الصديق جمال حسين يصدر رائعته (أموات بغداد)…
هذا بعض ما كتب عنها..
رواية أموات بغداد من مشرحة الطب العدلي
02/11/2008
http://www.aljeeran.net/wesima_articles/cultureandeducation-20081102-132927.html
الجيران – بيروت – صدرت عن دار الفارابي في بيروت رواية القاص العراقي جمال حسين علي التي حملت عنوان أموات بغداد وهي رواية ملحمية استثمر فيها الروائي كل معطيات العلوم الأخرى ليحيط بفاجعة الاحتلال الأمريكي لبغداد والعراق عبر حبكة روائية مزجت بين الواقع والخيال والمعرفة العلمية والأدبية في أجرأ نص روائي عراقي عن الاحتلال الأمريكي كُتب حتى الآن .
ولا شك ان جمال حسين علي استثمر وجوده في بغداد كمراسل صحفي لجريدة القبس الكويتية واقترب من الفجيعة العراقية بعد غربة في موسكو دامت عشرين عاماً وهي الغ ربة التي أدت الى انقطاعه عن النشر طيلة تلك الأعوام ، لكنه يعود الآن بجدارة روائي محترف في ( أموات بغداد) برمزية عالية يوحيها العنوان بوصفه عتبة النص ومدخله .
أموات بغداد هي مشرحة بغداد في الطب العدلي – باب المعظم – وهنا تدور رحى الرواية وتكشف هول الفاجعة العراقية التي سببها الاحتلال والميليشيات الطائفية والعصابات الإجرامية التي وجدت طريقها الى الانفلات بغياب السلطة وتفكك الدولة.هذه الرواية الجريئة بتفصيلاتها الواقعية والفنية اضافة نوعية الى الرواية العراقية ، وهي احدى العلامات البارزة في ثقافة ما بعد التاسع من نيسان ؛ رواية يحق لنا أن نفخر بها ونطالعها ونرى ما لم نره في يوميات الاحتلال السوداء.
يروي الكتاب عن شخص دفعته الظروف إلى إن يتغرب عن أهله مدة طويلة من الزمن وكان والده يراسله باستمرار يصف حاله البلد و أخبار عائلته .
جاء الرجل إلى العراق أنصدم بهذا الوضع فلا توجد مؤسسات صحية و الجثث تملئ الشوارع، والأمريكان يدفنون الجثث على غير الشريعة فقرر أن يتطوع بان يدفن الجثث، و أثناء عملية حظر الصليب الأحمر وطلبوا مساعدته لما يتمتع من خبرة في هذا المجال وإجادته لسبع لغات من ضمنهم اللغة الفرنسية الإنجليزية ، فقرر الانضمام إليهم و ذلك لتوافق الأهداف وكان هدفهم البعد عن المقابر الجامعية لكسب الرأي العالمي و المحلي لان الأمريكان فشلوا فالعثور على أسلحة الدمار الشامل و التي هي سبب شن الحرب على العراق .
وانبهر ممثلو الصليب الأحمر و ذلك لخبرة هذا الرجل بالعثور على المقابر دون الأجهزة وكيف يحلل ويضع كل في محلة ويعدد التاريخ الوفاة وكان كثير البكاء حينما يجمع العظام ويرتبها، فوجد إنه لم يتم التفرقة بين الرجال و النساء والاطفال فكلهم اعدموا من دون رحمة وفي مقابر جماعية ومن دون احترام الموتى فدفنوا بحفره وملؤها بالتراب.
وهكذا تذكر موعده مع والده في مقبره النجف عند قبر امه وكانت مقبر النجف من أكبر المقابر المسلمين وانتظر والده عند قبر امه ولم يحظر الاب فعرف ان والده واخوانه الثلاثة قد ماتوا واخذ تعهد على نفسه بانه سوف يبعد عنهم واحدا واحدا.
التعليق:
ان الراوي على علم في الجرائم الجماعية، وانه كشف كذب الامريكان حين ادعوا ان سبب الحرب هو بوجود اسلحة الدمار الشامل في العراق ولكنهم عجزوا عن العثور عليها وبعدها اخذوا يتذرعون بالمقابر الجماعية بكسب الرأي العام وحفظ ماء الوجه ، والراوي يروي حال العراق في عام 2003 م ، عار الامة في عدم دفن جثث الموتى .
الشوارع الفياضة بالجثث
يحكي الرجل ما سمعه عن والده من انتشار الجثث في كل أحياء بغداد، لدرجة أنها غطت الشوارع والأرصفة لكثرتها، ويوجد منها من تعدى الأسبوعين على مقتله، فأخذت الأهالي على عاتقها دفن الجثث بعد أن سمحت لهم القوات بذلك، ويروي حادثة شاهدها حيث ورأى رجلاً يقف أمام جثتين غالباً هما من أقاربه، وعندها تقدمت منه سيارة لاند كروزر مرسوم عليها الصليب الأحمر، فأدرك أن المساعدات الطبية أتت بغداد وبدأت عملياتها في انتشال القتلى ومعالجة الجرحى.
فتقدمت منها امرأة ورجلان يرتديان ملابس الأطباء البيضاء، ودار حديث بينهما عندما سألها الرجل لماذا تأخرتم قالت إننا لم نستلم معداتنا إلا أمس والكثير منا متواجد في بغداد يقدم المساعدة الطبية المطلوبة، فقالت لماذا تقف امام هاتان الجثتان قال لها أن الجثث التي تبقى لأكثر من أسبوعان دون أن تدفن يعتبر عار، وإني منتظر من يساعدني في دفنها، فقالت كيف سوف تدفنا ؟ هل ستدفنها مكانها هنا في الشارع؟ فأجاب بأنه ليس لدينا خيار.
ولكنها رفضت وقالت أن سيارة سوف تأتي وتحملهما لدفنهما في مدافن خاصة، وحملت تليفونها الفضائي لتجلب سيارة المساعدة وكانت تتكلم بالفرنسية وهي تونسية الأصل، ولكنها أبلغت عن العنوان الخطأ فأخذ يكلمها بالفرنسية ليصحح لها العنوان، فابتسمت لاتقانه الفرنسية وعرضت عليه أن يرافقها إلى أفريقيا ليعمل مترجم معها وعرضت عليه راتباً مغرياً ولكنه رفض وقال إني سوف أقدم المساعدة طالما أنكم تقدمون المساعدة لهؤلاء البسطاء، وبدون مقابل، وكانت هذه بداية العلاقة بينهما.
رواية ( اموات بغداد ) روايه جريئة وبها الكثير من التشويق وتظهر العديد من الحقائق وتجمع بين الابداع واتشويق والحقيقة وقد استطاع الراوي أن يجعل القارئ يعيش بداخل الرواية كانه بطل من أبطالها وتكشف عن الأوضاع المأساوية التي عاشها شعب العراق سواء أحياء أو أموات ومنها .
– انتشار ظاهرة القبور المجهولة وافتتاح حالة المقابر المؤقتة التي تعتمد على تصوير القتيل المدفون بالاضافة إلى ما كان يحمله في جيبه من اثباتات شخصية وكان يتم دفن الجثث في أي مكان لكثرتها وان اختار العراقيون أماكن مشهورة للدفن .
– كان الامريكان يجهلون معالم بغداد وكانوا يدفنون الموتى في طريق المطار فقط في البساتين أو أي أرض غير سكنية في اكياس بدون أي شرائع دينية وكانت كلاب بغداد الجاعة من الحصار تنبش هذه الجثث لانها كانت تدفن بسرعة وعلى عمق صغير من الأرض دون أيه مشاعر .
– انتشار شخصية الدفان المتطوع وذلك نظراً لكثرة الجثث .
– وجود منظمات بالعراق تعمل تحت شعار الصليب الأحمر وهي في الحقيقة تابعة للأمريكان .
– أراد الأمريكان كشف المقابر الجماعية لكسب الرأي العام وكان يستخدم في ذلك الأقمار الصناعية المتخصصة في التجسس وغرف عمليات وأجهزة بالغة في التطور وقادرة على كشف المقابر التي قام النظام بدفن الالاف فيهاوكان عدد المقابر الجماعية حوالي 270 مقبرة دفن بها أكثر من 400 الف جثة وكان يتم تمييز المقابر الجماعية لأن تربتها تختلف عن التربة التي لا تحتوي على عظام وتميز من لونها ورائحتها ونوعية الحشرات المنتشرة بهاولوحظ أن معظم جماجم المقابر الجماعية تعاني من كسور شرخية ومتفتتة وكسور الهيكل الخارجي نتيجة الضرب بالعصى وتم اكتشاف وجود أموات مسمومين بالمقابر الجماعية لوجود آثار السموم المعدنية .
– قصف البصرة باليورانيوم المخصب في الحرب الأولى وتم منع الناس من التحدث في هذا الأمر والاعلان على ان سبب الوفاة أي نوع من المراض دون ذكر مرض السرطان المتسبب به اليورانيوم.
