عقد في سبتمبر2003 في البحرين، مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية، تحت رعاية جلالة الملك، وهي رعاية تحمل في دلالتها الضمنية معاني مؤتمرات التقريب التي أصبحت واجهة سياسية للمشاريع الإصلاحية، يمكنك عبرها أن تلمع ما تريد وأن تمرر ما تريد وأن تَظهر بما تريد.
في هذا المؤتمر الذي استمتعت فيه كثيراً بوجبة الفطور الفاخرة، ولم تنغصها المشادة الكلامية التي أثارها التقريبون فيما بينهم، بسبب فلتة من فلتات بعضهم على بعضهم. كان الشيخ القرضاوي مشاركاً بعلامة اعتداله الظاهرة على جنبه، فقد كانت إلى جنبه زوجته الشابة بحجابها الأنيق، تسنده بثقة امرأة عصرية منفتحة على الحياة.
على هامش المؤتمر، كنت والأستاذ عبد الجبار الرفاعي، والسيد هاني فحص، والدكتورة زينب شوربا، بين الجد والهزل نسخر بمرارة من استنفاد مؤتمرات التقريب لمفاعيلها، وتحولها إلى واجهات يُفيد منها السياسيون والدعاة ورجال الدين. لاحقاً كتبت (زينب) في جريدة السفير مقالة نقدية رصينة عن انطباعاتها عن مؤتمرات التقريب، ووصفت الكلام الذي يدور فيها بأنه (استعادة أبدية) وهو يكرر نفسه في كل مؤتمر، ويلتزم بشرط الاقتصار على الايجابيات والابتعاد عن السلبيات وعدم الاقتراب من حقل الألغام، حقل المسكوت عنه واللامفكَّر فيه، حقل السلطات، سلطات الأنظمة والفقهاء[1].
ما يؤكد ذلك، الزوبعة التي هي بالتأكيد ليست في فنجان بين الأطراف الأكثر فاعلية في مشاريع التقريب التي اندلعت مؤخراً، بعد مقابلة الشيخ القرضاوي الداعية والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأحد أبرز نجوم مؤتمرات التقريب، مع جريدة المصري اليوم، التي قال فيها: "..أما الشيعة فهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات وكوادر مدربة علي التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية"[2]
إذا كانت مؤتمرات خمسين سنة تقريب، لم تتمكن من إصلاح لغة داعية وعالم دين ورئيس مجلس علماء عالمي ونجم تقريب بحجم الشيخ القرضاوي، ولم تتمكن أيضاً من إصلاح لغة خصومه التقريبيين، فعلى الجميع أن يواجه نفسه بحقيقة أن مصطلح التقريب لم يكن، ولم يعد، فاعلاً في إنجاز خطاب عيش مشترك، وعلينا أن نقرّ مع السيد هاني فحص، بأن العيش المشترك لم يعد من مهمات مؤتمرات التقريب والدعاة، بل من مهمات مؤسسات المجتمع المدني. بل علينا أن نقرّ أن الدعاة يقربون الناس إلى دعواتهم الخلاصية، لا إلى العيش المشترك.
إن (الأزمة، أو الفتنة، أو التراشق، أو السباب والشتيمة، أو حملات التشويه أو القذف أو ..) التي أعقبت خطاب الشيخ القرضاوي، مرآة للدعاة ولعلماء التقريب ولخطاباتهم الهشة عن الوحدة والتقريب. يجب على هؤلاء الفاعلين في مجال التقريب، ومنهم الشيخ القرضاوي والشيخ محمد علي التسخيري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، لسماحة والسيد محمد حسين فضل الله وغيرهم، أن يروا في هذه المرآة أزمة خطابهم. وعليهم أن يعيدوا النظر في توصيفاته التي دأبوا على ترديدها بأنها اعتدال ووسطية وتقريب ووحدوية.
