حوار مع الشيخ محسن آل عصفور: سيرة عمدة كتاب الأخبارية الفقهي «الحدائق الناضرة»

من لوحات ملف الأصولية والأخبارية

يطيب للشيخ محسن العصفور لقب ‘’صقر آل عصفور’’ الذي أطلقه آل عصفور عليه، ويطيب لي أن أسميه ‘’صقر الأخبارية’’ فهو من صقور الأخبارية المتشددين، فلغته مشحونة باليقين الأخباري، والأخباريون لا يركنون إلا لليقين القاطع، لذلك فلغته قطعية اليقين دوماً، لا تعرف المواربة ولا المجاملة ولا الإيماء، ولا تحتاج إلى أن تستنتج ذلك، فهو لا يكف عن القول إنه لا يخشى في أخباريته لومة لائم. شديد دوماً في مواقفه وقاطع دوماً مع المختلفين معه، وعلى الرغم من إفراطه في اليقين إلا أنه لا يعرف السكون الذي يمنحه اليقين الأخباري، فهو مليء بالحركة والنشاط، مشاريعه أكبر من شخص وليست أقل من مؤسسة، فاجأني بحجم مركزه الذي أطلق عليه ‘’مؤسسة مجمع البحوث العلمية’’ ويستعد قريبا لافتتاحه، كما أنه يعمل حالياً على تأسيس جامعة الشيخ حسين العلامة في مقر حوزته التاريخية في الشاخورة. في هذا الحوار الذي ننشره على ثلاث حلقات، يقدم الشيخ محسن، حديثاً مطولا حول جهوده العلمية في إعادة نشر التراث الأخباري.
بروفايل : تبدو اليوم أنت الأكثر اهتماماً بالتراث الأخباريةالذي كان موجوداً في مدرسة البحرين الأخبارية منذ القرن الثامن عشر الميلادي، كيف تولد لديك هذا الاهتمام؟
– ليس هذا الاهتمام وليد الصدفة ولا وليد ظروف خاصة وإنما بحكم الامتداد الرسالي والوظيفة التي تنوء بها رجالات هذه الأسرة جيلاً بعد جيل بفضل من الله تعالى وتوفيقه وكوني من سلالة العمود الفقري العلمي لهذه الأسرة في هذه المملكة من الطبيعي أن نشهد توارثا للزعامة الدينية بدرجاتها المختلفة، ونحظى باهتمام وعناية وتوجه الرأي العام والخاص، إن أسرة آل عصفور هي أكبر أسرة علمية أنجبتها البحرين، وقد ناهز العهد العلمي لهذه الأسرة الأربعة قرون وانتشر الكثير من رجالاتها العلمية في ربوع العالم الإسلامي في إيران والعراق ودول حوض الخليج وأنجبت أكبر زعامتين دينيتين ومرجعيتين عالميتين أولهما المحقق الشيخ يوسف وثانيهما ابن أخيه جدنا العلامة الشيخ حسين قدس الله نفسهما الزكية، وكان لهما دور كبير في إثراء المكتبة الإسلامية وإيجاد نقلة في تاريخ الفقه الإسلامي الشيعي، ومن الطبيعي أن يفرز هذا الواقع، وراثتنا لهذه المسؤولية، وهذا العبء وهذا التراث حيث مازلنا نعني به جيلاً بعد جيل وبحمد الله قد تهيأت لي من الظروف ما لم تتهيأ لغيري، وهذا يجعلني أكثر عبئاً وأكثر مسؤولية.
بروفايل: لكن يبدو في لحظتك بدأت العناية أكثر قوة في بعث هذا التراث..
– لقد قمت منذ السنوات الأولى من الدراسة في مدينة قم بجمع ما نتمكن من جمعه من المكتبات الخطية من تراث علماء البحرين من مكتبة السيد المرعشي والسيد الكلبايكاني ومسجد الأعظم ومكتبة الحضرة الرضوية في مدينة مشهد ومكتبة مجلس الشورى بطهران وذلك للتمهيد لتحقيقه وطبعه ونشره.