– فقد الأمهات لأبنائها جميعاً وأصبحت الامهات تنهار بالموت والآباء في الظلال الأشد من الموت واصبحت وسائل الاتصال بين الاهل والأقارب هي القبور
– تم دخول القوات المريكية للعراق بداعي وجود أسلحة دمار شامل ( اسلحة نووية ) ورغم كل هذا لم يتم العثور على أي من تلك الأسلحة .
ترسم الرواية معاناة الشعب العراقي متمثلة بماساة شاب عراقي هرب من وطنه خوفا على حياته من القتل على يد النظام مفارقا امه وابيه واخوته الثلاثه وهو اصغرهم مكونين اسره تحوطها السعادة بدأ من الام الحانية على صغارها والاب الصديق لهم والاخوة الاربعة المتعاضدين .
وعاد هذا الشاب الى وطنه بعد زوال النظام وصدم من الجثث الملقاة في الشوارع والميادين وشرع يدفنها وبعد مرور فترة ليست بالقليلة اتت المساعد من الصليب الاحمر وبعض المنظمات الامريكية اللذين استعانوا به لدرايته بالدفن مع اجادته لعدته لغات .
وقام مع فريق الصليب الاحمر بالكشف عن عده مقابر جماعية وكان هدفه الاساسي البحث عن جثث اخوته وقد ضرب موعدا مع ابيه عند قبر امه وعند حلول الموعد ذهب الى قبر امه مسترجعا الذكريات وعندما لم ياتي اباه عند الموعد ايقن ان اباه قد توفى
وقد اقسم امام قبر امه ان يجد اخوته
ومن نظرتي الشخصية ان الرواية فقدة لذتها بسبب كثرت الصور البلاغية بها مما افقد احداث الموت بها رهبتها ووحشتها حيث ان من المفترض ان الموت لا جمال فيه لاسيما ان كان كالموت في هذه الرواية
14 – 1 – 2009
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
روايه أموات بغداد
هذه الروايه هي نص أدبي إنساني جميل لتمسكه بالدين الإسلامي والعروبه . يتحدث فيها الكاتب عن الوضع المأساوي الذي عاشه المجتمع العراقي خلال الإحتلال الأمريكي . ولا شك أن في هذه الروايه إبداع من الراوي لإنها تجعل من يقرئها يتعايش معها . وهذه الروايه فيها إمتاع وجذب للقارئ للعيش مع القصه وكأنك موجود داخل الحدث . وتجعلك تحس بالآخرين وتتعايش مع مأساه الشعب العراقي لما يوجد بها من وصف وتشبيهات جميله .
وقد صور لنا الكاتب كثير من الأحداث المؤلمه والمريره التي عاناها الشعب العراقي .
كما تتحدث الرواية عن مهارة الرجل وثقافته في تركيب العظام – ومعرفه تاريخ الوفاه – وتعرفه على الجثث والمقابر دون أجهزه كشف – ومعرفته سبب الوفاه .
فهذه موهبه الله عز و جل للرفق بالأموات .
وما يؤثر في نفسي بعد قرائتى للروايه ما فعله الأمريكان بتعاملهم دون رحمه ولم يحترموا الأموات .
والدين الإسلامي يكرم الميت .
ولم يحضى الميت عندهم بجنازه شرعيه .بل بدفنه بأي مكان .
وأخيرا يسعني أن أقول ….
أن الروايه جميله ولكنها تحزنني لما فيها من اختزال ومعاناه للشعب العراقي الذي لم يرتح طوال حياته . فقد عانى الكثير على مدى التاريخ .
فهذه الروايه اضافت لي الكثير وجعلتني أحس بمعاناه الأخوه . وكل ما أود قوله أنني أتضرع لله عز و جل لحل معاناه جميع أحواننا الأشقاء في العالم .
يروى أن شخصاً دفعته الظروف القاسية آن ذاك في العراق في أن يتغرب عن أهله مدة طويلة إلا أن بعد المسافات بينه وبين أهله لم تمنع أبيه من مراسلته باستمرار وإطلاعه عن أحوال أهله وأحواله بلاده . إلى أن جاء اليوم الذي عاد فيه هذا الشاب إلى بلاده مصدوماً بما آل إليه وطنه العراق من دمار وفوضى حيث لا توجد مصحات طبية كافيه لإيواء العشرات من الجرحى وقد كانت الجثث تملأ شوارع بغداد وهالته الطريقة الفوضوية التي تتم فيها دفن الجثث الأمر الذي دفعه لأن يتطوع في عمليات الدفن إلى أن جاء الصليب الأحمر بأمر من الأمريكان باحثين عن المقابر الجماعية المجهولة لا لي شيء إنما فقط لإدانة الطاغية وتبرير موقفهم في شن الحرب على العراق وكسب التأييد العالمي . ومحاكمة الطاغية واعتباره مجرم حرب . وقد طلبوا جماعة الصليب الأحمر من الشاب مساعدتهم في مهمتهم التي حضروا إليها وذلك لما التمسوا فيه الثقافة وإجادته لسبع لغات من ضمنهم الانجليزية والفرنسية وكذلك معرفته بشوارع بغداد والخبرة التي يتمتع بها في هذا المجال والتي من شأنها أن تسهل عليهم مهمتهم وتختصر عليهم وقتهم حيث كانت المقابر الجماعية ببغداد فقط بالمئات وافق الشاب على العرض الذي حصل عليه من الصليب الأحمر وذلك لتوافق عرضهم مع أهدافه وهي فرصة إعادة دفن الجثث بصورة تليق بها وأخذوه معهم وهم مسلحين بأحدث الأجهزة للبحث عن تلك المقابر ونبشها مرة أخرى فاندهشوا مثلوا الصليب الأحر من خبرة هذا الشاب في طريقة عثوره على تلك المقابر دون مساندة من أجهزتهم الحديثة والمتطورة وخبرته في التعامل مع العظام المتراكمة واستطاعته الفصل بينها وإعادة ترتيبها فكان يستطيع أن يميز بين عظام جثة وأخرى وكذلك الطريقة التي أعدمت بها الجثة وتاريخها وبينما كان يؤدي ذلك لاحظوا عليه أنه كثير البكاء كأن كل جثة كانت تخصه فقد كان كذلك يسترجع ملامحها وهو على هذا الحال إلى أن وصل مع الصليب الأحمر إلى مقبرة النجف التي تعتبر من أكبر مقابر المسلمين وهنا تذكر موعده مع والده عند قبر أمه إلا أن الأب لم يأتي وهنا أيقن بأن جريمة الحرب قد طالت أباه وإخوانه الثلاثة .
التعليق:
يصور لنا الكاتب تصوير دقيق للحال الذي آل إليه العراق في عام 2003 وجرائم الحرب التي ارتكبت في حق الإنسانية ، كاشفاً الأكاذيب التي ادعاها الأمريكان في أن سبب شن الحرب على العراق هو لوجود أسلحة الدمار الشامل وعجزهم عن العثور الامر الذي دفعهم للبحث عن المقابر الجماعية وذلك لكسب تأييد الرأي العام الدولي وتبرير وجودهم في العراق.
الرواية الادبيةلها محاور اساسية لكتابتها وهذة الاسس تتمثل في ”
الشخصيات-الحدث-الصراع-البداية-الوسط-النهاية.
وها نحن بصدد نقد رواية اموات بغداد من خلال تلك العناصر الاساسية للرواية.
الشخصيات”
الرجل البغدادى “الدفان المتطوع”
لجنة الصليب الاحمر وابرز شخصياتها
-المرأة التونسية
-ساندرا
مع وجود حيوان أليف له تأثير في الرواية وهو الكلبة <ماني, التي تخص ساندرا المسؤلة الامريكية في الصليب الاحمر.
الحدث:
تدور احداث الرواية حول مجازر الاحتلال الامريكي للعراق ومانجم من هذا الاحتلال من تناثر الجثث والاشلال في الطرقات .هذة الجثث التي لم يكن هناك طريق للتخلص منها اما الدفن او تأكلها الكلاب الضالة.
كما تدور الاحداث حول الاسلحة الفتاكة والبيولوجية لقوات الاحتلال التي أدت الي انتشار الامراض السرطانية واخفاء سبب وفاة البغداديين عن الراي العام .
الصراع:
تدور الصراعات في الرواية ليس بعيد”ا عن الحدث ولكن تنبثق الصراعات فى الاحداث وتتمثل صراعات الرواية في البحث من المقابر الجماعية للبغداديين واسباب ابادتهم بهذة الطرق الوحشية من قبل الامريكان ,كما يتضح فى الرواية صراع الرجل البغدادي في البحث عن اخواته الاربع ؛وصراعة النفس في فراق أمه وأبيه.
البداية:
اما عن البداية لهذة الرواية فكانت في شوارع العراق حيث الجثث الملقاة علي الطريق وتناثر الاشلاء في أماكن متفرقه ولا يوجد مفر من رائحتها.