وعلى المثقفين أيضاً، الذين اتخذوا إستراتيجية الاصطفاف، كما فعل الدكتور رضوان السيد، والإعلامي داوود الشريان[3]، وغيرهم ممن وقعوا بيان باسم المثقفين في موقع المسلم[4]. عليهم أن يفكّوا خطابهم من ورطة الاصطفاف والتبرير لهذه الخطابات. فمهمة المثقف لا تكمن في الاصطفاف، فتلك مهمة السياسي. المثقف مهمته النقد الذي يفتح خطابات الأزمة على رؤى جديدة.
مفهوم الابتداع الذي استخدمه الشيخ القرضاوي، تعبيراً عن رؤيته للشيعة، وتدليلاً على وسطيته واعتداله في مقابل من يقول بتكفير الشيعة، يحيل إلى ساحات احتراب الطوائف، لا ساحات التقريب ولا ساحات العيش المشترك. فهو يحمل شحنة دينية عقائدية فقهية، تحدد الحكم على الآخر أكثر مما تحدد رؤية الآخر. وهو حكم يقضي بقطيعة مع الآخر وإثارته واستفزازه، وما حدث من تراشق دليل على مفعول هذا الحكم (الابتداع) القاطع والمثير والمستفز. النظر إلى الآخر من خلال مصطلحات فقه القرون الوسطى، لن يقرّب غير العداوات والمشاحنات.
والعيش المشترك يقتضي استبدال معجم المصطلحات الفقهية التي تعبر فيها الجماعات عن بعضها بالشك والريبة والغيرية والضلال والابتداع والنصب، بمصطلحات تنتمي إلى المجتمع المدني، الذي لا يفاضل بين الناس على أساس بوليصات ضمان دخولهم الجنة، بل على أساس حقهم في العيش المشترك.
إذا كان خطابات القرضاوي، والتسخيري والسيد فضل الله، تقدم نفسها بصفتها داعية تقريب ووحدة، فعليها أن نواجه مصطلحات (البدعة والتكفير والنواصب والروافض والفرقة الناجية) [5] بقطيعة معرفية شجاعة وبدون حيل فقهية. فهي تنتمي إلى صراعات تاريخية، ليس من الحكمة استعادتها اليوم من قبل دعاة التقريب.
إن صراحة القرضاوي التي دفعته لاستخدام (مبتدعين) مقابل (الفرقة الناجية) التي عبر عنها بقوله ".. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات"[6]
ومبدئيته التي عبر عنها بقوله: «ما قلته عن محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، أنا مصرٌّ عليه، ولا بد من التصدي له، وإلا خنَّا الأمانة، وفرطنا في حق الأمة علينا. وتحذيري من هذا الغزو، هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهدَّدها نتيجة لهذا التهوُّر»[7]. بحاجة إلى أن تتحول إلى شجاعة لمواجهة الذات ومآزقها بدون الحاجة إلى استحضار أوهام الأعداء وخطاب التهويل والتحذير والعويل التي يتفنن فيها الدعاة ويرقصون عليها أتباعهم. لا نجاة في الدنيا ولا في الآخرة لأحد وحده. وإذا كنا لا نستطيع أن نتحرر من أوهام الفرقة الناجية وسياقها السياسي التاريخي الذي روّج لفكرتها، فكيف يمكن أن نحرر ذواتنا وننجيها من حروب الماضي.
وإذا كان الشيخ القرضاوي ينبهنا من أجل المستقبل " عندما نبهت لهذا الأمر أردت أن أحول دون الفتنة الكبرى المستقبلية، وهو نوع من استشراف المستقبل، ومن الاحتياط للغد حتى لا نقع في معارك بين أبناء الأمة بعضهم البعض" [8] فلنا أن نسأله: هل يمكن استشراف المستقبل بمفاهيم تحيل على الماضي؟ وهل يمكن أن نتجنب معارك بين أبناء الأمة بعضهم البعض بالمفاهيم التي أنتجت معارك الماضي؟ وهل يمكن أن نحول دون الفتنة بمفاهيم الفتنة نفسها ومفاتيحها؟ مفاهيم مثل (البدعة والتكفير والنواصب والروافض والفرقة الناجية) كلها تنتمي إلى تراث الاحترابات الماضية، واستشراف المستقبل يكون بالقطيعة مع هذه المفاهيم التي ترينا المستقبل بعيون الماضي.
