أرشيف التصنيف: مقالات

الدرك الأردني.. وحجة رجل القش

أقرّت وزارة الداخلية البحرينية بوجود قوات من الدرك الأردني في البحرين، وكذلك فعلت عمّان. أحد لم يستطع تكذيب الوثائق التي نشرها موقع «مرآة البحرين»، والتي تثبت بالدليل القاطع وجود وحدات من الدرك الأردني في الأجهزة الأمنية البحرينية

متابعة قراءة الدرك الأردني.. وحجة رجل القش

ينابيع «الخواتم»

يعرف صديقي، الفنان التشكيلي البحريني عباس يوسف، عشقي لـ «خواتم» أنسي الأسبوعية، في جريدة «الأخبار». ويعرف أكثر أن مرسمه، هو مكاني المفضل لقراءتها. في حروف أنسي دوماً الجمال والحب، وأجدهما دوماً في مرسم عشتار ورباب، وهما المكانان اللذان يرسم فيهما أبوصبا.

متابعة قراءة ينابيع «الخواتم»

الميدان يستعيد صورته

عندما شاهدت أماسيل (10 سنوات) صورة غاندي مطبوعة على الورقة النقدية الهندية، كان سؤالها بديهياً: «ليش، ما عندهم ملك؟»، ليأتي الجواب: «لأن ليس لديهم ديكتاتور». تحرّرت الورقة الهندية من صورة الديكتاتور، بعدما أسقطه نضال غاندي للديموقراطية. ويوماً ما، ستسقط الديكتاتورية من أوراقنا النقدية، وتحل محلها صور الذين حررونا منها، وحينها سنعرف كلفة التحرير الباهظة. المصورون، كما الكتّاب والشعراء، ارتبط معظم تاريخهم ببلاط السلطان، كانوا صوته وضوءه وإيقاعه، ولم يتحرروا منه إلا حين تحررت ميادينهم العامة، فصار عندهم بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة).

متابعة قراءة الميدان يستعيد صورته

جدتي سلامة سلوم

2013-04-26-115900.jpeg
علي ولد سلوم*
“إنها زهرة في حديقة الله، خسارة لنا ومكسباً للجنة”
جدتي (سلامة) التي وسع قلبها كل العالم، انتقلت إلى سعة الله.ما أضيق الأشياء بعدك، وما أوسع الأشياء معك.
كنتُ الأقرب لقلبها ولم أكن الأبر بها، الأبعد عن سماع أنفاسها الأخيرة وهي الأكثر انتظاراً لإسماعي إياه، ظلت تنتظرني كثيراً، أعدها أن الأيام المتبقية قليلة، ولم أكن أعلم أنها تقيسها بقلبها كما اعتادت أن تقيس كل شيء، كنت أظنها تبالغ في أثر بعدي على قلبها ومرونته على تحمل الأذى، وهي التي تحملت كل مصاعب الحياة. ظلت تجمع العملات المعدنية، تعدها لفرحة رجوعي، لست أدري كم فيها من فئة الدوار(500 فلس) لكني أعرف أن فيها لؤلؤة قلبها التي تدور بحثاً عني.
لم أفارق حضنها حتى مرحلتي الجامعية، حرمتني شيئاً واحد فقط، وهو الشعور بنداء كلمة (جدتي). لم تتركي لي مجالاً لأعرف الفرق بين الأم والجدة، لا وصفا ولا اسما ولا إدراكاً، في دلالها المفرط لي، وجدت أن اسم (جدتي) لا يُدرك ولا يوصف. لم أعرف أن أناديها يوماً بغير كلمة (أماه).
كنت حفيدها الأول، بعد أن أجهضت أمي مرتين بتؤم، جئت محفوفاً بأحجبة وأحراز وطقوس وأضحية، لا يعرف تفاصيلها غيرها والحاجية مريم جان.نذورها الكثيرة ظلت تحفني بها، وكأنها مراسم احتفال تجددها في كل مناسبة، لتطمئن أن الحياة التي مُنحت لي، ستظل للأبد. هي الآن في أبديتها البيضاء، تحفها ملائكة الرحمة، والأكيد أنها ستسأل عن رفيقاتها اللاتي كنّ رفيقاتي حيث مأتمها ومجلسها اللصيقان ببعضهمها كما الفرح والحزن لصيقان بها، تغلّب الأول دوماً ولا تذلل الثاني ليصير فرحاً آخر، هي هناك في الأبدية البيضاء مع صديقات الزمن الجميل: مريوم وصفوي وزهيرة وشروف. رحلنْ قبلها واستوحشتْ هي الدنيا بعدهن، آن لهن أن يفتحن هناك مجلس أنسهن من جديد مرحبات بها، وعلى طريقتهن في تدليلها، لابد أن ينادينها: سلامة سلوم.