أحداث الوسط:
تدور في المقابر الجماعية وتنظيف الجثث والعظام ووضعها مع بعضها وتكفينها ومعامله هذه الجثث معامله حانيه.حتى ،ك حين تقرأ طريقة الدفان المتطوع ,في تنظيف العظام كأنه يتعامل مع جثث الأحياءز
كما كانت تدور في الاحداث تساؤلات عن سبب الوفاة وتاريخ الوفاة.
النهاية:
أما عن احداث النهاية فانتقلنا من المقابر الجماعية للبغداديين الى مكان ليس مختلفا بل هو نفس المكان حيث مقبره والدة الرجل البغدادي “الدفان المتطوع”
حيث الذكريات معها والحوار مع مقبرتها وكأنها ماثله أمامه.
كما قرر الرجل البحث عن أخواته الأربع حتى ولو فتح “مجازيا” كتاب الموتى وتحدث معهم ليجمع أخواته واحد”ا واحد”ا.
وتعد هذه النهاية مفتوحة الى حدما ليست بالنهايه المختلفه التى أنهت صراع الرجل البغدادي في البحث عن أخواته الأربع.ولا ننسى فى ختام هذا النقد الأدبي أن نتحدث عن اسلوب الكاتب.
يتسم أسلوب الكاتب بأنه واضح ورائع في تصوير الأحداث .ويهتم جد”ا بتفاصيل الأمور والأحداث حتى يشعرك أنك ترى بعينك مشاهد الجثث والعظام .وكذلك يجعل كل حوسك تعمل تسمع صوت البكاء الصادر من الجماجم . وتلمس أحيانا أحزانا تمتلأ القلوب وأحيانا أخرى تتذوق آلام الفراق والمأساة كذلك يتسم أسلوب الكاتب بالتشويق والخيال .
كم أعجبتنى طريقته في سرد الأحداث….
الشوارع الفياضه بالجثث:
1- الجثث التي تملا الشوارع بعدكل ثوره واختلاف اصحاب الجثث
2-موت الكثير من الجنود دون ان يعلمون وترك جثثهم في الساحات والحدائق والبساتين
3-تمين الرب الموتى برائحة خاصه ليجبر الناس على دفنهم
4-هنالك جثث بقيت في الساحات والطرق التي انقذت من الكلاب وظهرت مشكله اخرى هي نبشها مجددا ابدا من ان توجدفي مدرسه او حديقه
5- كثير من الامريكان يجهلون معالم بغداد فاكتفو بدفن الجثث فب البساتين او بارض غير سكنيه
6-الامريكيون بالتأكيد لم يدفنوا العراقيين حسب احكام الشريعه الاسلامية ولم يصلوا عليها كما يفعل العراقيين ولم يكفنو الجثث قام الجنود بعملتهم سريعا بوضعها بأكياس .
7- الكلاب العراقيه جائعة بسبب الحصار فكانت تشم من بعد وعمق وتحفر الاكياس وتنبشها .
8- تعديل الرجل عن الجثث بجنبه.
9- غالبية الجثث التي تبقى لاسبوعين بدون دفن ليس لها صاحب بالتأكيد .
10- هناك عدد من المتطوعين يقومون بالدفن وبدون هؤلاء لمشاهدة مئات الجثث بالشوارع.
11- مساعدة البسطاء ودفن الجثث ببغداد ولا احد يفكر بجزاء مرتب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة…
من خلال قرائتي للرواية يبين لنا مدي قسوة الجيش الامريكي علي الشعب العراقي ،الذي عاناة منذ بداية الحرب او دخول الميشليات الامريكية والاجنبية الاخري حيث تلقي جميع انواع العذاب المتوحش والي ينم عن حقد وضغينة ضد الشعب العراقي الاصيل الذي صمد ومازال يصمد امام المحن الذي تمر بة،وهنا الراوي بالرواية يبين قصة رجل عراقي عاني من الامريكان حيث قتلوا عائلتة ببشاعة مطلقة وبين لنا ايضا معاناتهم وهم اموات ومعاناة الجماجم والعظام التي تجسد الالم والقهر الواقع عليهاا ونلاحظ بالرواية ان الراوي علق ايضا علي الاسلحة المستعملة بالعراق ضد العراقيين حيث استعملوا جميع انواع الاسلحة المدمرة ضد الشعب الصامد واخذ الراوي يتناول فترة سقوط الطاغية صدام وماذا نتج بعد هذة الواقعة المهمة بالنسبة للعراق والعراقيين وكان ذلك سنة 2003 م ، وايضا استرسي لنا الراوي عم المأساة التي تعيشهاا العراق الا وهي المذابح الجماعية التي تقشعر منها الابدان حيث وضح كيفية تعامل الامريكان للشعب العراقي باسوء وابشع تعامل انساني حيث اعتدوا علي الحريات وذبح الاطفال والنساء من غير رحمة ودفنوا بمقابر جماعية كبيرة من غير سبب .
واعلق علي الرواية من خلال قرائتي لها بان الراوي استطاع ان يعيشنا بلأعماق معاناة الشعب العراقي الذي يخفي علي اغلب الناس ووضح الصورة المزيفة للجيش الامريكي حيث انهم يدعوون بالحرية والسلام .
وشكرا…
رواية
أموات بغداد
التعليق والفكرة الرئيسية :
كما يقال الخطاب يعرف من عنوانه ، فإن أسم هذه الرواية حملت ما يدور بدخلها من أفكار وأحداث وإن كانت أحداث هذه الرواية قليلة لا تتعدى تحرك الشخصية الرئيسية مع شخصيتين أو ثلاثة تمثلت في التونسية والأمريكية والكلبة أحيانا ، إلا ان أغلب مشاهدها لا تتعدى عن منظر الموتى والعظام والرفات و الجماجم ، ولكن الكاتب في هذا لسياق لا يعني الموتى العاديين ،واقصد بالموتى العاديين الذين ماتوا بشكل طبيعي واخذوا حقهم في الموت أي أقيمت لهم مراسم ودفنوا بشكل طبيعي في مقبرة اعدت مسبقا وجهزت وشيعهم الاحباب والاقارب واوصلوهم لقبورهم ، فهؤلاء لا يعنون الكاتب في هذه الرواية ولكن الذين يعنوه هم الذين قتلوا بشكل جماعي وماتوا بشكل جماعي وطمروا في الثرى بشكل جماعي دون أدنى مراعاة لحرمة الموتي او تشييع جنائز او مراسم دفن ، فالفكرة الرئيسية هنا هو نقل صورة عن تلك المقابر الجماعية التي تمت في مناطق متفرقة في العراق طرح اسمائها وحاول الكاتب خلالها مستخدما لغة الوصف الوقوف على تلك المجازر التي تمت على هؤلاء العزل من الاطفال والنساء والشيوخ وكافة الفئات العمرية وتم قتلها بدم بارد وتلذذ في القتل ، تحكي هذه الرواية حكاية هؤلاء ولكن ليس حكاية حياتهم ولكن حكاية موتهم وحكاية موتهم تلك الحكاية التي حملت معانيها وتفاصيلها رفات اجسادهم النخرة في المقابر الجماعية وجماجمهم والتي عبرت عنها مع صوت الرياح فقد وظف الكاتب بطل الرواية وهو الدفان المتمكن المحنك ذو الخبرة التي تجعل منه شحصية فريدة ، في التعبير عن حقائق أراد كاتب الرواية توصيلها في سياق أدبي للقارئ ، وهو يرسم في هذه الرواية بأسلوب أدبي ووصفي حالة الموتى في تلك المقابر والظلم الذي تعرضوا له وطريقة الموت التي قضوا بها وااللامبالاه في معالمتهم كأدميين حتى بعد الموت كل ذلك عبر عنه الكاتب من خلال بطل الرواية الذي يكرس كل خبرته في هذا المجال وهو مجال الدفن ومحاولة إعطاء جزء من حق هؤلاء الموتى في التكريم بعد موتهم من خلال إعادة دفنهم بشكل يليق مع البقايا البشرية التي كرمها الله في الخلق فلا بد من تكريمها بعد الدفن.
حملت هذه الرواية بعض التلميحات التي يمكن ملاحظتها بسهولة .
أولا : ذم العرقيات والفصل العنصري وفكرة التفرقة بين البشر من خلال الدين او المذهب او الطائفة ووجدت واضحة في الجمل التي مجد فيها الكاتب اليهودية مجاملة لصديقته التونيسية حيث على ما يبدوا من الرواية ان الموت والمقابر الجماعية تمت بناء على هذا الطرح المذهبي او الفكر العنصري حسب رأي الكاتب فالعنصرية الطائفية كانت السبب وراء موتى بغداد الذين ركز عليهم الكاتب حينما كان ينبش الأرض ويقتفي أثرهم ، فالكاتب يتعاطف مع اليهود في هذا السياق ومن الملاحظ ان الكاتب في معظم اسشهاداته واقتباساته مستوحاه من التلمود والكتب اليهودية ، فهل كانت عن قصد او انه سياق الموقف وخاصة صحبة العمل التي جمعته مع هذه اليهودية او ان ذلك نوع من المجاملة لها رغنم ان الموقف الذي يعيشه بطل الرواية لا يستوجب المجاملة فهو دفان لا يهمه سوى مواراة بقايا الموتى وفصلها وتجميعها وإعادة دفنها بشكل لائق.