بعث تراث الأخبارية
وقد تمكنت بحمد الله من تحقيق ست مجلدات من الموسوعة الفقهية (الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع)، ورسالة الأشراف في المنع من بيع الأوقاف، ومحاسن الاعتقاد، وشارحة الصدور (منظومة في الأصول الخمس الاعتقادية) وكتاب سداد العباد وكنز المسائل للشيخ عبدالله الستري، وقد طبعت، وهي متداولة في الأوساط العلمية وان شاء الله سنسرع الخطى بعد إنشاء مؤسسة تحقيق ونشر خاصة تعنى بنشر تراث علماء آل عصفور.
جمعت فهارس أكثر المكتبات الخطية في إيران وتم جردها واستخراج أسماء وأرقام إيداع الكتب الخطية الخاصة بتراجم علماء البحرين، معجم تراجم علماء البحرين يزيد على العشرين مجلدا. لقد بدأ شغفي بمطالعة كتب تراث أعلام أسرتنا قبل سن الخامسة عشرة وكان لي رغبة ملحة أن أسجل إضافة مهمة لهذا الكتاب تلحق بالأصل، وأول ما خطر ببالي بعد الالتحاق بحوزة قم في السنة الأولى هو اختصار هذه الموسوعة لتكون رسالة عملية يرجع إليها مقلدو الشيخ يوسف وكذلك سائر طلاب العلوم الشرعية عند محاولة فهم فتوى الشيخ يوسف في المسائل المختلفة عند النقل عنه.
ثم خطر ببالي بعد حوالي خمس سنوات تأليف المقدمة الفاخرة لكتاب الحدائق الناضرة، وأنهيت بحمد الله ثلاث مجلدات منها في فترة قياسية لا تتعدى خمسة الأشهر وقد طبعت المجلد الأول منها آنذاك وبعد اشتهار خبره في الحوزة ونشر مجلة الحوزة مقالاً عنه بالمدح والثناء أرسل الي الشيخ علي إسلامي مدير قسم النشر بجامعة المدرسين لإبرام اتفاقية لطباعة الكتاب والحاقة بالأصل الحدائق في طبعات الحدائق المستقبلية بل وإبرام اتفاقية لإعادة تحقيق كتاب الحدائق من جديد بعد نشر مجلة مرآة التحقيق (آينة بجوهش) لمقال لي حول الأخطاء المطبعية والتخريجية لطبعة النجف والتي تتولي جامعة المدرسين إعادة طباعتها بالأفست كلما نفذت نسخها.
ويتناول المجلد الأول مقدمة عن تاريخ الفقه ونبذة عن تاريخ أسرة آل عصفور واستعراض العهد العلمي لهذه الأسرة الذي نبغ فيه جمع من رجالات هذه الأسرة وعلى رأسهم الشيخ يوسف وابن اخيه الشيخ حسين وتناول الظروف التي تزامنت مع عصره وما جرى عليه من تنقلات وارتحال من البحرين مسقط رأسه إلى القطيف أولاً ثم إلى ايران واستقراره في شيراز ثم هجرته إلى فسا والاصطهبانات ثم إلى بهبهان ثم إلى كربلاء والاستقرار فيها حتى الممات وكذلك ذكر أساتذته وتلامذته والعلماء المعاصرين له ونقل كلمات الثناء عليه في كتب التراجم.
