· في سوريا، اليومَ كلّه فيروز
· ع الزاوية وشوي موسيقا تشبه النخبة
· مثقفون يفكرون يتسلّقون يكذبون يفلسفون يحكمون
· بيوتات دمشق القديمة متاحف الطعام الدمشقي وأشياء أخرى
· قلب المدينة مسكون بالمسيحيين والمسلمين
· ضع أذنك على حجر البازلت تسمع أصوات 35حضارة مرت من هنا
دمشق- ضياء حيدر، علي الديري
ايزابيل أدجاني الفرنسية ما زالت جميلة كما كانت، بفستان أبيض مشدود عند الخصر، لقد بهتت الصورة المنتزعة من مجلة لكن ايزابيل ما زالت فيها جميلة كما كانت منذ عرفتها مسارح باريس أصغر ممثلة ذات 14 ربيعاً من أصول جزائرية، هنا منذ أن علقها خالد عقاد على حائطه وعلق إلى جانبها صورة ملكة هولندا الملونة، “هنا يأتي الكثير من الهولنديين” يقول هذا الرجل الخمسيني المرح الذي ملأ محله بشالات الحرير وبملاءات مطرزة للطاولات وبأغطية شرقية للكنبات.
هنا في سوق العطارين الجميل في حلب، هنا حيث كل شي قديم جميل حتى النجوم هم نجوم زمن مضى قبل قليل، فانيسا بارادايز، من يتذكر فانيسا، هذه المغنية الفرنسية الشقراء الصغيرة بصوتها الرفيع التي كانت تغني “جو لو تاكسي”. خالد يتذكرها ويعتقد أن الفرنسيين سيفرحون لرؤية صورتها هنا عوضا أنه هو أيضا يحبها ولو أنه لم يسمع يوما أغانيها لكن أحد ما أخبره يوما أنها نجمة فرنسية. نمكث في دكانه بعض الوقت ونحن نساومه على أسعار ملاءاته الشرقية.
هناك الكثير من المحال المجاورة التي تبيع مثله الملاءات وربما نفسها لكنه فخور بمحل اعتبره الأكثر جذبا بصور نجومه التي لا يدري على الأرجح أنها أصبحت قديمة بعض الشيء . في أي حال ليس خالد وحده يعيش الزمن متأخرا بعض الشيء، فهل يصدف كثيرا أن تسمع على الراديو “صيدلي يا صيدلي” لعازر حبيب و”لا تهزي كبوش التوتة ما بحبك لو بتموتي” لملحم بركات وسامي كلارك ورونزا.. أغاني الثمانينات، أغاني الزمن الجميل، ليس الجميل تماما، لكنه يبدو انه أجمل على الأقل من زمننا هذا، هنا في سوريا توقف الزمن هنا، عند الثمانينات، أي في الزمن الذي كان فيه لفيروز فقرة تمتد حتى الظهر. اعتقدت بداية أن السائق الذي نقلنا من دمشق إلى حلب كان يحمل شريطا مسجلا لفيروز، لكني اكتشفت في النهاية أنه كان البث الإذاعي الصباحي الذي امتد حتى العاشرة صباحا تقريبا.
صباحات فيروز
من من الإذاعات اللبنانية ما زال يترك لفيروز هذه المساحة، ففقرتها لو ما زالت قائمة فبالكاد تصل في بعض الإذاعات حتى الساعة السابعة صباحا، بعدها يأتي وقت “الحداثة”. أما في سوريا فيكاد لفيروز اليوم بأكمله. وبعد فيروز هناك سامي كلارك ورونزا ونصري شمس الدين…فيروز والسوريون علاقة عشق تكاد تفوق علاقة اللبنانيين بها، ولكنه عشق قديمها تحديدا. أذكر جيدا عندما زرت الشام منذ أكثر من أربع سنوات، كانت زيارة سريعة جدا، أتذكر أني استفقت يومها في بيت من استضافونا، في إحدى الأحياء الداخلية للشام، على فراش أرضي من الصوف، وكان الهواء يدخل خفيفا من النافذة ومعه صوت فيروز، لم أعرف بالضبط من أين يأتي الصوت، كان نقيا جميلا أعتقد أنها كانت تغني “ولع الصيف ودبل الصيف وحبيبي ما لفي..”، خرجت إلى الشرفة لأستنتج أن الصوت ينتشر في الحي بأكمله، لا أعرف من أي منزل يخرج لكنه ينتشر بين الشرفات المتقاربة والتي تخال معها أن بإمكانك أن تمد يدك فتطال فنجان قهوة من يد جارتك، هنا في هذا الحي بزقاقه الضيق الباطوني الذي كانت ما تزال بعض بقعه رطبة من المياه التي شطفت بها مداخل البيوت، كان صوت فيروز يملأ المكان بدعية رائعة. فيروز والسوريون قصة عشق غريبة.