ثانيا : يلمح الكاتب على المقابر الجماعية التي تمت في العراق في مناطق سكنتها طائفة بعينها تمت عليها تلك التصفية الجسدية والمقابر الجماعية التي رأيناها من خلال الرواية ومن خلال وصف الكاتب لها وتجسيده الوصفي الرائع حيث استطاع ان ينقلنا إلى عالم الموتى والرفات والعظام وتشخيص الموتى وإعطاء الصفة الحية لبقاياهم وكأننا نسمع اصواتهم وأناتهم وأخر مشهد في حياتهم وهو مشهد الخوف والرعب والتوسل وهم يرون رسل الموت تختطف أرواحهم بلا هوادة وفي لحظات محدودة وبشكل جماعي.استطاع الكاتب من خلال سردة وأسلوبه الوصفي ان ينقل القارئ إلى الوقائع التي يندي لها الجبين البشري وهي الفكرة التي يرسلها الكاتب طوال روايته محاولا تصوير حجم المأساة التي تعرض لها هؤلاء الذين سجلوا أعظم ظلم تم في تاريخ البشرية حيث لم تحترم ميتتهم تماما مثلما لم تحترم حياتهم .
يتكلم الراوي عن ذلك الرجل الذي يدفن الموتى, ويبحث عن المقابر الجماعية ليدفن الموتى, لأن إكرام الميت دفنه أو التعجيل في دفنه, ويتحدث عن المرأة التونسية التي تعمل لصالح الصليب الأحمر, والتي إستعانت به ليحدد الجثث وأماكن المقابر الجماعية وكشف طغيان الأمريكان, لأنهم يقبرون الناس دون أن يغسلوهم ,ويضعونهم في مقابر جماعية وحقيقية, دخول الجيش الأمريكي ووضح الخبرة في الكشف عن الجثث.
اموات بغداد تتكلم عن واقع اهل العراق بعد الاحتلال الامريكي للعراق حيث تشرح ما تعرض له الاشقاء في العراق من ابادة ومقابر جماعية على يد الطاغية صدام .
وتشرح الرواية معانات الرجل حيث جلس على ناصية الشارع بعد ان تعب من كثرت الجثث ملقات في الشوارع ليس لها اي احترام عند الامريكان ولعبت الصدفة دورا كبيرا عندا تعرف على المرءة التونسية التي تعمل في الصليب الاحمر حيث انه يتقن اللغة الفرنسية وقد عمل مع الصليب الاحمر للعمل كمترجم وبما ان الحرب على العراق ادعى الامريكان ان النظام الصدامي لدية اسلحة نووية وعندما تم احتلال العراق و لم يتم العثور على الاسلحة الكيميائية كان لابد لهم من البحث عن مبرر للاحتلال فلم يجدو امامهم سوا البحث عن المقابر الجماعية وقد كلفو الصليب الاحمر بذلك فكانو اذا وجدو المقابر الجماعية يعمل الرجل معهم وكان الرجل يفصل العظام بعظها عن بعظ بخبرة وكان ان يغرق في البكاء .
معرفة الرجل والمامه بالجثث مما يدل على ان الرجل مثقف ومرفت بالاديان عندما سأل التونسية عن اليهود.
اكبر مقبره كانت في النجف في الاسلام حيث كان موعدة مع والدة عند قبر والدتة في تاريخ وفاتها وكان موعدة عند الزوال كما كان مكتوب في الرسالة وفي حال تاخرة عن الموعد يكون قد توفا ولكنة انتظر حتا مغيب الشمس وعنده بدأ يتذكر كيف رحل من العراق تهريب ويتذكر اشقائة الثلاثة وكيف ابتعد عنهم كل تلك السنين ويتذكر كيف كانو يعيشون في حارتهم .
صداقة جديدة…
اصيبت كلبة ساندرا,وظن الجميع انها ستموت , تاثر بها رجل الصليب الاحمر,وحاول اسعافها بغاية الرفق والرحمه.
فكانت بحاجة الي هواء نقي وايضا الي تنشيط التنفس وتعقيم الفم, تناغمت الكلبة مع هذا الرجل مما ادى الي اندهاش صاحبتها فقفزت الكلبة بعدما استعادت طاقتها وتدللت بحركات تعبيرا عن شكرها.
فبعد هذة الحادثة التصقت ساندرا بهذا الرجل مما ادى الى تقربهم الشديد.
تدور أحدااث الرواية حول معاناة الشعب العراقي منذ اكثر من ثلالثين سنه بل من ايام الحجاج حيث ابتلى الله هذه الارض بحكام متعتهم الحقيقيه تكمن في تعذيب شعبهم وتهجيرهم الى خارج ارضهم . ومادار حول الرواية من احداث هو واقعي في نفس الوقت الذي ضلل به الاعلام الامريكي من انه صور للبشرية انه يراعي حقوق الانسان ويعمل على احترام البشرية ونشر الديموقراطيه والمطالبة بالحرية لكافة الشعوب , بين الكاتب المتطوع من خلال هذه القصه كيف تطوع وعمل مع الصليب الاحمر وانبهر جميع من عمل مع هذا المتطوع حيث رأوا منه خبرة ومعرفة لم يروها في اي شخص اخر من خلال معرفته بأماكن المقابر الجماعية ومعرفته بتجميع العظام وجميع مايخص الموتى وبين الكاتب ان مايحدث بالعراق لم يحدث في اي بلد بالعالم ولم تحدث في اي ديانه اخرى من تعرض الاموات بالوحشية بهذه الطريقة الفضيعه ,نسئل الله العلي العظيم ان ينصر اخواننا المستضعفين في غزة وينصرهم نصرا عضيما .
لقد مات الخير من أهالي بغداد منهم الجنود ومنهم العابرون والكثير من الناس قد ان المحتلون يصوبون نيرانهم على كل شيء يتحرك في الشوارع وبالإضافة إلى ذلك كان في نقص في عدد المؤسسات الصحية ففر الجميع من بغداد ولقد كثر عدد الجثث ماأدى إلى ظهور ظاهرة القبور المفتوحة والموتى التي كانت تتناقل أعدادهم تقارير الأجهزة المعينة هم الذين تم العثور على جثثهم وإلى حد ما التعرف عليهم وقد تنوعت أساليب الدفن وبدأ الناس يتحدثون عن المفقودين بالرغم من عدم عثور أحد على مفقود حي فالجثث التي تم إنقاذها من الكلاب الجائعة فقد تم نبشها مجدداً لتدفن في المقابربدلاً من وجودها في مدرسة أو حديقة وإفتتحت حالة المقابر المؤقتة التي كانت فيها المنجزات المنامة تعتمد على تصوير القتيل المدفون بإضافة ماكان يحمله في جيبه من إثباتات شخصية وعلى العكس الأمريكيين الذين كانو يجهلون معالم بغداد فاكتفوا بدفن الجثث في البساتين أو في أي أرض غير سكنية وكانوا يدفنون العراقيين بطريقة غير شرعية فقد كانوا لم يصلو عليهم ولم يكفنو الجثث ويقوم الجنود بوضع الجثث في أكياس ويلقوها في حفر وكانت الكلاب الجائعة تشم من بعدوعمق وحفر الأكياس الأمريكية وتنبشها والكثيرون يتذكرون تلك الأيام التي كانت تعبث فيها الكلاب بجماجم وآياد وأفخاد بشرية مقطعة ولدينا الكثير من المقابر ملئت بالبشر يصل عددها حسب تقديراتنا إلى 270 مقبره جماعيه فيها أكثر من 400 ألف جثه فقد كانت الحافلات تنتقل المئاتي وما بعد يوم وسنة بعد سنة لتدفنهم في الصحاري والسهول الرملية .
