مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت.. أرشيف تاريخي واقتناء لكل ثمين
*حسن زراقط
تُعدّ مكتبة “الجامعة الأميركية” في بيروت أو AUB من أهم المراكر في لبنان التي تضم أرشيفا نوعيا وكميا قديم العهد. تعتني بما هو قديم من وثائق ومخطوطات وكتب وصور. إذ تولي المكتبة أهمية لتاريخ الجامعة الذي يضم عهد إرساليات تبشيرية كانت تأتي من الولايات المتحدة الأميركية إلى لبنان بدءاً من أواخر القرن الثامن عشر وعلى مدى القرن التاسع عشر، إلى جانب أرشيف مؤسسي الجامعة وأساتذتها وخريجيها.
والمكتبة متخصصة في الرَقمَنة والفهرسة والحِفظ، وبعضٌ من مواد الأرشيف لديها متاح للباحثين للاستفادة منها. ولا تزال المكتبة تسعى إلى الحصول على مجموعات لباحثين ومؤلفين وتبادر إلى البحث عنها لإغناء الأرشيف لديها.
أرشيف المكتبة عمل تأسيسي لتوثيق دراسات الطلاب :
تقول مسؤولة قسم الأرشيف في المكتبة سمر ميقاتي قيسي: “بدأنا بالاهتمام بتاريخ الجامعة بتصنيف الوثائق التي تؤرخ للجامعة. وكانت تأتينا بعض المجموعات الخاصة التي لا تؤرخ لتاريخ الجامعة، لكنها مهمة في عملنا وللباحثين عندنا”.
بعد مجيء الدكتور لقمان محو، تضيف قيسي “فضّل أن ننفتح أكثر وأن نوثق أكثر وأن نجلب مجموعات تركّز على تاريخ الجامعة الأميركية، وتوثق تاريخ الحركات الطلابية والرؤساء والمكاتب في الجامعة الإدارية التي نأخذ منها وثائق. نرصد تحركات الخريجين وأعمالهم والرجال المهمين الذين درسوا في الجامعة وتبوأوا مناصب مهمة. لدينا ملفات لأساتذة أو تلامذة نسميهم AUBBUDDIES (وتعني الزملاء للجامعة) نوثق لهم أعمالهم أيضا. كما تأتينا مجموعات لأساتذة أو خريجين، كمثل مجموعة الدكتور قسطنطينن زريق الذي كان خريج الجامعة وأستاذاً فيها (كان نائب مدير الجامعة) والذي تبّرع بمجموعته للجامعة”.
وتتابع قيسي قائلة : “لدينا مجموعات خاصة مثل مجموعة الحقائق ومجموعات للدول العربية والأوروبية وأميركا التي تستعمل خلال التدريس أو يأتي تلامذة التخطيط المدني،والهندسة، والجيولوجيا، ليستعملوها، وتضم نحو ألفي خريطة. ولدينا مجموعة ملصقات سياسية وفنية وملصقات الجامعة الأميركية. وكان قد أُقيم معرض في الجامعة في العام 2001، حيث قدّم الفنانون الذين عرضوا ملصقاتهم خلال المعرض للجامعة. مثل الفنان اللبناني أنطوان كرباج أعطانا ملصقات مسرحياته والرسامون اللبنانيون وغيرهم من فنانين أجانب سكنوا لفترة في لبنان”.
أما فيما يخصّ الملصقات السياسية، فتقول قيسي إنها “جُمعت بعد أن كانت على جدران الجامعة، إذ كان هناك أمينة للمكتبة يجلب لها الطلاب ملصقات من على الجدران أو من الأحزاب التي كانت موجودة آنذاك في لبنان، كما تجري المكتبة تبادلا مع أشخاص من خارج الجامعة إذا كان لدينا نسختان من ملصق معين”.
وتردف قيسي :“أما ملصقات الجامعة نفسها فيعود تاريخها إلى العام 1950، وهي تؤرخ النشاطات التي أقيمت في الجامعة مثل المحاضرات والمؤتمرات أو نشاطات التلامذة ورحلات وانتخابات، فتجمعهم أمينة المكتبة وتعمل لهم أرشفة وفهرسة ونُدخلهم في فهرس المكتبة، ثم نُرَقْمِنهم. ولدينا حاليا أكثر من 70 ألف صورة التي تؤرخ للجامعة منذ تأسيسها في العام 1866 حتى اليوم. وما زالت آلاف الصور تأتينا كل عام نعمل لها فهرسة ندخلها في “كاتالوغ” (CATALOGUE أو أرشيف المكتبة).