جاز عربي
فحتى زياد الرحباني هو نجم تلك السهرات الرمضانية في فندق الميريديان في الشام، كانت الدعاية تحكي عند باب المطعم عن سهرة مع “جاز عربي” لنكتشف في هذه السهرة أنهم يقصدون بذلك زياد الرحباني، قدمت أغانيه فرقة صغيرة من مغني وعازفين ولكنه أيضا زياد الأول وليس الحديث، “عايشة وحدا بلاك وبلا حبك يا ولد…” و”عهدير البوسطة”…إنه زمن الثمانينات وكحد أقصى التسعينات في سوريا…ما زالت البلاد تعيش وكأن شيئا لم يحصل، وهذا لا يعني أنها لا تعرف نانسي عجرم وهيفاء وهبي، لكن مزاجها ما زال مزاج الثمانينات الذي يحكي عن عالم وردي وعن حب وردي … حتى انه مزاج قد يطبع بشكل خفيف حتى طبقة شبابها الجديدة، فهناك في تلك الأزقة الضيقة لدمشق وحلب القديمتين، بين أسواقها المقفلة ليلا، ترى شبابا يتقاطرون بهيئات عصرية ليدخلوا بيوتا قديمة تراثية تحولت إلى نوادي ليلية أو مقاهي ليلية. بيوت ساحرة ما زالت نقوشها على خشب جدرانها وكنباتها وما زالت بالأدراج نفسها المزينة بالياسمين وبالبركة المزينة بالموزاييك التي تتوسط “الدار”.. هي الصورة المشتهاة نفسها التي رسمها لنا المخرج السوري بسام الملاّ في مواسم رمضان “ليالي الصالحية” قبل عامين وفي “باب الحارة” هذا العام.
بيت جبري
هنا لا يمكنك إلا أن تحلم بأن تكون ابن ذلك الجيل، تسكن هذه الدار الكبيرة، تملك كل هذه المساحة، ولا يمكنك إلا أن تسمع وقع “قبقاب” سعدية (إحدى أجمل بطلات بسام الملا في ليالي الصالحية). هنا “بيت جبري”، من أقدم البيوت الدمشقية من طابقين وثلاث وعشرين غرفة، الذي يعود إلى العام 1737 والذي كان يعود لوالد الشاعر الدمشقي شفيق جبري واشتراه منه محمد طلعت بن نعمان آغا جبري وانتهى به الأمر مهملا مهجورا إلى أن قرر أحد الورثة رائد جبري تحويله إلى مقهى ومركز ثقافي، هنا تتزين جدرانه بقصاصات الصحف العربية والأجنبية العالمية التي كتبت عنه، وعند مدخله سترى إعلان عن معرض وعن حفل موسيقي أو إطلاق كاسيت جديد لموسيقار شاب مجدد بجانب صورة كبيرة لحسن نصرالله، إنه محطة للمثقفين الشباب في سوريا كما لمثقفين عرب معاصرين معظمهم مروا من هنا، وهو المقهى الذي ولدت فيه مثلا أفكار إحدى الأعمال الفنية الشبابية “بقعة ضوء”… هذا المقهى الذي اكتسب شهرة قبل أن يفتتح، حيث أقفل أكثر من مرة بالشمع الأحمر قبيل افتتاحه بسبب شكاوى قدمت من أهالي الحي كما يقول رائد جبري ظنا منهم أن هناك أشياء مريبة تحصل خلف أبوابه بسبب وصول رجال لا يعرفونهم كانوا يشتغلون على عملية الترميم.