لقد تم الإعلان عن آول مقبرة جماعية في الحسيب بالقرب من مدينة الحلة ليس بعيداً عن موطن البابليين الآوائل وإستحالة القبور المجهولة مثالب أوجاع يومية للرجل الذي كان يدفن بيدية عشرات الجثث ومن يعبر قربه كان يساعده بالحفر الذي لا يقوى عليه وفي مرة كان الرجل العراقي يجلس مع جثتين قديمتين بخبرته قد عمر الموت فيها أسبوعين منتظراً كعادتة من يساعده في حفر قبر لهما توقفت آمامه لاندكروزر بيضاء وعليه علامه الصليب الأحمر فأدرك أنهم وصلوا أخيراً إلى بغداد وهم فريق من شمال أفريقيا وقد سأل هذا الرجل قائدة الفريق وهي تونسية يهودية لماذا تأخرتم إلى هذا الحد لآن الجثث كانت تملأ الشوارع قالت له أنهم إستلمو معداتهم البارحه فقط وبمساعدة الرجل لهذا الفريق بدأو في دفن الجثث الكثيرة بالشوارع وإنضم هذا الرجل إلى الفريق ليساعدهم في دفن الجثث لأنه كان عنده موهبة معرفة تجميع عظام كل جثة على حدة من جمجمة وباقي عظام الجسم وذلك من كثرة دفن هذا الرجل لعدد كثير من الجثث ومرة أرادوا هذا الفريق إختبار الأمر فلم يعثروا على جمجمة واحدة لم يضعها محل عظامها الأصلية لكنهم لاحظوا ما تجاوز الدقة عنوة بالتعامل مع العظام فقد كان ينظفها على أعلى مستوى من الدقة الطبية ويلمسها كما لو خرجت من جسده وكان لهذا الرجل أيضاً القدرة على تحديد تاريخ الوفاة بالضبط وما إن يتم الفحص المجهري بمساعدة أجهزة خاصة يتأكدون من ان التاريخ الذى حدده هذا الرجل متوافق تماماً مع نتائج التشخيص المتخصص ولذلك فقد كان هذا الرجل لم يعطل الفريق عن العمل بل العكس هو السائد فقد إختر عليهم الكثير من الوقت بطريقتة التى إعتبروها فطرية بترتيب العظام مع جماجمها بشكل منسق للغاية .
بالرغم من كثرة عدد الجثث في بغداد فقد لاحظ الرجل الذذى كان يدفن هذة الجثث وجود بعض المسمومين في بعض الحفر حيث لاحظ السموم المعدنية في عظامهم لأنها تبقى مهما امتدت السنين وحتى لو إندثرت آنسجة جثثهم لكنه لم يخبر آحداً بهذا الإكتشاف فهذا سيفتح عليه أمواج أسئلة وشكوكاً حول حقيقة شخصيته التي لم ير أي مبرراً للخوض فيها وسيعطل ذلك كل ماسعى لتحقيقه وبالإضافة إلى ذلك فقد استخرجوا من المقابر التي كانت في مدينة الحضر القريبة من الموصل هناك إستخرجوا جثث 300 طفلاًو 180 إمرأة و 160 رجلاً تم إطلاق النار عليهم جميعاً في مؤخرة الرأس بطلقات كلاشنكوف ورموهم من علو إلى منحدر وأهالو عليهم التراب وكانت في حقيقة الأمرأصعب مقبرة جماعية وعملو بها وأيضاً وجدو جثث نساء يحتضن أطفالهن وإكتشف أن ثلاثا من النساء كن حوامل وثمة أطفال لايزالون يمسكون بألعابهم ودماهم ولانعرف لماذا كان يطلقون على هؤلاء الناس بالمدافع الرشاشة وبالرغم من كل هذا وكثرة عدد هذه الجثث فكان هذا الرجل العراقي يدفن حتى الحيوانات ويضع الصقور في أوان فخارية والقوارض في توابيت صغيره من الحجر الجيري ويطعمها بزخارف ذهبية والقردة كانت تدفن بوقار حتى النحل والثيران والكلاب أي نوع من البشر هؤلاء وقال الرجل العراقي أنه لم ير وحشيةفي الموت كهذه الوحشيه وليست وحشية في الموت بل فى ما بعده فكل الشعوب إحترمت الموتى حتى لو كانت بينهم عداوه في الحياة وكل أمة تميزت في طريقة في الدفن تقدسها وصارت جزءاً من ثقافتها فمثلاً المسلمين يكفنون موتاهم ويدفنوهم في التراب والمسيحيون يسجوفهم في التوابيت بملابسهم الفاخرة وغيرهم مثل الهنود – الإستراليين .
وغيرهم من الشعوب وترابط هذا الفريق في نشل الجثث ودفنها وأثناء عملهم قالت ساندراوهي واحدة من الفريق وهي أمريكية الجنسية قالت أنهم في أمريكا ينفقون سنويا 16 مليار دولار لمنظمي الجنائز ويقام في كل عام مؤتمر عالمي لحفاري القبور في سيزار بالاس تشارك فية كل شركات الدفن وتنظيم الجنائز في العالم ويقيمون معارض للتوابيت والأكفان وشواهد القبور هل تعلمون بأن أكثر من 85% من الغربيين يراسلون مواقع الإنترنت لحفاري القبور لترتيب جنازاتهم وهم أحياء ورد عليها الرجل العراقي وقال عندما نصل على هذا المستوى المتدني في تعاملنا مع الموتىفلأننا فقدنا كل شئ خير فقد حتى أنانيتنا فى كأحياء فعداله الأقدار تحتم الجزاء ولا يمكن لمن إقترف هذة الجرائم التنعم بميتة طبيعية ولكن الأمر الحسن أناا إكتشفنا هذة المقابر وسنعيد بعض حقوق هؤلاء المساكين ولكن كيف الحال بالنسبة للمقابر التى لا نستطيع إكتشافها قالت التونسية الأموات يعلنون عن أنفسهم دائما والمقابر الجماعية من هذا النوع ترفض الإختفاء وإذا لم نعثر عليها نحن فسيأتى بعدنا من يفعل ذلك ولو بعد ألفي سنة كما حصل في البيرو فقد شكا الناس في قرية تشاويشيا من ظاهرة غريبة تحدث لهم وقد تكون مفزعة وكانت بسبب تحليل الموتى الذى لم يهدأ 2200سنة حين قتلوا 5 ألاف شخص ودفنوهم في مقبرة جماعية فكلما كان الناس يدفنوهم كانت الجثث تخرج في اليوم التالي ألاف السنين و الموتى صامدون يعكرون صفاء الأحياء وينغصون عيشتهم رافضين الدفن لغاية يومنا هذا .
وعند وصول فريق الإنقاذ التونسي إلى بغداد وجدوا الرجل الذي كان يدفن الجثث فسألوة مالذي تعرفه عن هذا المكان وأين نحن بالضبط قال الرجل هذة مدينة الحضر انشأت في القرن الثاني قبل الميلاد فقد كانت مملكة مستقلة بهندستها ومعمارها وفنونها وأسلحتها وصناعتها وكانت تتقدم على روما في الكثير من المجالات ولها من المدينة ما تملكة أرقى المدن المعاصرة بحماماتها ذات الطابقين من التسخين وأبراج المراقبة وفيها محكمة قضاء وعملات معدنية وغيرها فهى من أولى ممالك تلك الزمنة التى ساوت بين الرجل والمرأة فقد حكمتها النساء كما الرجال وأثناء عمل الفريق في حفرة من حفر المقابر الجماع إن الكثيرون لم ينلهم الرصاص سقطوا في الحفر من الرعب قبل أن تصلهم الإطلاقات لأنهم كانوا مقيدين الأيدي ومخفى الأعين بينما كانت الجساد تتطاير لتتلاصق الدماء وتتناثر فأسقطت نفسي وتظاهرت بالموت مستغلاً إنشغال الجنود بجلب وجبة جديدة لحسن حظي هطل المطر بقوة تلك الأثناء وهذا ما أعاق عمل الجرافات لذلك أمروا السائق بسرعة طمر الحفرة بالتراب وفعلها على عجل لم يهل علينا أكثر من نصف متر وفي بقع أخرى أقل وكان الماء يحدث فتحات في التربة ساعدتني على التنفس حتى غادروا هرباً من المط أعتقد أنى فقدت ذاكرتي تلك اللحظات أو أغمى على لأنى أفقت ليلاً وسط الجثث والتراب لم أقو على فعل شئ غير الزحف فلم أتمكن من الوقوف زحفت طوال الليل وإرتحتبين فترة وأخرى حتى غادرت مكان الموت هذا نهائيا سأعرفكم على كل من في هذة الحفرة إنهم من قرية دربنديخان فلاحون ورعاة حتى لا يملكون راديو يسمعون فيه الأخبار لماذا إعتبروهم متمردين لا أعلم فقالت له ساندرا ماذا لو تعيد هذا الكلام وتجربتنا في المقابر الجماعية عموماً بمحاضرة أنظمها لك فى مقر الوزارة في واشنطن لدينا الكثير من المستشارين لا يفقهون ما الذي يجري هنا بالضبط فقال لها الرجل وهل تجدني مرشدأ أو داعية أو مصلحاً أو شاهداً يوهب المبررات لا تعتمدي ساندرا على بأمر مماثل وأشكرك جداً فأنا عادة لا أكون إلا في مكاني المناسب .