توثيق وأرشفة لموضوعات تاريخية
ووفقًا للدكتور لقمان، فإن “هناك مجموعات معينة تأتينا ونعمل لها نوع من الفهرسة كمجموعات نشاطات الجامعة، مثل مجموعة “بلاك سر”(BLACK SIR) هي لزوجة ثاني رئيس للجامعة وكان لوالدها هواية بتجميع الصور في أواخر القرن التاسع عشر، في بداية ظهور التصوير. وتتضمن صورا عن لبنان وأوروبا وشمال أفريقيا، فهي قدمت المجموعة إلى الجامعة باسم والدها، وتضم نحو 800 صورة قمنا برَقْمَنَتِها وجعلناها متاحة للباحثين. وأحيانا، يُطلَب منا من بلدان مثل تركيا وأميركا صورا معينة من هذه المجموعة لأنها متاحة للباحثين”.
مجموعة أخرى من الصور عن الجامعة ولبنان، تعدّها ميقاتي مهمة، “تمتلكها المكتبة حاليا، وكانت لأستاذ طب سابق في الجامعة في أوائل القرن العشرين. ترك المجموعة وسافر، كانت موجودة على رقائق زجاجية في غرفة المستودع داخل شقة في إحدى المباني. أراد مالكو الشقة أن يقوموا بأعمال توسعة داخلها، فرأوا زجاحات لم يعرفوا ما هي. أتى شخص لديه دراية أكثر بتلك الزجاجات، أخذها وعرضها على مدير مكتبة كلية الطب (في الجامعة الأميركية) وكان يهوي التصوير فعرف أنها صور على رقائق زجاجية، فقاموا بتنظيفها وتظهيرها وطبعوها في كتاب. وهي تعود إلى 140 عاما خلت، بعضها عن مرضى كانوا يأتون إلى الجامعة وهم يحملون سلالا”. من الجميل، برأي ميقاتي، أن “الصدفة أحيانا تنقذ كنزا”.
عن بدايات العمل في الأرشيف في المكتبة تحدثنا ميقاتي “كأن مؤسسي الجامعة كان لديهم حس أرشفة. لأن كل الرسائل التي كانت تخصّ زوجاتهم يصفون فيها ماذا كان يحدث معهم. وكل التقارير السنوية ومنشورات الطلاب محفوظة في أرشيف الجامعة، لكن التجميع المكثف للمواد بدأ بعد مرور 100 عام على تأسيس الجامعة، عندما أرادوا أن يحتفلوا بهذه المناسبة فأصبح هناك وعي في هذه المناسبة لأهمية الأرشيف”.
وتضيف “فكان أن حفظ مؤسس الجامعة دانيال بلس كل أغراضه وأوراقه بين العامين 1866 و1902، وبين العام 1902 والعام 1920 حفظ ابنه أغراضه أيضا ولم يتلفوا شيئا منها، حتى عندما كانت هناك احتجاجات ضدهم كانوا يحفظون منشور الاحتجاج التي كتبه التلامذة. كل هذه التقارير السنوية كانت مكتوبة وطُبعت لاحقا بعد اطلاع الإدارة عليها في العام 1963”.
وفي العام 1967، “بدأ كثير من الناس يرسلون إلى الجامعة أغراضا بمناسبة مرور 100 عام على التأسيس. كذلك أرسلت زوجة الرئيس الرابع للجامعة أغراضه إلينا بعد وفاته. ومنشورات الطلاب ومجلاتهم المكتوبة بخط اليد التي كتبت بدءا من العام 1866 وحتى ثلاثينات القرن الماضي موجودة ومحفوظة. وعملنا رَقْمَنة لجزء منها ويجب أن نُرَقْمِن الجزء الباقي ليتم استخدامها وكي لا يصيبها التلف. والأشياء التي تفيد الباحثين ومطلوبة لهم ويسهل استرجاعها نجعلها أولوية في الرقمنة، مثل التقارير السنوية للجامعة”.
إحدى مشاريع الرَقْمَنَة التي قامت بها المكتبة في الفترة الأخيرة هي لمجلة اسمها “الكلية” من إصدار الخريجين السابقين. وتخبرنا ميقاتي أنه “عندما توقفوا عن إصدارها تولاها الطلاب واسموها “دورية الكلية”، وهي صدرت بين العامين 1910 و2012. وإضافة إلى ذلك، نعمل رَقْمَنَة لمجلة “أوت لوك” (OUTLOOK أو آفاق) أنشأها الطلاب في العام 1946 وتوقف إصدارها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية ثم أعادوا إصدارها في العام 1967. فهدفنا تسهيل عمل الباحث، نحن نحبه أن يزورنا، وذلك سيسهّل عليه”.
