علي الديري

“أميستاد” الأرشيف

يقول المفكّر الألماني فالتر بنيامين: “لا توجد وثيقة للحضارة إلا وبجانبها وثيقة للبربرية”. هكذا يعمل الأرشيف، يستحضر جيرة الأضداد، يضعها وجهًا لوجه، لتتمحّض الحقيقة من هذا التقابل. من يعمل على جانب واحد في التاريخ، يكون قد أحرق ببربرية الحقيقة، وهنا يتبدّى صراع الأرشيف مع السّلطة، هي تريد أن تسيطر عليه وهو يريد أن يكشف جنباتها التي تَسْتَعِر… المزيد

مكر الأرشيف

  يشبه الأرشيف في استخدامه مفهوم (Pharmakon) عند الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، الذي يعني (الدواء، السم، العلاج، الترياق)، فالأرشيف قد يستخدم دواء للذاكرة، وقد يستخدم سُمًا لقتل جماعة، وقد يكون علاجًا لإنهاء حقبة زمنية والتصالح مع أحداثها، وقد يكون فتنة تخرج رأس الشيطان لتستأنف دورة صراع جديدة، وقد يكون في لحظة لوحة شرف تُعلي من شأن أفراد،… المزيد

“من دون وثائق ينتفي وجود المرء أيضًا”

  كي لا ينتفي وجودنا ولا تنتفي الحقيقة ولا تنتفي جهود الذين يشتغلون في الوثيقة، تأتي (أرشيفو). أردناها شاهدة على وجودنا حيث ما كان، وكيف ما كان. حيث كان في الهامش أو في السلطة، وفي الحاشية أو المتن، وكيف كان ظالماً أو مظلوما، ومتقدماً أو متأخراً، ليست مهمة الأرشيف أن يجمل الحقيقة، بقدر ما مهمته حفظها وقولها… المزيد