في الضاحية، وعبر عيش عباس في برج براجنة الضاحية، وعبر زينب رحال التي مازالت ذاكرتها تحفظ خرائط البنايات التي دمرتها آلة الحرب في الضاحية.
لقد اخترنا مناسبة إعلان مشروع إعمار الضاحية (وليس مع ذكرى الحرب) لنفتح ملف الضاحية أو لنقل لنفتح ملفنا في الضاحية، وذلك لأن الإعمار يعني أن الضاحية تحب الحياة بكرامة أكثر، ونحن في هذا الحب نشبهها.
لقد ابتعدنا في هذا الذهاب عن زواريب السياسة، لأننا لم نشأ لها أن تفسد فهمنا لتجربة الإنسان في الاجتماع في المكان. بما تخلقه فينا من حب أعمى أو كره متحامل أو انحياز متعصب.