مؤتمرات التقريب مع الأسف لم تعمل على استشراف المستقبل إلا عبر عيون هذه المفاهيم، والتقريبيون أهون عليهم أن تفقأ عيونهم ولا تفقأ عيون هذه المفاهيم. فهي تقرّب المستقبل من الماضي، وتقرّب معارك الماضي إلى المستقبل، فتدخر للأمة وأبنائها معاركهم المؤجلة.
يمكننا أن نقول مع فهمي هويدي (أخطأت يا مولانا) [9]، لكن ليس بمنظور فقه التوازنات والأولويات الذي تحدث عنه فهمي هويدي، بل بمنظور استشراف المستقبل.
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=8289
الهوامش
[1] زينب شوربا ، انطباعات عن مؤتمر التقريب بين المذاهب، جريدة السفير،2003/10/13.
[2] جريدة المصري اليوم، الثلاثاء ٩ سبتمبر ٢٠٠٨
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=177870&IssueID=1158
[3] انظر:
– رضوان السيد، الشيخ القرضاوي والمحنة الشيعية ـ السنية، جريدة الشرق الأوسط، الجمعة 26 سبتمبر2008.
– داوود الشريان، المد الإيراني والقرضاوي، جريدة الحياة، السبت 27 سبتمبر.
[4] انظر موقع المسلم:
[5] انظركتاب: جورج طرابشي، هرطقات2، عن العلمانية كإشكالية إسلامية – إسلامية، دار الساقي،2008.
[6]، [2] انظر:بيان القرضاوي
http://www.islamonline.net/Arabic/Doc/declaration/2008/09/01.shtml
[7]، [8] انظر موقع العربية نت:
http://www.alarabiya.net/save_print.php?print=1&cont_id=57243
[9] فهمي هويدي، أخطأتَ يا مولانا، صحيفة الدستورالسبت– 21 سبتمبر 2008
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=3838&Itemid=51
ما لك أيها العلماني بتقريب المذاهب من عدمه. عملك للتذكير فقط هو نسف المذاهب والسخرية منها جميعاً. وددت تذكيرك لأن النسق المذهباتي يبدو أنه عاد من جديد لك أم نسيت أنك كما تدعي بالعلماني الذي ربما يصلي أو الحداثي الذي يلطم.
حياك الله أيها الموالي..
هذه التعليقات وردت في موقع جريدة الوقت:
محمد عيسى البغدادي الموسوي – العراق الجمعة 3 أكتوبر 2008
لماذا المغالطة والضحك على الذقون؟
لماذا الكذب على الناس واللف والدوران، الرجل اخطأ بحق شريحة مسلمة تتسع لأكثر من ثلاثة ملايين مسلم متهما اياهم بالبدعة، ثم حاول هذا الرجل “القرضاوي”، والكثير ممن اخذتهم حمية الجاهلية الدفاع عن خطئه، بالتبرير وبابراز معايب لهذه الشريحة “من وجهة نظره ونظرهم” بسب الشيعة فلان وشتمها علان من الصحابة، وتناسوا ان اتباعهم ومريديهم ايضا سبوا الامام علي (عليه السلام) لاكثر من ثمانين عاما من على المنابر، وذبحوا الحسين (عليه السلام)، ونفوا الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري الى الربذة، وو، وهي امور موجودة لدى الطرفين، ثم اتهمنا القرضاوي بالبدعة ونسي انه ايضا عنده من البدع الكثير الكثير مما يشمئز منها كل مسلم غيور على دينه، اذ ان البدع تسرح وتمرح من فوقه ومن تحت رجليه، ابتداء من الدربشة وانتهاء الى اللف والدوران والرقص والغناء، والنتيجة كانت اشعال فتنة بين المسلمين يصفق لها الغرب واسرائيل والوهابيون “الذين يكفرون ويحاربون كافة المسلمين الشيعة والسنة على حد سواء”، والعلمانيون العرب كحزب البعث اللاديني الشوفيني المنبوذ الذي حارب ايضا ويحارب كافة الاديان.