وأما المجلد الثاني فيتناول شخصية الشيخ يوسف العلمية في خطوطها العامة والتفصيلية ونظرياته بشكل مختزل مستنداً إلى عباراته في كتبه مع ذكر النص والمصدر والإجابة عن الكثير مما أثير حول شخصيته من تساؤلات وشكوك خصوصاً عدوله عن مسلكه الأخباري في الوقت الذي كان فيه الزعيم الأوحد للمدرسة الأخبارية في مدينة كربلاء بلا منازع وكانت تشد له الرحال من الدول والحواضر العلمية للتتلمذ عنده. وتمّ الكشف لأول مرة بالتفصيل ما جرى عليه في آخر حياته من تآمر واضطهاد على يد الوحيد البهبهاني وما قام به الأخير من وشاية لحاكم كربلاء والاستعانة بمدد من الجند لمنعه من التدريس في الحرم وصرف الناس عنه بالقوة وفرض الإقامة الجبرية عليه ثم تسفيره إلى قرية المسيب على بعد سبعين كيلومتراً حيث قضى آخر أيامه فيها، ولا يبعد أن دس إليه السم للقضاء عليه بعد فشل كل الوسائل في منع الارتباط به وقصة دفنه بالقرب من ضريح الإمام الحسين تحت قبته في الحرم الحسيني.
والمجلد الثالث دراسة مفصلة عن كتاب الحدائق ومنهجيته ومصادره وما امتاز به من منهجية ونسخه وأماكن وجودها في المكتبات الخطية وطباعاته.
وأما المجلد الرابع فهو شرح وتعليق على المقدمات الاثنتي عشرة التي وضعها الشيخ يوسف في مقدمة كتابه الحدائق لبيان الفرق بين الأصوليين والأخباريين والانتصار لمنهج الأخباريين الذي سيعتمده في منهجية استدلاله وقوة تمسكه بمنهج أئمة أهل البيت المأثور.
ولكن حدثت مستجدات متسارعة في تلك الفترة حالت دون إنجاز جامعة المدرسين لتلك الأمنية التي كنت أطمح إليها وهي طباعة كتاب الحدائق بتحقيقي وتعليقي مع مقدمتي الفاخرة وتتمة جدي الشيخ حسين لـ(عيون الحقائق الفاخرة) في دورة متكاملة في واحد وثلاثين مجلداً كما كان متفقاً عليه.
تقرير سبحاني
إذ اتفق في تلك الفترة أن أعلنت جامعة طهران عن دراسة ماجستير في التاريخ محوره دراسة عن حياة الشيخ يوسف البحراني ومنهجه العلمي، وباعتبار ان الجزء الأول كان مطبوعاً ومتوافراً في قم فعمد بعض طلاب تلك الجامعة من مشائخ الحوزة إلى الاتصال بي لطلب تصوير بقية الأجزاء للاستفادة منها في تحضير رسالاتهم لطلب الماجستير واختصار الطريق على أنفسهم، فأخبرتهم بأن جامعة قم ستقوم بطباعته.
وستكون هناك زوبعة لأن الكثير من الحقائق التي طمست وتمت المغالطة فيها سيتم الكشف عن زيفها وحقيقتها، بالمصادر والأرقام فبلغ الخبر إلى مدير قسم النشر الذي طلب سحب الكتاب من قسم الصف وإحالة أجزائه إلى لجنة الرقابة العلمية والتي من ضمن أعضائها الشيخ جعفر السبحاني والشيخ محمد المؤمن عضو مجلس الخبراء وبعد شهر تم إرسال التقرير من هذين الشخصين، وقد منعت من الاطلاع عليه باعتبار انه سري وشأن داخلي وتم تسريب ما تضمنه عبر احد الموظفين حيث زرته على انفراد وسمح لي بقراءته دون أخذه معي أو تصويره، وقد قرأت فيما ورد في تقرير الشيخ جعفر السبحاني أن الكتاب مهم وجدير بالطبع لكن ينبغي حذف بعض الأمور التي تثير الحساسية وان كان ما فيه من حقائق لكن ليس كل ما يعلم يقال.