لدى الجامعة 1400 مخطوطة أغلبها باللغة العربية، تمّت فهرستها، إذ يستطيع أي باحث الحصول على نسحة رقمية منها بعد أن تمً تحويلها من “ميكروفيلم” (MICROFILM أو فيلم مصغر). وبحسب ميقاتي، فإن يوسف خوري “كان أمينا لمكتبة الجامعة في ثمانينات القرن الماضي قام بفهرسة المخطوطات العربية، ورقمناها ووضعت على موقع الجامعة على الإنترنت”.
كيف يتمّ التعامل مع المواد توثيقاً وأرشفة؟
يتمّ التعامل مع المواد الورقية بوضعها في علب خالية من “الأسيد” وفي ملفات خالية من “الأسيد“. وفي الوقت الحاضر لم نُرَقْمِن الرسائل الإلكترونية والقرارات التي نطبعها، إنما نحفظها في الملفات إلى حين رقمنتها. وينبغي للطلاب ممن حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه أن يُودِعَ نسختَيْن منها في المكتبة، واحدة ورقية وثانية رقمية ونحن نعمل على فهرستها وندخلها في فهرس الجامعة. وإذا سمح لنا أحد الطلاب بوضع نسخة رقمية لشهادته على موقع الجامعة على الإنترنت فنضعها له هناك. ولكن قسم من الطلاب لا يسمح بذلك، لأنه ما زال يجري بحثا في الموضوع نفسه في مرحلة الدكتوراه، فنترك له رسالة الماجستير غير متاحة للباحثين إلا إذا أراد شخصٌ أن يقرأها من دون أن ينسخ أو يصور شيئًا منها، تطبيقا لحقوق الملكية الفكرية”.
وإذا أراد أحد أن يعرف ماذا لدى دانيال بلس في مجموعته، فذلك متوافر، إذ تشير ميقاتي إلى أن “لوائح مخصصة لذلك في فهرس المكتبة، فيكتب الباحث BANIEL BLISS في خانة البحث على الموقع على الإنترنت فيحصل على كل اللوائح التي تدل على مؤسس الجامعة. ويمكن استخدام خيار بحث آخر اسمه “فايندنغ آيد” (FINDING AID أو مساعد البحث) لمعرفة التفاصيل عن مجموعة بلس من “بيبلوغرافيا” أو الرسائل (CORRESPONDENCE) الشخصية والمهنية الخاصة به. فهي مقسّمة وكل المعلومات حولها منشورة في قطعة نصية تعريفية عنه، إلى جانبها قطعة للتعريف بكيفية حصولنا على المجموعة”.
وتوضح أن “الباحث الذي يريد معلومات عن الإرساليات التبشيرية ولا يعرف شيئا عن تاريخ الجامعة، يلجأ إلى “مساعد البحث” ليدله على الإرساليات التي استمرت حتى عهد ثالث رئيس للجامعة حينما تَحوَّلت إلى علمانية، ويطلب الباحث “فايل” (FILE أو ملف) معيّن من “بوكس” (BOX أو صندوق)، كما أن في كل ملف توجد مواد معينة”.
وتلفت قيسي إلى أن هناك بعض المواد “موثقة بشكل كبير ومواد موثقة بشكل خفيف”، فـ”ليس كل الأرشيف هكذا، هناك بعض الأقسام ما زال العمل جارٍ عليها بفرزها وترتيبها ولكن المواد الأساسية موجودة في فهرس المكتبة”.
ونتطرق بالسؤال إلى الأقسام في مكتبة الجامعة، إذ تشرح قيسي، “فتاتان تعملان على الفهرسة، واحدة تعمل على فهرسة الملصقات وأخرى على الصور. والآن تفهرس كتباً، فلدينا مجموعة كتب يعود تاريخ كتابتها إلى القرن السادس عشر ولدينا أيضا أوائل المطبوعات العربية لدار قزحيا في لبنان وأرشيف المطبعة الأميركية”. والجديد لدى المكتبة هو معارض افتراضية على الإنترنت، توضح قيسي، “في العام 2014 عملنا معرضا حقيقيا (في الجامعة) عن الحرب العالمية الأولى، وفي موازاة المعرض الحقيقي عملنا معرضا افتراضيا يظهر الحياة في الجامعة خلال تلك الحرب، حينما أبقى دور المدرسة الطبية استمرارية الجامعة خلال الحرب”.