أما اليوم فهو المكان المزدحم دائما ولكنه الازدحام الجميل الحميم، “أراجيل” ولعب ورق حتى الصبايا الآتيات لوحدهن يفلشن الورق ويلعبنه هنا. ما عاد “بيت جبري” وحده، هناك الكثير من البيوت التي تحولت ب”أواوينها” (أي باحاتها الداخلية) إلى فنادق ومنها مثلا أيضا مطعم “القصر الأموي” في دمشق القديمة الذي كان يوما مصبغة تحت الأرض وحوّل إلى مطعم، هو أشبه بمعرض تراثي منه بمطعم، المعروضات من حلى وثياب وصناديق خشبية ولوحات وكل ما يخطر في بالك من اكسسوارات ، كتب على زجاجاتها “يرجى عدم السؤال عن الأسعار للعرض فقط”. فالأسواق القديمة مليئة بما يشترى، فجميعها أشبه بمتحف، الأقمشة والفضيات واللوحات تجدها معروضة في الطريق.
مثقفون ـ نون
فجأة عند منعطف إحدى هذه الأزقة الضيقة تلمح محلا صغيرا سماه صاحبه عصام الشاب الجم الأخلاق والذوق ب”ع الزاوية وشوي”، هنا ستجد الملصقات لشباب سوريين وعرب مجددين في الموسيقى وفي السينما، هنا ستجد لهم أشرطة و”سي.دي” كما ستجد ما لن تجده في المحلات الشعبية من أفلام عالمية نخبوية ولكنها هنا منسوخة لأن سعرها الأصلي باهظ الثمن قياسا لفارق العملة في سوريا. إنه المحل الذي يمثل مزاج الجيل السوري الشبابي الجديد. قلنا لعصام سمعنا شيئاً يناسب ذوقنا نحن المثقفين، فأدار لنا أسطوانة زياد الرحباني (مثقفون – نون)
مثقفون يفكرون بانتظام يشرحون يحللون مفاصل الأزمات
يتسلّقون الألف ينبطحون – نون
مثقفون قلقون ينتظرون الحزن و الجنون
حتى في الأعماق يكذبون يفلسفون العجز يرتاحون
لو بيروحوا يرتاحوا يحلوّا عنا شوي
يموتون بالمال يموتون
مثقفون يغتالون كل فكر وفنون
ففي الجرائد هُمُ الحاكمون
ارتبكنا قليلاً، وقلنا له نحن لسنا مثقفين فهمتنا غلط، نحن صحفيون، فرد علينا بلهجة ساخرة (مثقفون حتى في الأسماء يكذبون يفلسفون مسميات الأشياء نوووووون)
قلب الشارع
بعض الأزقة ضيق لحد لا يتسع إلا للمشاة وبعضها يتسع بالكاد لسيارة، هنا يبدو مشهد السيارة المخترقة شوارع الشام القديمة غريبا، شيء من انفصام الشخصية. عند زاوية إحدى هذه الأزقة ستجد كنيسة حنانا، هنا حيث عمَّد القديس يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) بولس الرسول الروماني الجنسية كان من اليهود المتطرّفين الذين اضطهدوا المسيحيين بعنف، ثمّ ادّعى أنه بينما كان يسير في طريقه من مدينة القدس إلى دمشق لإلقاء القبض على بعض المسيحيين، آنس في الطريق نور عيسى عليهالسلام، فاعتنق المسيحية، ونشر المسيحية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، ووجّه رسائل إلى حديثي العهد بالمسيحية، نُقل بعضها في العهد الجديد.