اقتربت منه وقبلته كما تعودت قبل أن تخلد للنوم ومضت أشهر يحفرون المقابر ويؤلف بدوره الكوابيس كل ليلة وها هو أكتوبر يشارف على الإنتهاء معلنا إقترب الموعد الذي حدده له والده في وداي السلام حيث قبر أمه ولغاية هذا اليوم أنجز العمل في مقبره جماعية ويجد منه فإن رقماً ممتلأ لأناس متشابهين ينتظرون المدفن على يديه فقد تغير الفريق أكثر من مره ولم يتحمل الكثيرون هذا العمل ولكنه مع الأمريكيه والتونسيه يعدون الوحيد بين الذين شاركوا في كل العمليات ولم يتخلفوا عن أي منها وكانوا في هذه الأثناء في مصنع للطوب في الححاويل وقد دفنتفيه أكثر من ألفي جثه وهذه المقبرة تشبه في صعوبتها ماواجهه في الحضر ولكنه حرص على إنهاء العمل في معمل الطوب السابق الذي صار أكبر مقبرة جماعية في البلاد قبل أن يخبر صديقه في الفجر ينبغي أن يغادر فردوا عليه كيف ؟ قال لدي أهم موعد في حياتي وهو يوم وفاة أمي سأزورها في المقبرة وغادر العراق فتيا وحين وصل إلى بالده وجد الدفان الذي لمح إسمه عشرات المرات لحي لاينساه واحد من أشهر حفاري القبور في البلاد وربما دفن عشرات الألافمن سكانها ويجوز أن تكون ممتعه قد وصلت إلى كل القرى الإيرانيه والباكستانية ولم يكن من السهولة التحدث معه فوجد معه صبيانه ومساعده يتولون شئوون المراجعات المراجعات البسيطة والتقليدية الروتينية في عملهم كالسؤال الذييجلبه من أقصى الدنيا ولأنه فهم طريقة التعامل الجديدة في بلده التي لم تكن على أيامه موجودة إطلاقاً فقد طلب من أحدهم المساعدة في العثور على قبر أمه وأعطى له العنوان في ورقة فقال له الحفار بصوت عال وكأنه يريد إسماع الجميع بأنه مشغول ليس ببعيد تعال لأوصلك ومواصلتهم السير نحو قبر أمه شاهد مجموعات متفرقة من الناس يبنون الحجواجز والأسيجه وينظفون أماكن ليس فيها قبور فسأل الحفار المترس مالذي يفعله الناس هنا ؟
أجابة دون أن ينظر إليهم الناس بدأت تشتري الأراضي في المقبرة لأن أسعار القبور شبت نار وتزيد كل يوم كل واحد يريد تأمين مكان له في هذة المقبرة وها قد وصلنا فوقف أمام القبر ومع انه هيأ نفسة طوال الفترة الماضية لمواجهة هذا الموقف إلا أن قدمية تراختا ما إن قرأ إسم أمه على الشاهد ولوحدهما إنكبتا على الرض ودون أن يصدر منه صوت كان نواحه المتقطع منسجماً مع رتبة لتراب فمرر براحة كفة الأيمن المرتفع الصغير للقبر ولا مس كل ذرة تراب تعلوة وغر وجهه في التراب الذي توقع أنه يغطي رأس أمه وصرخ نافثا حلقة غبار قائلاً أمي ها أنا يا أمي وإفتكر الجواب الذى أرسلة له والده بالبريد المسجل الي كاف فيه خبر وفاة أمة وبعد أن مررة له ممرض تربطة به صداقة عنيفة وفسر لهوفاة أمة بأنها كانت تعاني من السرطان الذي هاجم الألأف من سكان البصرة بسبب القصف باليورانيوم المنضب في الحرب الأولىوأنهم كانوا يداوونها بعقاقير السل ويعرفون حتماً أنها مصابة بالسرطان حيث جاءت الأوامر العليا يمنع التحدث والكتابة والتفوه بكلمة سرطان في مستشفيات البصرة حتى لايصاب الناس بالهلع وعمموا التعليمات في كافة المستشفيات بأن يكتبوا أى شئ في شهادات الوفاة إلا السرطان وسكت الشاب وأخذ يفكر في أخوتة الثلاثة الذين لم يعرف عنهم أى شئ وعن أباه العجوز الذى هو بالتأكيد قد مات وإفتكر كلام والده له الذى تنبأ له في الرسالة بأنه سيكون أخر سلالتها وما إن داهمتة هذة الحقيقة حتى إستجمع قواة ليخاطب أمة ويكشف للمرة الأولى بلسانة عن هدفة الأسمى الذي قضى سنوات طويلة من أجل تحقيقة .
( بحق هذا التراب يا أمي سأستعيد إخوتي واحداً واحداً )
تدور أحداث هذه الرواية في بغداد حيث رائحة الموت والدم تنتشر في كل أرجاء بغداد وغيرها من الأقاليم وفي الفصل الأول من الرواية قام الكاتب بتصوير واقعي للحياة في بغداد وأن الوظيفة الوحيدة المتوافرة بها هي دفن الأموات حتى من يقوم بهذا العمل يقوم به بالمجان ويستمتع بالحياة. وسط الجثث وفي هذا الوقت يأتي إليه أشخاص نهائيا وبينهم مراده عربية ثم ينتقل الكاتب ليقول أن الأمريكان يحاولون كشف المقابر الجماعية حتى يكسبوا ود العالم وكأن الكاتب أراد أن يقول من سبب في موت هؤلاء الأشخاص وكأن الكاتب أراد من خلال روايته أن يوثق للتاريخ فقد قام بإحصاء عدد المقابر الجماعية وعدد الجثث التي بها وكذلك فإن الكاتب أراد أن يدلى بشهادته للتاريخ حول الفترة التي سبقت الاحتلال وكيف أن من أعدموا حتى عظامهم ترفض الخروج من قابرها ثم انتقل الكاتب منا يقول أن الزبانية لم يكتفوا بالقيل بل قاموا بتعذيب الأشخاص قبل قتلهم وأن الكثير منهم مات مسموماً ثم قام الكاتب بإظهار مدى طيبة وعطف العربي حتى على الحيوانات وكيف أستطاع أن يشعر بالألم التي تعاني منها الكلية وأستطاع علاجها ثم أراد الكاتب أن يوضح في فصل أحزان الموت لم يكن مصيرا للكبار فقط وإنما للصغار وكذلك فإن الموت في العراق لم يكن مصيراً للمسلمين فقط وإنما لغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى رغم أنهم كانوا يعيشون معاً في سلام وأمان ولم يتسنى الكاتب أن يظهر مدى حضارة بلاد العراق فقد أسهب في وصف حضارة العراق حتى أنهم وصولوا إلى درجة عالية من احترام الأموات وبعد ذلك أراد الكاتب أن يذكرنا بأن الموت والخراب والدمار لم يلحق ببغداد فقط وإنما كذلك أصاب كل جزاء من أجزاء العراق فالبصرة والنجف امتلئوا بالجثث وكأن الموت لم يفرق بين مسلم سني ومسلم شيعي وقد قام الكاتب بدور المؤرخ حينما ذكر أن أكبر مقبرة على الكوكب بها مسلمون هي مقبرة النجف وقد كان الكاتب متشاءم إلى أكثر درة التشاؤم حينما ختم رواتبه بمشهد خروج الابن من بيته وقد كانت الخاتمة للرواية شديدة الحزن حتى أن الكاتب استخدم أبيات من الشعر والذي هو أبلغ وأعذب الكلمات في إظهار الحزن والألم التي يعاني منها الكاتب لما وصل إليه حال دولة تملك الحضارة والثقافة والمستقبل ولكن الأيدي الخافية جعلت من هذه الأرض أرضاً للموت حتى الأمل الذي يمثله الشباب خرج من بغداد وكان خروجه مهمشا وكأن الموت و الإهانة و الأحزان والألم هم الحقيقة الوحيدة في العراق.
الموضوع : أموات بغداد
– الأفكار الرئيسية التي تدور حول الجثث الفياضة التي تملا الشوارع :
1- بدأ الكاتب بوصف الجثث ليقرب إلينا صورة الخراب والدمار الذي عم البلاد والعباد فهلك الجنود وهلكت معهم الخطط التي وضعها الجنرالات وراء ظل الأشجار العارية .
2- ” مات الجنود ” هنا يحسم لنا الكاتب نتيجة المعركة التي انتهت قبل وقوعها لان نار المحتلون أحرقت المدينة ولم يسلم أحد حتى أولئك العابرون .
3- لم تكن هناك أي رعاية صحية أو لجنة طبية بالمجتمع الذي يفرق بين جثث الموتى ، لم تعد تتسع المقابر فجميعهم الى المجهول يسيرون بين القبور لان الانسانية لاذت بالفرار .
4- الطبيعة تحولت الى طاغية فهي تجبر الأحياء على الاهتمام بالأموات ، لأن روائح الموت تزاحم الأحياء فعليهم بالانشغال بأساليب الدفن .
5- الموت شقاء للأموات قبل الأحياء لان الجثث التعيسة ابتليت بنبشها مجددا لتدفن في المقابر وحرم عليها الرقود بسلام وحرمت هي على الأحياء العيش بسلام .
6- شغل الميت الجديد القديم ! الناس عن مصائبهم فهم يقيمون المراسم الخاصة للتشيع الجثث ، وظهر عنوانا جديدا ( المقابر المؤقتة ) فهم يصورون القتيل ويحاولون إثبات شخصيتهم .
