ملف بروفايل عبد الرحمن النعيمي في جريدة الوقت pdf
عزيزي علي – أنا أمل النعيمي – قرأت في دروب عن نية بروفايل صحيفة الوقت إصدار عدد عن والدي، هل بإمكاني المساهمة؟ ومتى آخر وقت للتسليم؟ إن قبلتم مني المشاركة، كل المحبة لكم، فأنتم رحيق الورود.
أنا: أوه أمل. هذا كثير منك. ممتن كثيرا لتعاليك على الألم. بانتظار قلب مساهمتك. اكتبي أرجوك عن شق سيرة هذه الأبوة وتاريخ طفولتك معها.
في مساء اليوم الثاني، يصلني مسج من أمل: مساء الخير لا أدري ما أصابني عندما شرعت بالكتابة اجتاحتني أفكار سوداء، لذا أعتذر عن المشاركة وما كتبته كان لك نصيب من الشكر لأنك شحذت همتي، آسفة، فقد كنت كريما معي.
أنا: هل تعرفين يا أمل أن الكلمة مشتقة من الجرح، لذلك فالكتابة التي هي كلمات منتظمة في خطاب، هي شق لوجود خاص من وجودنا العام في هذه الحياة. أنت كنت بكتابتك تشقين سيرة من أعظم سير شخصياتنا الوطنية، سيرة شقت وجودنا الاجتماعي والسياسي الساكن فجعلته في حراك لا يعرف الهدوء، بكتابتك ستجعلينها تتكلم لنا. ما انتابك هو دماء هذه الشقوق فلا تتروعي، لن يكون هناك أكثر منك قدرة على فعل ذلك.
هل تصدقين حتى المسجات تشق قلوبنا! كتبت لك وأنا أقود السيارة وكل جسدي يهتز لفرط ما أوقعته الكلمات فيَّ من جروح.
في اتصال لاحق، أخبرتني أمل أنها كتبت شق السيرة لكن هناك ما يجعل شهادتها غير مهيأة بعد للنشر، هناك قلب أمها النابض بجنة النعيمي، لا يحتمل بعد شهادة الكلام، لفرط ما يحمل من محبة، ذاكرتُها أحمالٌ، تنوء بها الأوطان.
حتى الآن أنا لم أقابل أمل النعيمي لكن سيرة أبيها التي هي محل إجماع وطني، منحتني كما منحت هذا الوطن ملتقى عابراً للطائفة وللعرق وللقبيلة. لم أقابل أمل لكني التقيت بها عبر سيرة أبيها.
قالت لي أمل اتصل بأمي، فهي أقوانا وأكثرنا صبراً، قلت لها أخاف أن تحرجني لفرط ما تحمل من محبة، فاللحظة مشدودة الأعصاب، قالت لي: لا تخف فهي أوسعنا رحابة.
بقيت ثلاثة أيام متهيباً، وحين تجاسرت، جاءني صوت عائشة صغرى النعيمي، للوهلة الأولى شعرت أن رحابة صوت أمها الذي لم أسمعه بعد يجري فيها، استعدت كلام منى عباس وفضيلة المحروس وجبار الغضبان عن اتساع الأمل الذي يجري في صوت أم أمل.
قلت لأمل: أمك تلازمني طيلة هذا الأسبوع، كأني أراها كأني أتحدث معها، كأني طالب سبعيني ذهب شقتها يحمل حلم وطن لا يأتي، فتخفف عنه بما يأتي من جهة أملها بدلال مترف العطاء.
أم أمل، بروفايل هذا الأسبوع يقدم هذه الحلقة تحية لكِ واحتفاء بقلبكِ الذي يسع وطناً لا يرجف فيه الأمل.