عندما ترى كيف تنحشر هذه الكنيسة كنيسة حنانيا عند زاوية الزقاق القديم، لا يمكنك إلا أن تتخيل مشهد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كيف تمكن من دخول هذا الزقاق الضيق مع كل الحشود التي تلحق به عندما زار سوريا في مايو 2001. وهو أول بابا في التاريخ تطأ قدماه مسجدا في بلد مسلم، وذلك حين دخل المسجد الأموي ليزور مقام يوحنا المعمداني.
هنا المسيحية تدخل في قلب المدينة بشكل حميم قد لا تعرفه أي من الدول العربية، لأنها هنا غير معزولة، فهذه الكنيسة تأتي في شارع مسكون بمسلمين ومسيحيين، لونها رمادي ككل المدينة أو ككل البلاد. فأول ما يسيطر عليك عند دخولك حلب أو الشام أو حتى المرور بحماة وحمص، هو الشعور الهائل بالتاريخ، البيوت القديمة والأسوار والقلاع والمساجد والكنائس، كلها بات لها لون رمادي، لون القدم، لون سيطر على كل البلاد، حتى إنك قد تخال أن للسيارات لونا رماديا. أما لهذه السيارات وسائقيها في هذه البلاد قصة غريبة أيضا، ليست الزحمة الخانقة هي القضية بل السائقين الذين يقودون رافعين الكلفة بالكامل مع الطريق ومع بعضهم البعض، فالسيارات أشبه بكتلة واحدة متلاصقة، لا يبقي السائق بينه وبين السيارة التي تلحقه سوى بضعة سنتيمترات غير كافية لمرور الهواء، وكأن ذلك جزء من “قروية” أو حميمية تصبغ كل شيء هنا. قروية قد تبدو هنا مستهجنة لكنها جميلة في مكان آخر، في تلك الأسواق التي تتقدم نحو الطريق، في سوق الحلوى في الشام، هنا في رمضان، تنزلق طاولات الحلوى إلى الطريق، تنتشر رائحتها في المكان، ويتسابق العاملون فيها إلى تقديم بعض قطع منها باليد، عليك أن تقبل هذه الاستضافة وإلا لبدوت “جلفا” لا تناسب مزاج هذا الشارع الجميل السخي المضاء.
البازلت الأزرق
جبال البازلت السوداء أو الزرقاء كما يرها أحد نقاد محافظة السويداء هي الباب الذي تدخل منه إلى الجنوب، والباب ليس مدخلاً فقط لكنه هوية أيضاً، البازلت هو الهوية الطبيعية للجنوب في سورية.
البازلت صخر صلد مقاوم للتآكل يتكون أساسا من الاوليفين الفلسبار والبيروكسين. وفي حالات نادرة قد يحتوي على كميه قليله من الكوارتز. لونه أسود أو رمادي داكن وتكوينه البلوري غير كامل
ولأنه هوية، فلم تجد السينما السورية أكثر منه بلاغة في تعريف هوية هذا المكان، تطلب سلمى في فيلم (اللجاة) لرياض شيا من حبيبها عبد الكريم أن ينام ويضع أذنه على الصخر البازلتي الأسود مصغيا للأصوات السرية الغامضة والقادمة من الأعماق, مستذكرة ما كانت تقوله لهم جدتها عندما كانوا أطفالا.
وقفنا عند (تل شيحان) الذي يقع على حدود بلدة شهبا من الجهة الشمالية وهو عبارة عن طف بركاني أسود اللون، ارتفاعه 1035 م وقد بني في أعلى قمته مبنى ضخم يمثل مزارا لأحد الأولياء الصالحين. هنا أمامنا حفرة واسعة وعميقة كأنها وادٍ سوادها أو زرقتها مخيفة، أخبرنا الدليل السياحي أنها ليست حفرة طبيعية، إنها مقالع أحجار بازلتية، عند هذا التل انطلقت الثورة العربية الكبرى المقاومة للاستعمار الفرنسي، وهنا تم تصوير كثير من المسلسلات السورية.