كانت تتسلى في انتظارها لعودتي لوطن حضنها، بأن تحدث قائمة المدعوين لحفل عودتي، وحين يقترب منها اليأس، تلجأ للحلم، فتجدد أملها بأن تحكي لأمي كيف رأت عودتي في نومها، لكنها لا تذكر أنها كانت تحلم، هي تحكي الحلم في صيغة الحقيقة الواقعة. وتمعن في واقعيتها بأن توجه بعضا من عتبها إلى من قصروا في الحضور أو إلى من قصر في دعوتهن أو القيام بأصول ضيافتهن.

في الصف الاول ابتدائي دخلت نوبة بكاء حادة فوق الكرسي المدرسي ولا أحد كان يعرف سببها، المدرس ظنها وحشة اليوم الأول في المدرسة، في حين أنها كانت وحشة تخيل اليوم الأول بدونها. كنت أتخيل إمكانية أن أفقد جدتي وأنا بعيد عنها في المدرسة. كنت أرى في هذا البعد فراقا يدعوني للبكاء بحرقة. اليوم أجد في كل هذا البعد القاسي موتا آخر، يضاعف من فداحة فقدها. لا أسترجع الآن لحظات ذاك الطفل بقدر ما أسترجع الطفل نفسه في أشد لحظات الفقد وشدائدها. ما أوحش اليوم الأول دونها!

ما كان لي أن أكبر قبل رحيلها، اليوم فقط أشعر أني لم أعد ذلك الطفل الذي يتخطفه خوف أن يفقد أمه سلامة، ما أوحشه من يوم!

جدتي كانت تبصم لأنها لا تكتب. وفي علاقاتها كانت تبصم بقلبها، وأنا تعلمت منها ذلك. وهبتني كل جميل في قلبها، محبة الناس، الاحتفاء بهم، السعادة بالأشياء الصغيرة. تصغير كبائر الأشياء، الاقتراب من الأشياء لتلطيف قسوتها، الاحتفاء بالحياة، إدخال السعادة على الآخرين، إدخال الفرح أولا وأخيرا. ضحكتها التي تملأ مأتمها فتحيله مكان فرح أكثر منه مكان حزن. أن تحسب بقلبك وكأنك لا تعرف الحساب.

* التسمية التي كان يعرفني بها بعض الأصدقاء.
هوامش:
مأتم بنت الحايي.. مأتم حجي طرار
مايو 21st, 2007 بواسطة د.علي الديري

مأتم بنت الحايي.. مأتم حجي طرار

مأتم جدتي والمخيلة الكربلائية
يناير 17th, 2008 بواسطة د.علي الديري تحرير |

مأتم جدتي والمخيلة الكربلائية

ليلة الرابع من المحرم..مجلـــــس مــآتـــم الحــــاج طـــرار
مايو 21st, 2007 بواسطة د.علي الديري تحرير |
 https://awalcentre.com/Aldairy/?p=59
 

تحية إلى التشكيلي البحريني عباس يوسف

 

p13_20140116_pic3

 

هناك من مرسمه المعتّق بكل شيء، يبعث عباس يوسف تحاياه الفنية إلى كل الأصدقاء القابضين على لونهم الإنساني. أضحى هذا اللون باهتاً، لا نضارة فيه، لفرط ما استهلك. كل شيء يحيط بنا صار يأخذ من لوننا الإنساني، الأنظمة السياسية أخذت منا كرامتنا، والثورات العربية أخذت منا تسامحنا، صرنا كائنات طائفية بامتياز. يعيدنا عباس يوسف إلى اللون الإنساني، لون التحية، فالتحية تتحول إلى حرب كما جرت العادة بين الفنانين والمبدعين المجايلين لبعضهم، لكن التشكيلي والخطاط عباس يوسف، يجعلها علامة سلام وتقدير ووفاء ولون عاطفي.