وقرأت فيما ورد في تقرير الشيخ محمد المؤمن أن الكتاب تضمن أموراً مهمة ولكن طلب حذف مواضع علمت عليها باللون الأحمر في النسخة المرفقة بهذا التقرير، خوفاً من إثارة الشكوك بالمسلك الأصولي والطعن فيه، وقد أبدى خشية من طرحها كي لا يعود مجد الأخبارية في حوزة قم.
وقد شاهدت تلك العلامات بالخط الأحمر حول المتون المطلوب حذفها وبعد مراجعة المدير الشيخ علي الإسلامي، سلم لي نسخ الكتاب الأصلية بخط يدي وطلب مني حذفها كشرط لطباعة الكتاب، فرفضت حذف الجميع، وبعد مراجعة أخيرة حول الموضوع عرضت عليهم حلاً وسطياً وهو أن يطبع الكتاب بالنحو الذي طلبوه، لكن يسمح لي بطباعة الكتاب بالنحو الذي أريده بدون حذف، وذلك بأن لا يكون لهم حقوق الطبع.
ولكن تزامن في تلك الأيام فترة الانفراج السياسي في البحرين والسماح لجميع المبعدين والمهاجرين الذين مضى عليهم أكثر من عشر سنوات فعدت إلى البحرين وانقطع التواصل معهم وتجمد الاتفاق برمته.
وبعد سنوات حدثت هناك حركة تغييرات في أكثر الجهاز الإداري ولم أراجعهم حول الموضوع حيث توقف نشاط قسم الطبع في جامعة المدرسين بالكامل وتوقفت طباعة كتاب الحدائق مضافاً لغيره.

من لوحات ملف الأصولية والأخبارية

بروفايل: أين هي اليوم الطبعات الأولى من كتاب الحدائق؟
– من الأمور المألوفة القديمة التي جرت عليها العادة بين العلماء في الحواضر العلمية أن الكتب لا يتم استنساخها وتداولها في حياة مؤلفيها، ولا تشتهر إلا بعد وفاة المؤلف، أما كتاب الحدائق لأهميته العلمية وكونه أول كتاب استدلالي موسع يحوي الأقوال والأدلة ومناقشتها في تاريخ الفقه الشيعي ويتناول الموضوعات بشكل استدلالي مسهب، هذه الطريقة لم تكن معهودة قبل تاريخ الشيخ يوسف، فقد عني النساخ بنسخه ونشره عناية كبيرة كما طبع طبعة حجرية منقحة مضبوطة في سبع مجلدات في مدينة تبريز الإيرانية قبل أكثر من مئة سنة ويرجع السبب في ذلك إلى أن الشيخ يوسف يعد رائد ومؤسس الاستدلال الشيعي من أوسع الأبواب حيث تميز منهجه بالدقة العلمية المتناهية في تحري نشأة الفرع الفقهي واستقصاء أدلته وتتبع من اختاره من المعاصرين والمتأخرين ومتأخري المتأخرين على حد تعبيره.
تتمة الحدائق
وكان أول المقتفين لمنهجيته تلك، هو ابن أخيه و تلميذه جدنا الشيخ حسين إذ أكمل بوصية منه، ما تمكن من إكماله من كتاب الحدائق الناضرة، تحت عنوان ‘’عيون الحقائق الفاخرة في تتمة الحدائق الناضرة’’ وقد طبع في مجلدين وشرع في تدوين موسوعاته الاستدلالية الضخمة كالسوانح (سبع مجلدات خطية) والأنوار اللوامع (أربعة عشر مجلداً) والرواشح الذي لو قدر له الإكمال، لأصبح أعظم كتاب فقهي في تاريخ الإسلام، و لو طبعت أجزاؤه الطباعة الحديثة، لكانت في حدود ثلاثين مجلدا، وهو بعد في الطهارة وبداية أحكام الصلاة، ولو قدر له الإكمال حتى نهاية كتب الفقه، لنافت أجزاؤه على المئة مجلد.