استخدم الرومان البازلت الخفيف لصنع سقوف المعابد والأبنية الإدارية والمسارح. فالمدرج الروماني في شهبا الذي يتسع لألفي شخص مبني من الحجر البازلتي. كما أن الطريقين الرئيسيين المفضيين لداخل المدينة من الحجر البازلتي.
بعض فناني محافظة السويداء كما يشير تحقيق صحفي مثير قام به مؤخراً ماهر عزام، طالبوا بالعودة إلى استخدام الحجر الأسود في المباني الحكومية الحديثة.
ويذكر الناقد والفنان التشكيلي جمال العباس وهو يصر على أن هذا الحجر ليس أسود إنما يميل إلى اللون الأزرق وفق جمالية لونية خاصة جدا, وهو يلفت إلى أن هناك عودة خجولة لاعتماد هذا الحجر في الأبنية الحديثة.
هنا رؤوس الجبال والتلال والمباني سوداء أو زرقاء، لكن رؤوس الفتيات كلها بيضاء، فهنا كما يقال أجمل فتيات سوريا.
بعد خروجنا من شهبا ونحن في الطريق إلى بصرى كان تمثال السلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى 1925 يتوسط الطريق، التمثال هو أكبر منحوتة بازلتية ويبلغ ارتفاعها أكثر من مترين وصاحبا هذه المنحوتة هما معروف شقير وشفيق نوفل. هنا التاريخ مصنوع من البازلت، وحكاياه كلها مودعة فيه. ضع أذنك على أي حجر بازلتي في الجنوب وستسمع كل الذين مروا من هنا.
مدن تشبه تاريخها
كل الشام مضاءة كل البلاد مضاءة، إنها واحدة من ميزة هذه البلاد الليلية، الليل هنا ساحر، إن كنت تخبره من هضبات المدينة العالية أو من داخلها، عندما تخترق الشوارع القديمة في الليل، هناك حيث ستلتقي في الأزقة بالذاهبين مشيا إلى المقاهي يمرون تحت الشرفات الجميلة القديمة للبيوت المسكونة ولكن التي تغرق في هدوء غريب بعد العشاء، أو قد تشاهد أحدهم ينبش برميل الزبالة في الليل فيصرخ في وجهك لأنك التقطت له صورة. لكن على بعد خطوات، سيضحك لك السكاف عندما سيضبطك تسترق له صورة ويسألك عن موعد نشرها، لقد قاربت الساعة الثانية عشر ليلا، وهو ما زال يعمل في محله الصغير ببابه الخشبي الجميل، معه ولد صغير قد يكون ابنه على الأرجح، هنا ما زال للسكافة معنى، ما زالت حرفة صناعة الحذاء وليس فقط تصليحه.
لكن المدن ليست كلها قديمة، هناك شام الحديثة وهناك حلب الحديثة ، ولكن ما يبدو مذهلا هو محافظة البيوت الحديثة حتى على احترام الشرفات، الشرفات في هذه البلاد هي الهوية الحقيقية، رحبة مزينة بالزهور ، تزينها دائما درابزين حديدية أو خشبية دائما ذات طابع تراثي.
في الرحلة إلى سوريا، هذه التي قادتنا إليها وزارة السياحة السورية في إطار تنظيمها مهرجان درب الحرير، في هذه الرحلة لم يكن تاريخ تلك المدن التي مررنا بها والتي كانت تشكل خط سير قوافل الحرير الآتية من الشرق لتنتشر في العالم، لم يكن أكثر سحرا من هذه المدن في صورتها اليوم، لأن هذه المدن ما زالت تشبه كثيرا تاريخها، لها لون وطعم خاص، لن تعرفه إلا إذا زرت هذه البلاد واشتريت الصابون من أسواقها واستمعت إلى محمد ابن الحادية عشر يؤذن في محراب قلعة الحصن. سوريا هي البلاد التي ظلمت نفسها ربما أو ظلمها العالم. بلاد ينصح بها لمن تقطع بهم الأزمان مسرعة ويريدون أن يتوقفوا قليلا ويلتفتوا إلى الوراء، أو ببساطة لمن يريدون أن يتوقف الزمن بهم قليلا.