تحيته في معرضه «البحر حين يسهو» (2002) إلى المبدع أمين صالح، وتحيته إلى الفنان البحريني الراحل ناصر اليوسف في «كليم اللون» (2009) وتحيته إلى رفيق لونه جبار الغضبان عام 2011.
يفتتح سبت كل أسبوع ببطاقة جميلة، هي لوحة تشكيلية، يوقعها باسم تحية إلى أحدهم. صارت وسيلتي الخاصة التي أتعرف من خلالها إلى الفنانين والكتاب والنشطاء في كل الحقول. أعرف أنه لا يرسل تحيته في الغالب إلا لمن يستحقها، لأنه ضنين بتحيته على أولئك الذين فقدوا ألوان إنسانيتهم من المثقفين والفنانين. تجد في تحاياه شخصيات مختلفة في مواقفها السياسية، لكنها مؤتلفة إلى حد كبير في ألوانها الإنسانية.
في معرضه الذي افتتح أمس في «صالة الفنون التشكيلية» في البحرين، وجّه تحيته إلى الخطاط عبدالإله العرب. الخطاط البحريني البعيد عن الأضواء، هو واحد ممن خطوا دستور البحرين 1973. كتبه بدمه قبل حبره، فهذا الدستور يحمل نضالات شعب البحرين المبكرة في المطالبة بحياة سياسية حرة وكريمة. هي تحية إلى هذا الدستور أيضاً، فاليد التي كتبته تستحق أن يُحتفى بها.
دستور 73 عزيز على قلوب البحرينيين بمختلف ألوانهم. هو أول وثيقة أجمعوا عليها، وكم دفعوا من ثمن بعد تعليقها وحل البرلمان في 1975، حتى ظنوا أنهم استرجعوها في لحظة غادرة في 2001، قبل أن يفاجئهم الأمير بدستور جديد في 14 فبراير2002، يعلن فيه أنه ملك، ملك لكل شيء، لا سلطة خارج قبضته، كتموا غيضهم وراحوا يغلون حتى انفجروا في 14 فبراير 2011.
هي تحية أيضاً إلى إلى هؤلاء الذين يناضلون من أجل إسقاط هذا الدستور المنحة للعودة إلى لحظة ما قبل دستور 1973 حيث المجلس التأسيسي المنتخب لكتابة دستور البحرين.
«جحيم يسمونه بلاداً» اللوحة التي وجدها عباس يوسف أكثرا تعبيراً عن حال بلاده، مررها بطاقة دعوة لأصدقائه عبر الفضاء الإلكتروني. هي جزء من ديوان الشاعر قاسم حداد «قبر قاسم» الصادر في التسعينيات، حيث كان عقد البحرين المرّ، أو ما عرف بانتفاضة التسعينيات التي كان مطلبها العودة إلى دستور 1973. ما يؤلمني اليوم يا صديقي عباس، ليس ألا أصل إلى معرضك، بل ألا أصل إلى اللحظات الأجمل، لحظات ما قبل المعرض، لحظات تشكيلك للوحة، هناك حيث مرسم «رباب»، حيث الطاولة البيضاء وطننا المشترك، نشرب عليها قهوة رباب الفائقة الأناقة، تدفق أنت عليها ألوانك وأبسط عليها كتبي، ونمرر جمل ابن عربي، فتصير لوحات وخطوطاً وألوان وعدسات المحروس تلتقط كل ذلك. كيف غدا بيني وبينها جحيماً لا يُمكّنني من الوصول إليها؟
الجحيم يا صديقي صار لون بلادنا الذي افترس كل شيء، أقرأ في بطاقة معرضك المطبوعة لوحة جلال الدين الرومي «اللون افترس انعدام اللون»، أتذكر كيف طِْرتَ أنت فرحاً بها حين مررتها إليك ذات «واتس آب»، لكني أتذكر أكثر كيف كنتُ أنا أتألم لأني لم أكن على الطاولة البيضاء نفسها لنضرب عليها معاً فرحاً باكتشاف ضوء جديد من أضواء الرومي.
وهناك حيث مرسم «عشتار»، حيث صديقنا الفنان الرائع جبار الغضبان والأصدقاء الذين يعبرون بتحياتهم، فيما أنت وجبار تعبران بألوانكما ومكبس الغرافيك الساحر، تحكيان قصص نضال البحرينيين في السبعينيات في المنافي التي لم نفكر لحظة أنها ستعود. تحية إليك صديقي، وتحية إلى جدران مرسمي «رباب» و«عشتار» التي كتبنا عليها «أخاف إنساناً لا يقرأ الشعر».

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

رابط الموضوع: https://www.al-akhbar.com/node/198712