7- باع الأمريكيون كرامة العراقيين للكلاب الجائعة ، دفنوا الجنود المجهولون دون أكفان ودون صلاة تحت تراب البساتين .
8- قام هؤلاء الوحوش بتعبئة العراقيين بأكياس ليست أشد قذارة من أيديهم المتسخة بدماء أصحاب الأرض ، القوهم في الحفر لتأتي الكلاب الجائعة منذ أعوام ليلا وتعبث بالجماجم والأيدي البشرية المقطعة دون رحمة .
9- تحول الموجود الى مجهول تحولت البساتين الى مقابر تحول العراقيون الى غذاء للكلاب المسعورة الضالة .
10- ( هنا يرقد العراقي المجهول ) ضمت تلك الأرض بحنان كل عراقي مجهول وكل محتل ليرقد بين أحضانها بسلام فهي أرض واحدة لم يعد مهم معرفة المكان هل هو شارع الربيع أو الزهور أو أي مسمى آخر .
11- خلوه مع الموتى ، ذلك الرجل يجلس منتظرا بقرب جثتين قديمتين يحاول دفنهما وهو يسعى الى يد العون ، وتأتي سخرية القدر تحمل علامة الانسانية الصليب الأحمر رمز المساعدة ، وتبدأ قصة للأحياء من أجل دفن الأموات .
المقابر الجماعية
في رواية أموات بغداد نرى إن شواهد الجرائم البشعة التي ارتكبها الطاغية الدموي في العراق لا حصر لها. ومن بين أبرز تلك الشواهد سلسلة اكتشافات المقابر الجماعية التي لم تعلن عن انتهائها حتى يومنا هذا. ففي كل موضع من أرض الرافدين يجري اكتشاف آخر من تلك الجرائم النكراء التي كانت ترتكب بحق آلاف العراقيين عندما يجري حشدهم فوق فوهات حفر تعد على وجه السرعة ليدفنوا فيها أحياء أو بعد رميهم بالرصاص أو بعد نحرهم أو تفجيرهم أو ما لا يدريه العالم حتى يومنا ولم يكتشفه من فنون الجريمة القذرة.
والمقابر الجماعية ليست جريمة عادية وإن كانت ليست غريبة على نظام البعثفاشية الذي فعلها منذ جريمته في شباط الأسود سنة 1963 عندما أقدم على دفن آلاف من أبناء شعبنا العراقي الاحرار وهم أحياء تلك الجريمة التي حاول طمسها عندما عاد إلى السلطة ثانية بإنشاء مقبرة في المنطقة التي دفن فيها ضحاياه.
لقد مثل ونكل بكل العراقيين المعارضين لسياسته السادية الهمجية وكان الذي يختفي فلي أيديهم لا يعود إلى بيته وإنما يذهب إلى غير رجعة حيث يطويه التراب هذا إذا كان له من بقية بعد أن يذاب في أحواض الحرق الكيمياوي.
المقابر الجماعية لا تحتاج لوصف اليوم بعد أن كانت صدمة هولها قد أذهلت العدو قبل الصديق! والكارثة ليست بحجمها كل توصيفات الكلمات والقراءات التي تأتي من هذه المنظمة أو تلك الجهة. إذ هي مفتاح الإشارة إلى الحقيقة التي ظلت مطموسة طوال تسلط نظام الطاغية على رقاب الشعب العراقي بدعم من أسياده وبمعرفة بما يجري من جرائم مهولة..
إن الفظاعة المأساوية للجريمة لا تنتهي باكتشافها أو بتقديم صورها أمام أنظار المجتمع الإنساني.. ولكنها تبدأ من هنا.
ذلك أننا إذا توقفنا عند الجريمة واكتشافها فكأننا نشارك المجرم جريمته بمتابعة الآم أهالي الضحايا ومواصلتهعا بشكل أعنف بعدما صار لديهم الوثيقة التي يحكمون بها المجرم أمام محكمة جنايات وطنية ودولية.
إذ العالم ظل مخفيا عليه طبيعة ما يجري من جرائم وفظاعات في العراق ولم يكن أمامه إلا مشاغلات إيهامية مقنعة كان من نتيجتها استمرار النظام البعثفاشي في سدة الجريمة (الحكم) طوال أكثر من ثلاثة عقود.
ولكي تتكرر تلك الجريمة، ولكي نعيد الحق إلى نصابه ، ولكي ننصف الضحايا وعوائلهم ولكي لا تحصل مثل هذه الفظاعات الكارثية مع شعب آخر، وجب التحرك والانتقال من الفضح والإدانة إلى الممارسة الفعلية لمحكمة العدالة الوطنية والدولية التي تقتص من المجرم الجلاد وسدنته..
إن عملية تناول أو معالجة جريمة المقابر الجماعية في العراق، تحتاج لوعي مناسب بالكيفية التي يمكننا بها أن نوصل رسالتها بطريقة صحيحة تتناسب وحجمها المريع من وجهة ولا تصادف نفورا من الأسماع التي ملت آليات سياسة قوى بعينها في تسخير جرائم الفاشية بطرق غير موضوعية تعتمد على المبالغة واستدرار عواطف الآخرين لاتجاهات غير إنسانية المقاصد؟.
فهل حقا فعلنا ذلك؟ في الحقيقة سيكون من الصحيح الإجابة بالنفي إذ ما زالت قوى الجريمة تنزل بأبناء الرافدين أقسى الضربات المؤلمة والجرائم الدموية التي استرخصت دماءنا وأعراضنا ووجودنا حتى بات القتل المجاني سياسة متصلة مستمرة في تفاصيل حياة العراقي ويومه العادي.
إن المهمة المباشرة بخصوص المقابر الجماعية هي في تكوين مراكز بحثية مستقل ومؤسسات رسمية ترتقي لمستوى المسئولية في معالجة القضية وطنيا، وفي تقديمها بوصفها وثيقة دامغة تدين الجريمة والمجرمين لا على الصعيد المحلي ولكن إنسانيا أو عالميا.. سواء يجلب الذين شاركوا في الجريمة واستدعاء اولئك الذين ساهموا بطمس الحقائق ام بحشد أوسع الأصوات الدولية من دول ومنظمات وجهات معنية بالمعالجة.
لا يمكن لنا أن نقتعد بيوتنا بحثا عن أمان زائف. ولا يمكن أن نطوي صفحة الجريمة بانتهاء النظام الذي تسبب بها وارتكبها وهزيمته؛ ولا يمكننا أن نحظى بلحظة استقرار والشروع بطريق البناء لأبنائنا وللاجيال التالية، لا يمكننا كل ذلك من دون وضع أصابعنا على المواجع والجروح وآلامها.
رسالة المقابر يمكنها أن تأخذ استجابتها بإقامة النصب والتذكارات وبإقامة الندوات والمؤتمرات وبإقامة الدراسات والبحوث وبتكليف الجهات المعنية بمسح البلاد وتدقيق الجريمة وتسجيلها واعتماد جهات دولية مسئولة في النهوض بالمسئولية والمهمة الكبرى والخطيرة.. وبعد ذلك وقبله بالتأكيد سيكون الاستجابة لتطئن حاجات الضحايا من العوائل المنكوبة والتعاطي من الدم المهدور بكل ما يعيد حقوق الناس ويستجيب لها فليست قطرة الدم العراقي برخيصة الثمن بل هي الأغلى لدينا وجودا وقدسية وتلك هي القضية…
وبعد، فللكارثة المأساوية للمقابر الجماعية صلة بكل مجريات تفاصيل يومنا العادي على أن ذلك ليس بمناحة أو بكائية سلبية بل بمعالجة مسئولة تستجيب لصنع غد بعيد عن التهديد بمقبرة جديدة وجريمة دموية سادية أخرى..