تنظم الجامعة معرضا في العام 2016 بمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس الجامعة بعنوان “الجامعة الأميركية خلال الحروب”. ولإغناء هذا المعرض، تؤكد قيسي أن الجامعة اشترت مجموعة صور المصوِّر الرسمي لوزارة السياحة مانوغ آلاميان، “زوجته باعتنا الـ”نيغاتيف” (صور سالبة مصغرة) لـ20 ألف صورة عن لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وبعضها عن كندا، تؤرّخ من أربعينات إلى أوائل تسعينات القرن الماضي، وهي مجموعة مهمة سنعمل لها “سْكَان” (SCAN أو مسح رقمي).
وفي العام الماضي اشترينا مجموعة الدكتور محمد نجم، كان استاذا للغة العربية في الجامعة العربية وكان يؤرّخ للمسرح العربي. واشتريتا مجموعة للباحث باسيل عجولا تحوي مخطوطات سريانية ومسيحية وكتبا نادرة جمعها من الشرق كله، واشترينا، أيضًا، مجموعة السينما العربية من ملصقات وصور ومجلات فنية قديمة يعود تاريخها إلى أربعينات وخمسينات القرن الماضي. ولدينا عشرون “ألبوما” (ALBUM أو مجموعة مختارات من صور أو موسيقى) للمسرح المصري ولمسارح دول عربية أخرى. ولدينا “برس بوكس” (PRESSBOX أو نشرات تعريفية بصيغة صحافية) تحكي عن مضمون الفيلم”.
ونعرّج على “قسم الرَقْمَنَة”، فتشير قيسي إلى أن “للرَقْمَنَة قسم في المكتبة هنا وقسم آخر في دائرة أخرى في الجامعة مختصة بالرقمنة. وهي نفسها التي تقوم برَقْمَنة مجلة “الكلية” بعد أن نحضرها لهم. ويوجد قسم تابع لهذه الدائرة اسمه “كونزرفايشن برزرفايشن” (CONSERVATION PRESERVATION أو قسم للحِفظ) الذي يساعدنا على الحفاظ على الكتب لأن مجموعتنا قديمة جدا ويجب أن نهتم بها من جديد وأن تُغلف وتُرمم”.
وتردف قيسي : “أحيانا، هناك كتب جديدة قد ينفصل غلافها عنها، فنحافظ عليها بأن نلصقها ونكبسها كي تبقى مع الكتاب لأن المؤلف يريد أن يوصل من خلال الغلاف أمرا ما إلى القارىء. وهناك مجموعات صور ليست موضبة داخل “مغلف” (عادي) وتحتاج عناية خاصة فنضعها داخل مغلفات خاصة “إنكلوجرز” (ENCLOSURE أو مرفقات) من ورق خالية من “الأسيد” ورباط من قطن. ونستعمل لها أيضا “بايبر كلبس” (PAPER CLIPS أو مشبكات للورق) من نوع “ستاينلس ستيل” (STAINLESS STEEL أو حديد غير قابل للصدأ).
وحول البرنامج الذي تستعمله المكتبة، تذكر قيسي إن اسمه “ميللينيوم” (MILLENUIM) يلبي الحاجة ودرسناه قبل أن نشتريه”. وفيما يتعلق بالصعوبات التي يواجهها القسم، تقول “دائما هناك مشاكل ودائما عليك أن تحلها بقدر الممكن. مثلا، اشترينا مجموعة لعيسى اسكندر معلوف، المؤرخ والباحث. ذهبنا إلى منزله حيث توجد المجموعة، فكانت داخل غرفة مغلقة لم تدخلها إليها عائلة معلوف أبدا. وضعنا أقنعة واقية على وجوهنا وارتدينا كفوفا لليد، وكانت نوافذ الغرفة مقفلة يملؤها الغبار، وكنا بين الفينة والأخرى نخرج من الغرفة بعد إصاباتنا بالدوار بسبب الغبار الموجود في الغرفة. وضَّبنا المجموعة في صناديق ولم نتمكن من أن ننظف أيّ جزء منها في الغرفة”.