ولو رجعنا الى ضمير القرضاوي وما يخفيه في قرارة نفسه من دواع لهذه الهجمة الشرسة على المسلمين الشيعة سوف نجد ان الدافع الحقيقي لا يستوجب كل هذه المهاترات، اذ ان الرجل لم يتحرك بدافع الحرص على عمر او ابو بكر او بسبب البدع التي يحاول تلفيقها، وانما بسبب بسيط هو انزعاجه الشخصي لان احد اقاربه اعلن تشيعه قبل فترة، فانتفض غير آبه بما سيحدث، وكما يقول المثل “علي وعلى أعدائي”، وذلك ما يدعو للاسف الشديد ان مثل هذا الرجل الذي يدعي انه ذو مرتبة عالية من الورع ويحمل الكثير من الفكر والعلم وله باع واسع في الجهاد “حسب ادعائه”، وإذا به يظهر فجأة على حقيقته كانسان تافه لا يعي ما يفعل بجره المسلمين للاحتراب من اجل لا شيء، ومع هذا فان الوصول الى نهاية لهذه الازمة المفتعلة ولتلافي هذه الوقيعة المأساوية بين المسلمين، وبدل ان ينبري الكثير من الجهلة لتأجيج نار الفتنة بين المسلمين برمي اوساخهم على الشيعة، ان يسعوا لدفع القرضاوي الى الاعتذار للشيعة بعد اتهامهم بالبدعة، كلمة واحدة يقولها.. “اعتذر”، وينتهي الامر.
ولد النعيمي – البحرين الجمعة 3 أكتوبر 2008
الشيخ الكوراني : سبب تهجم القرضاوي على الشيعة هو تشيع إبنه
قال سماحة الشيخ علي الكوراني و هو أحد العلماء البارزين ان سبب غضب الشيخ يوسف القرضاوي على الشيعة و تهجمه عليهم ناجم عن تشيع إبنه عبدالرحمن القرضاوي جاء ذلك في لقاء تلفزيوني مع قناة أهل البيت الفضائية، و شكل خبر تشيع عبد الرحمن ضربة كبيرة لمعنويات الشيخ القرضاوي الذي يعتبر أحد رجال الافتاء الكبار من أهل السنة. و أعلن الشيخ الكوراني عن كامل ثقته بالخبر، و قام بإذاعته أيضاً على فضائية الغدير و الأنوار.
و كانت صحيفة “البلد” اللبنانية قد نشرت في الآونة الأخيرة أن علة غضب الشيخ يوسف القرضاوي على الشيعة هو بسبب تشيع أحد المقربين إليه، لكن الصحيفة لم تذكر الصلة التي تربط الشخص الذي تشيع بالشيخ القرضاوي و كان الشيخ “ما هر حمود” إمام جماعة مسجد القدس و هو من علماء لبنان البارزين قد أكد صحة ذلك الخبر.و منذ الإعلان عن خبر تشيع أحد أفراد أسرة الشيخ القرضاوي، أغلق موقع “عبدالرحمن يوسف” على شبكة الانترنت، و هو نجل الشيخ القرضاوي لكنه يأبى ذكر اسم اسرته في الموقع.و عبدالرحمن يوسف و هو من الشعراء البارزين وأنشد الكثير من الشعر في مدح المقاومة في الجنوب اللبناني.و تشير مصادر مقربة إلى حسن أخلاقه وطاعته لوالده، حيث أنه أخفى مدة طويلة و لم يعلن تشيعه إحتراماً لوالده، و ذلك حتى لا تتفاقم المشكلة مع والده.و كان عبد الرحمن يوسف القرضاوي قد زار الجنوب اللبناني بعد حرب تموز وزار المدن اللبنانية هناك مثل بنت جبيل، مارون الرأس، و الضاحية الجنوبية في بيروت و التقى بالأهالي هناك و عبر عن تعاطفه معهم بعد الدمار الذي لحق بمنازلهم.و كان عبدالرحمن قد نشر في الآونة الأخيرة ديواناً شعرياً تحت عنوان “اكتب تاريخ المستقبل” و كان قد أهداه إلى السيد حسن نصر الله الأمين العالم لحزب الله اللبناني، و قام عبدالرحمن القرضاوي بنشر ديوانه أيضاً على موقعه على الشبكة العالمية للأنترنت، و ذكر في مقدمة ديوانه الأخير الذي يمجد المقاومة أنه كتب قصائده و هو في طريقه من القاهرة إلى الاسكندرية و بيروت وقانا و بنت جبيل.