بسم الله الرحمن الرحيم…
الموضوع:المقابر الجماعيه في بغداد
رائحة الموتى هي الاسوا نحتاج الى سقوط ثلوج كثيره لتنظيف هذه البلاد تذكر الرجل ماكتبه ابوه عن الموتى والجثث التي تملا الشوارع لكن هذه المره اختلفت الامور ومات الجنود دون ان يعلمو عن موتهم شيئا والجميع لاذ بالفرار والامريكيون لم يدفنوا العراقيين حسب الشريعه بل وضعوها في اكياس والقوها في الحفر وهناك رجل دفن بيديه عشرات الجثث وكان مستمتعا مع نفسه قرب خلوة جثتين قديمتين منذ حوالي اسبوعين وبخبرته قدر عمر الجثتين منتظرا من يساعده في الحفر والدفن واذا بلاند كروزر يقف امامه وعليه علامة الصليب الاحمر واذا بامراه تنزل منه وسالته بسرعه هذه جثث اقربائك . سالها اانتي مغربيه فاجابته بل تونسيه وصلنا البارحه وتسلمنا عملنا اليوم الجثث تملا الشوارع لماذا تاخرتم الى هذا الحد وقالت له بالطبع سانقل ماقلته اليوم في اجتماعنا ولكن هل تعرف اصحاب الجثث . الجثث التي تبقى لاسبوعين ليس لها صاحب ولم تجلس بجوارها انتظر من يساعدني في دفنها ومضت ستة اشهر وهم يحفرون المقابر وهو يعيش الكوابيس كل ليله حتى وصل الى قبر امه نبش ودفن الآلاف من الناس في المدن التي كان يمر بها في بغداد وفي المقابر الجماعيه طوال الصحراء ابتداء من المسيب والحفر مرورا بصحراء البصره هناك حيث لا وجود للحياة وفي المناطق التي كان العثور على اخوته فيها الاكثر احتمالا في الابله وخمسة اميال والهارثه والدير والقرنه والزبير وصفوان كانت الرمال تزيد مع مرور الزمن لتعيق اجهزة الكشف بسبب الحراره العاليه التي ابطات عمل مواهبه وتتميزها من النظره الاولى فقد كانت متكلله لا تغسلها الامطار ولا وجود لحشرات ومع امتداد الصحراء التي تلحم البصره بالناصريه شاهد الموتى المنكفئين على وجوههم بإمتداد البطحا وفي مقبرة السماوه حيث لمح لاول مره جثثا بلون الدم واحيانا بلونا اسود غامق ولكنها كانت دماءا عجيبه حافظت على نسقها طوال الوقت وفي مقبرة الرزازه عثر على قناني مع العظام وكانو ياكلون ويشربون فوق الجثث وفي الفضيليه والرضوانيه حيث كانوا يذيبون الاجسام بمواد خاصه ويتلذذون باطعامها للكلاب ولغاية هذا اليوم انجز العمل في 160 مقبره جماعيه ثم انتقل الى مقبرة النجف وكان اكثر اهله فيها وكان ومن معه يصعدون اعلى الحافلات يربطون التوابيت فيها ويغلفون الجثث بالملائات والسجاد وسمع بانها اكبر مقبره جماعيه اسلاميه في الكره الارضيه وثاني اكبر مقبره في الكوكب وبعد دخوله اليها بعد ان رأى الكثير من المقابر المحاصره رأى ان البلاد لا تزال تعاني من فقرا في ثقافة الموتى . ادرك قسوة ان يجهز المرء قبره بيديه والاقرب من ذلك الذين يعرفون موعد موتهم ورأى في المقابر الجماعيه الكثير من ذلك ولانه فهم طريقة التعامل الجديد في بلده والمرأه التي قابلها اول مره تساعده على ذلك .
وقالت له المرأه سنلتقي في مقر الصليب الاحمر في المنصور حتى تسجيل مارأيناه للجميع لكي يكون شاهدا على هذه الافعال .
الشوارع الفياضة بالجثث
مع رائحة الأموات يمضي الوقت متسربا إلى الأعماق كثقل الجبال و الجثث التعيسة منتشرةً في الطرقات والبساتين والساحات..تتناهشها الكلاب العراقية الجائعة بسبب الحصار, ومع رائحةً للموتى أعطاها الرب ميزة مزاحمة الأحياء لكي يجبر الناس على دفنهم , مما دفع الكثير من المتطوعين بتكفين الجثث وتصويرها وما تحمل من إثباتات ومضت بهم الأيام وهم ينبشون القبور وافتتاح المقابر المؤقتة . وعلى العكس تماما كان الأمريكيون…حيث قاموا الجنود بوضعهم في الأكياس والقوها في الحفر.
كحاله مع جميع الجثث وتعامله معها في الدفن ووضع راية أو ما يثبت انه يوجد قبر عراقي مجهول, جلس الرجل في خلوة أمام جثتين ينتظر المتطوعين لمساعدته في تكفين الجثتين ودفنهم وفي أثناء الانتظار توقفت لاند كروز كالتي يستخدمها رجال الأجهزة الخاصة الأمريكان , وتقدم النازلين سيدة في الثلاثين شبيه بالرجال عملية في تعاملها وبادرته بالسؤال …
– هل هم أقربائك ؟
بعد تفكير أجابها…
– هل أنت مغربية ؟
– لا تونسية..من الصليب الأحمر.
– لماذا تأخرتم إلى هذا الحد؟؟
– لقد وصلنا قبل يومين ولكن استلمنا المعدات البارحة فقط…
– يسعدني ذلك لقد قمت بدفن الكثير من الجثث..ويوجد الكثير منها الآن حول طريق المطار.
– ولماذا تجلس هنا؟؟
– ليس هناك عار أكثر من ميت بلا مقبرة…إني انتظر من يساعدني في الدفن؟؟؟
استأذنته في نقل الجثث لدفنها واستدارت تجري اتصالات بهاتف الثريا وتوصف المكان بالفرنسية وتدخل الرجل يصحح لها العنوان بالفرنسية…أقفلت الهاتف وابتسمت له قائله :
– إني سعيدة بالتعرف إليك ,فريقنا من الشمال الأفريقي ونواجه صعوبات كبيرة في التفاهم مع الشعب هنا , هل تمانع في مرافقتنا ؟ ها تعلم مترجم معنا ؟؟؟ مرتباتنا عالية ؟؟
وانهالت بالكثير من الأسئلة التي لم يجد منها أي ضرورة ولا يجد داعي للإجابة عليها….غير انه بادرها قائلا :
– منذ ثلاث أسابيع وأنا ادفن الجثث في بغداد مع هؤلاء البسطاء ولا احد فينا يفكر في جزاء أو مرتب ويمكنني المساعدة فقط من اجل هؤلاء الناس.
وكانت تلك الكلمات بداية علاقة في ظروف غاية في القسوة.
1. تكلم برمزية عن شدة الظلم الذي وقع على أهل بلده و ذلك بكثرة الجث لدرجة عدم وجود من يدفنها
2. تكلم برمزية عن ليس كل الاعمال لها ثمن
3. تكلم برمزية بأنه كان عائش مع الأموات منذ وصولة و ذلك من خلال بأنه أول مره يلمس يد كائن حي
4. تكلم برمزية عن فشل المبرر الأخلاقي للحرب الذي كان معلن و ذلك لقوله بأنه يبحثون عن أسباب أخرى تجعل حربهم مقبولة
5. تكلم برمزية عن المستوى العلمي العالي لهذا الشخص و ذلك من خلال معرفته للأحرف الأولى من اسم الوكالة الموضوع على الخريطة ( الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومعرفته للغات)
6. تكلم برمزية عن مقدار حبه لأهله وذلك من خلال اهتمامه بجثثهم
7. تكلم برمزية مره أخرى عن معرفة الشخص في كثير من الامور ومنها الطب الشرعي و ذلك من خلال معرفة المدة التي توفى فيها صاحب الجثة
8. تكلم برمزية عن الدفانين بانهم ليس قاساة القلب بسبب احتكاكهم بالاموات و ذلك من خلال اهتمامه بالكلب ومساعدتهم للناس
تكلم برمزية عن بشاعة الظلم مره اخرى وذلك من خلال قوله بان فرعون لا يمكن ان يعمل هذه الافعال لانه كان يدفن الحيوانات بقوارير وفخاريات ويزينها فما بالك بالانسان واخذ يؤكد ان جميع الامم كذلك لاتقوم بهذه الاعمال وذلك بقوله ان المسلمون
كل كلمة انتقت بعناية، وكل جملة كتبت بذوق، المفردات متناسقة كالشعر والمعاني عميقة جدا
الأحداث حزينة لأنها واقعية، ومحطمة لأنها انسانية
للأسف أن يتم منع هذه الرواية في الكويت، حيث أن الكويت عاشت جزء من هذه الفاجعة
إنها رواية القرن الحادي والعشرين بكل جدارة
لدى تجولي في أحد مكتبات جرير
أبحث عن رواية لأحدى كتابي المفضلين
شدّني عنوان هذه الرواية المثير
فاقتنيتها من دون أن أفحصها كعادتي
همت في قراءتها وهو يحكي ما يدور في شوارع بغداد
وهو يصف العظام والجماجم
وهو يحكي عن الخلايا في دم الانسان حيث فيها
الملتزمات والمتطوعات والعاهرات والفدائيات …
كما نثر لنا في حنايا حكايته معلومات غنية وغزيرة في علوم شتى
وأبرز ما أتذكره حين ذكر أن الحيوانات المنوية تظل حية بعد موت الانسان
لمدى ساعات
رواية مزجت الحب والقتال والعذاب والنجاح والخيال و………….
أشعر بالفخر حقاً لاشتراكي في هذه الملحمة الأدبية الانسانية !!
باعتباري مصمم الغلاف ..
حين كان يحكيلي الدكتور جمال عن الرواية , كنت أرى بعيونه كل هذا الدمار !! .. وبروحه لسان أصدقائه الموتى !!
محبة لكم من أستراليا ..
علي المبهر