وكذلك اقتفى أثره كل من جاء من بعده من الفقهاء الموسوعيين من أمثال صاحب الجواهر المعروف الشيخ محمد حسن النجفي في كتاب الجواهر في شرح شرائع الإسلام ومفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة للسيد محمد جواد العاملي.
بروفايل: ألم يبلور الأصوليون منهجا استدلاليا قبل الشيخ يوسف بكثير؟
– التراث الفقهي الشيعي ككل مر بمراحل متعددة حتى وصل إلينا، ولدينا محاولات جديدة وجادة لدراسات مفصلة عن المراحل التي مر بها منذ عصر النص الأول والنهاية التي وصل إليها في عصرنا هذا، وكيف بدأ بسرد النص الروائي معنعناً بالأسانيد ثم من دون أسانيد ثم بدون قائله ممن روي عنه من أئمة أهل البيت.
كما المقنعة للشيخ المفيد والنهاية للشيخ الطوسي، ثم توسع الكتب الفقهية وعناوين الأبواب والمسائل والتفنن في الاختصار والترتيب والتبويب كما في كتاب الانتصار للسيد المرتضى والمراسم لابن سلار ثم نشأة فقه الخلاف والمقارنة مع المذاهب المخالفة والتي بدأها شيخ الطائفة الشيخ الطوسي.
وبلغ ذروتها العلامة الحلي في كتاب الخلاف وتذكرة الفقهاء ومنتهى المطلب وتحرير الأحكام وظل المنهج الفقهي يتعدد ويتنوع حتى بدأ المنهج الاستدلالي يتوسع بين فقهاء المذهب أنفسهم وتصديهم لمناقشة بعضهم البعض فيما اختاروه والانتصار لما يختارونه بالاستدلال عليه.
كل هذا التراث على تنوعه ومراحل توسعه يوجد اليوم في متناول أيدينا وعند الاستقراء السريع لجملة ما صنف، ننتهي إلى انه لا يوجد كتاب قبل الحدائق تناول الفقه الاستدلالي بهذه الطريقة وهذه السعة مضافاً لعرض معاني الروايات ودلالتها على ما يستدل عليه من أحكام ويستفاد منها من وجوه بغض النظر عن كونها أصولية أو إخبارية، بل ومحاكمة الطرفين الأخباريين والأصوليين إن تبين أن أحداً منهم خالف الدليل وتنكب عن الصراط وانحرف عن الجادة.
بروفايل: لماذا لم يكمل الشيخ حسين دورة الحدائق الفقهية كما أوصاه الشيخ يوسف؟
– لقد أكمل بعض مباحث لواحق كتاب النكاح وأنواع الطلاق والفراق من الظهار واللعان وبقية أحكام ما يتفرع عليها من الأحكام في مجلد تحت اسم (عيون الحقائق الفاخرة) في تتمة الحدائق وقد شرع فيه من الموضع الذي انتهى إليه قلم الشيخ يوسف في كتابه الحدائق.
وقامت جامعة المدرسين بطباعة هذه التتمة في مجلدين وقد الحق بموسوعة كتاب الحدائق وقد طلب مني أن أقدم له، فقدمت لتلك الطبعة مقدمة مختصرة طبعت في أول الكتاب.
وقد حال بينه وبين إكمال بقية الكتب الفقهية الأخرى حسب تسلسل التبويب المعهود حتى نهاية كتب الفقه استشهاده على يد الغزاة العمانيين بتاريخ 21 شوال سنة 1216 هـ بعد أن احتلوا البحرين سنة 1215 هـ.
وقد عثرنا على نسخة الأصل من المجلد الأخير من كتاب الحدائق، وتلك التتمة بخط كل من الشيخ يوسف وخط الشيخ حسين قدس سرهما.
وسنحضرها، ليتم عرضها -إن شاء الله تعالى- في مركزنا الثقافي الذي نحن بصدد إكماله وافتتاحه في القريب إن شاء الله تعالى.

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=86604

اترك تعليقاً