بعد العودة مع الصناديق إلى المكتبة، تقول قيسي، “تساءلنا كيف سنخرج المجموعة من الصناديق ونفحصها من دون أن نعرض حياتنا للخطر. فدخلنا إلى غرفة في المكتبة للتلامذة وأغلقناها على أنفسنا وأدخلنا المجموعة وصرنا ننفض الغبار عنها ونصنفها حسب نوعها، لأن المجموعة كانت غير مصنّفة أو مرتبة وعبارة عن مخطوطات وأوراق شخصية وصور ومجلات، ولأنه لم يكن لدينا وقت كي نصنِّفها. حاولنا التصنيف ولكننا في النهاية وضعناها كلٌ مع بعضها بعد تنظيفها مبدئيا، ثم وضعنا كل نوع في المجموعة على حِدى في عمل استغرق اسبوعا. ثم أخرجنا المخطوطات والصور مجددا وقمنا بتنظيفها. ولدينا “فلتر” (FILTER أو أداة للتنقية) عقب أن نظفنا الصور بأقمشة من القطن، استخدمناه لتنظيف باقي أنواع المجموعة التي “أكلها الغبار” قبل تنظيفها”. ومع كل هذه الاحتياطات، فإن “إحدى الموظفات اضطرت للذهاب إلى قسم الطوارىء في المستشفى بسبب تنشقها الغبار”، كما تروي قيسي.
المكتبة الأميركية متعاونة وجودتها الأولى في لبنان
وعن أكثر المواد التي يطلبها الباحثون من المكتبة، تخبرنا قيسي:”كثيرا ما يطلبون مخطوطات عن الفقه والهندسة والطب، لأن مجموعتنا مهمة، حتى أن هناك مخطوطات للمؤسسين في الجامعة الذين تعلموا اللغة العربية وصاروا يؤلفون بالعربية أيضا بسبب عدم وجود كتب كافية لتعليم التلامذة آنذاك”. ففي العام 2014، “ألقينا محاضرة في ألمانيا، قلنا فيها إن الأساتذة كانوا يدخلون المخطوطات العربية في منهج الدراسة لتلامذتهم في القرن التاسع عشر. فلم يكن الأساتذة يشترون المخطوطات فقط للباحثين بل أضحت جزءا من المناهج الدراسية”.
وعما إذا كانت المكتبة تتعاون وتتبادل مع مراكز دراسات وأرشفة أخرى، تذكر ميقاتي أن المكتبة “تقوم دائما بالتبادل والتعاون، فتأتينا طلبات على الصور والأبحاث الخاصة بالتلامذة وعلى المخطوطات أيضا وعن أشخاص درَّسوا في الجامعة وعن أدوراهم ومؤلفاتهم، وكذلك عن التلامذة وإلى أين انتهى مستقبلهم وسيرتهم الذاتية. كما نوقّع اتفاقيات مع مؤسسات مثل “المعهد الألماني للدراسات الشرقية” (مقره في محلّة زقاق البلاد في العاصمة بيروت)، ولدينا اتفاقية مع “الجامعة اليسوعية” في بيروت، ونتعاون أيضا مع “جامعة الكسليك”. ونرسل الموظفين في المكتبة إلى مراكز مثل “المكتبة الوطنية” لتدريبهم ونستقبل متدريبن أيضا في مكتبة الجامعة، كما استقدمنا مدربة لتدريبنا متخصصة في الأرشفة من فرنسا”.
وترفض قبيسي أن تقارن جودة أرشيف مكتبة الجامعة الأميركية ونوعيتها مع الأرشيف في مكتبات ومراكز أخرى، تكتفي بالقول “هو أرشيف منظّم من أهم الأرشيفات الموجودة في لبنان. عندما يأتي إلينا باحثون يقولون لنا: نبحث في لبنان فنجد أن أكثر أرشيف منظم يقدر أن يساعدنا هو الأرشيف عندكم. ولكن لا نعرف ما إذا كان ذلك مجاملة أو قولا صحيحا”.
___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
لتحميل المقال بصيغة PDF: مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت.. أرشيف تاريخي واقتناء لكل ثمين
___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
اقرأ أيضًا:
- “المركز الوطني للأرشفة والتوثيق” في لبنان تعرّفوا إلى الأرشيف الأصفر
- “دار النمر” ومجموعته الفنيَّة المتنوّعة
- منظّمة “أمم” للأبحاث والتوثيق.. ديوان للذّاكرة اللبنانيَّة
- ذاكرة مصر المتجدّدة.. وأحلام التحوّل نحو الصّناعة الثقافيّة
- أرشيف “المدرسة الصِّحافيّة” مستمرٌ برفد العالم بالمعلومات والصّور
- أرشيف الإذاعة ذو خصوصية وقديمُه يرمز إلى هويتها
- “مركز الدّراسات الفلسطينيّة” أرشيفًا ومكتبة
- “السفير”: مليون ونصف قصاصة صحافية مفهرسة