أبو ماجد – البحرين الخميس 2 أكتوبر 2008
أبو باسل ،لماذا التقريب أصلا? وكأن التوحد هو الأصل. التنوع في الأفكار و الأصول و الألوان هو الحقيقة الأزلية، والتوحد وهم يسعى وراءه المؤدلجون في كل العصور.
علي حسن – البحرين الخميس 2 أكتوبر 2008
لن يرضى العلمانيون أبداً عن الاسلاميين ولو تخلوا عن كل شيء مما لايرضي هؤلاء العلمانيين. حتى لو أصبحوا مثلهم سيطالبونهم بالمزيد والمزيد. نعم هنالك من المصطلحات ماينبغي أن يركن جانباً من أجل التقريب، وهناك وهناك مما لايحصى، ولكن عزيزي على الديري: أتعتقد أن مصباح علاء الدين بيدك أو بيد أقرانك..
يعقوب يوسف – البحرين الخميس 2 أكتوبر 2008
من المعروف عن الفكر الشيعي أنه فكر ثوري .يستمد روحه من الثورة الحسينية,هذا ما يجعل التشيع يقصى ويحارب,دائما ما يوظف الدين لخدمة السياسة
جنان – البحرين الخميس 2 أكتوبر 2008
طوال أربعة قرون _هي مدة دعوته_ لم ينعتنا بالمبتدعين ..الشيعة مسلمون ونقطة آخر السطر, مالذي تغير اليوم ؟؟؟هل ما يراه فضيلته من بدع هي وليدة اليوم ؟ فضيلة الدكتور والذي عرف عنه اعتداليته ووسيطته ويرفض حتى تسمية غير المسلمين كفارا ويقول هم (غير مسلمون)مع أن كتاب الله لا يسميهم كذلك ويدعوا الى احترام كافة الاديان , فاجئنا بتصريحات غاضبة عن الشيعة والمد الشيعي أحدث زوبعة في العالم الأسلامي ..يقال اذا عرف السبب بطل العجب !! ما دفع فضيلة الدكتور لتلك التصريحات الغاضبة هو تشيع ابنه عبدالرحمن القرضاوي من مدة ولكنه أخفى ذلك خشية غضب أبيه وعندما عرف الوالد صدرت منه تلك التصريحات!!ومنذ متى يا فضيلة الدكتور نبني أحكامنا بناء على عواطف وانفعالات شخصية ؟؟؟المليلرات التي يراها فضيلة الدكتور تصرف على نشر التشيع تقابلها مليارات أخرى تصرف على نشر التسنن!!لم نغضب ولم تثر ثائرتنا ولم نطالب باغلاق فضائية المجد مثلا ولم نمنع هذا الكتاب أو ذاك في معارض الكتاب في السودان أو مصر !! لا نحبذ الحجر على الأفكار ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..مسألة البدع مسألة نسبية فما ترونه بدع في مذهبنا قد نراه من أساسيات الدين كالامامة مثلا,, وفي ذات الوقت نرى أن التكتيف في الصلاة وقول آمين وغسل الأذن في الوضوء وصلاة التراويح وغيرها من البدع وكل فئة تلزم نفسها بما تراه صحيحا , السلفيون يرون في الاحتفالات بالمولد النبوي نمن البدع التي ادخلها الفاطميون الىمصر ابان حكمهم فيها ويدعون كافة المسلمين الى تركها -فهل تقبل فضيلة الدكتور أن ترمى عليك تهمة المبتدع وانت ممن يحتفلون بالمولد النبوي؟؟ كما أنك لا تجبرني على قول آمين في الصلاة أنا لا استطيع اجبارك دفع الخمس!!اليوم في مناهجنا الدراسية يعلم ابناؤنا في المدارس ما لا نراه صحيحا مثلا سورة عبس وتولى مفطرات الصوم طريقة الوضؤء ,لم نشكو ونتذمر ونطالب بتغير المناهج خوفا من المد السني !! في الجوار وفي مناهجهم يكفر الشيعة في المناهج وقد يكون الطلاب من الطائفتين ,فما ستكون عليه نظرة هم الى زميلهم الشيعي وهم يدرسون أنه كافر يستحل دمه وماله ؟؟ وأخيرا اذا كنا مسلمين فالتشيع هو تحول من اسلام الى اسلام ,فما الضير في ذلك؟ كان الاولى بك الدعوة الى الوحدة ونبذ الخلافات واحترام المذاهب,, ,
والله اشتقنا لمقالاتك استاذ علي.. – البحرين الخميس 2 أكتوبر 2008
اشتقنا لتمكنك الرصين من تفكيك الخطابات وتفكيك حجب العقول، تقريبية كانت أو تقريظية أو تقريضية أو أو..
تحياتي لك
مظاهر اللاجامي – السعودية الخميس 2 أكتوبر 2008
الصديق العزيز علي الديري…
مقاربة نقدية رائعة لتفكيك خطاب الاعتدال الذي رفعت أعلامه مؤتمرات التقريب بين المذاهب في حين أن الإشكالية تكمن هناك… في التراث الديني… في الفقه الإسلامي ناهيك عن النصّ التأسيسيّ… والذي لا يمكن أن يتمّ إلا من خلال تسوية حقيقية للعلاقة بين الطوائف حتى تذوب هذه الكلمة وتندثر ليولد من عمق اندثارها مفهوما ما زال بعيداً عنا وهو مفهوم المواطن هذا إذا لم نكن أكثر تفاؤلا ونطلب مفهوماً أكثر اتساعاً وأقل ايدولوجيّة لنقل بأن ما ينبغي أن يولد هو مفهوم الفاعل الاجتماعيّ
تحية لقلمك
الحديث عن مسألة التقريب بين المذاهب، في ظل حاجة كل مذهب منفردا إلى التقريب بين شتاته ولملمة اطرافه هو خيانة للمذهب بشكل خاص، وللأمة بشكل عام..
أحوج ما يحتاجه كل مذهب منفصلا هو ترتيب المنزل من الداخل بدلاً من الإنشغال الأجوف في ترتيباته الخارجية، أو في صراعاته الأبدية مع المذاهب الأخرى.. وإذا ما كانت الخطابات الدينية تقدم نفسها بصفتها داعية تقريب ووحدة، فعليها أن تواجه مصطلحات (البدعة والتكفير والنواصب والروافض والفرقة الناجية)، كما يذهب إليه جورج طرابشي.. فإنني أقول: لا خير في خطاب لا يقوى على لملمة نفسه أولاً.. وعلى تعرية ذاته وذاته وذاته قبل تعرية الآخر.. وعلى أن يعترف بكل الدُّمل التي تعتري وجهه، بكل قبحها وافرازاتها.. وعلى أن يسعى دملها وتطبيبها واصلاحها..
وأحوج ما يحتاجه التقريب هو أن نبتعد عنه قدر المستطاع.. وأن ينشغل الفرد بنفسه.. والمجموعة بنفسها.. والمذهب بنفسه.. بدلا من أن يكون الآخر شغله الشاغل..