أرشيف التصنيف: تغطيات

علي الديري.. المرشح الأول لجائزة دبي

« الوقت ».. مرة ثالثة
علي الديري.. المرشح الأول لجائزة دبي 2009 فئة الصحافة الثقافية

New Picture

أعلن نادي دبي للصحافة الذي يمثل الأمانة العامة لجائزة الصحافة العربية عن أسماء المرشحين ضمن الفئات الـ 12 الأساسية للجائزة في دورتها الثامنة عن الأعمال المقدمة في العام .2008
ومن المقرر أن تعلن الأسماء الفائزة بشكل نهائي ضمن حفل جائزة الصحافة العربية يوم 12 من مايو/ أيار مباشرةً عقب انتهاء فعاليات منتدى الإعلام العربي الذي يقام في 11 و12 من مايو/ أيار بحضور أكثر من 600 مشارك من كبار الإعلاميين والخبراء من الوطن العربي والعالم.
وجاء اسم الزميل علي الديري، الأول على المترشحين لفئة الصحافة الثقافية، وذلك عن موضوعه «انتظار تركيا.. من يقتل أتاتورك».
وكانت «الوقت» قد حصلت على جوائز نادي دبي على مدى سنتين على التوالي وهي: جائزة الصحافة السياسية عن تحقيق «التيار السني في البحرين – الجماعة المؤجلة» للزميل غسان الشهابي العام .2007
أما الجائزة الثانية فقد فازت «الوقت» بفئة الصحافة البيئية عن التحقيق الشامل بعنوان «استخدام مياه الصرف الصحي» العام 2008 وأجراه قسم المحليات في الصحيفة.

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=162584

http://www.dpc.org.ae/default.aspx?options={c9e8b6e5-d3f0-4949-8318-5fce16476cd8}&view=News&layout=NewsBody&itemId=8&lang=1&id=1864

كتاب العبور المبدع

في أحدث مؤلفاته «العبور المبدع»
الديري يضع استراتيجية للتفكير والتعبير باستخدام المجاز

الوسط – منصورة عبدالامير

الكتابة بعين مجازية تتيح لتعابيرنا أن تتسع، وتمتد، وتتنوع بطلاقة، ومرونة، وأصالة (…) كذلك هذا الكتاب «الورشة» لا يخضع لموضوع يقعد بك، بل لعين تعبر بك الموضوعات كلها.
هكذا ذيل الكاتب والناقد علي الديري مقدمة أحدث مؤلفاته «العبور المبدع – استراتيجية التفكير والتعبير باستخدام المجاز» الذي صدر أخيراً عن المطبعة الحكومية التابعة لوزارة الإعلام في 246 صفحة من الحجم الكبير.
aldair book cover-1 الكتاب الذي يهدف إلى التدريب على الخيال «من أجل اكتشاف حقائق اللون والضوء والجمال والإنسان والعدل والحرية، من أجل جعل لغتنا تعبر عن هذه الحقائق التي نكتشفها نحن بتجربة حيالنا»، هو كما يقول كاتبه، في تصديره، «ورشة للكتابة تأخذك إلى جرأة الكتابة»، وهي ورشة كما يشير الديري لا نصائح فيها ولا تعليمات ولا خطوات ولا خطة، هناك فقط ديناميكة الكتابة، العملية الحيوية المليئة بالمتعة والخيال. أما الدخول إلى قلب هذه العملية الديناميكية، فيتم عبر اتباع استراتيجية اللعب بالمجازات (التشبيهات، الاستعارات، الكنايات، القصص، الحكايات، الأمثال).
ورشة الديري هذه، التي يتحدث عنها بإسهاب، هي ورشة بدأت في 2004، قدمها الديري لطالبات بالمرحلة الإعدادية يطلقن على قاعة درسهن «غرفة المجاز»، وعلى رغم ذلك، مازال الديري، «يبلور أفكار تلك الورشة ويصقل تطبيقاتها»، وكتابه ما هو إلا حصيلة عمل ما تراكم من هذه الورشة.
أما استراتيجية اللعب بالمجازات أو العبور المبدع فتتكون، كما يشير الديري، من 19 فكرة نظرية وأكثر من 90 تطبيقاً عملياً، وهي تهدف إلى «تمكينك من مهارات الكتابة المبدعة، التي تتوافر على الطلاقة والمرونة والأصالة» ويتطلب إتقانها «تدريباً مكثفاً على الكتابة، تحت إشراف مدرب يمارس فعل الكتابة».
يتألف الكتاب من مجموعة من الفصول منها «فرضية الاستراتيجية» التي يقول الديري إنها الفرضية الأساس التي تنطلق منها استراتيجية المجازات، وهي أن تفكيرنا في المجردات ليس مجرداً بل مجسداً.
وفي فصل العبور، يقول: «عابر الرؤيا يتأمل ناحيتي الرؤيا فيتفكر في أطرافها، ويمضي بفكره فيها، من أول ما رأى النائم، إلى آخر ما رأى، وبحركة هذا الانتقال يصل بين أطراف الرؤيا فيتمكن من بيانها وكأن الرؤيا سؤال يتطلب جوابه عبوراً»، والمجاز في ثالث فصوله «المجاز» هو عبور يحمل الدلالات نفسها التي يحملها مفهوم «العبور».
أما أغراض المجاز التي يسردها الديري، في باب يحمل الاسم نفسه «أغراض المجاز»، فتشمل قائمة طويلة من الأغراض من بينها الفهم والاتساع والعبور والتعبير واستثارة الفكر الابتكاري، والتنوير، وأنسنة الأشياء.

http://www.alwasatnews.com/Archive/Issue-2330/FDT/–/854022.aspx

أموات بغداد

الصديق جمال حسين يصدر رائعته (أموات بغداد)…

هذا بعض ما كتب عنها..

رواية أموات بغداد من مشرحة الطب العدلي

02/11/2008

http://www.aljeeran.net/wesima_articles/cultureandeducation-20081102-132927.html

الجيران – بيروت – صدرت عن دار الفارابي في بيروت رواية القاص العراقي جمال حسين علي التي حملت عنوان أموات بغداد وهي رواية ملحمية استثمر فيها الروائي كل معطيات العلوم الأخرى ليحيط بفاجعة الاحتلال الأمريكي لبغداد والعراق عبر حبكة روائية مزجت بيISBN_9953713540_Preview_Coverن الواقع والخيال والمعرفة العلمية والأدبية في أجرأ نص روائي عراقي عن الاحتلال الأمريكي كُتب حتى الآن .

ولا شك ان جمال حسين علي استثمر وجوده في بغداد كمراسل صحفي لجريدة القبس الكويتية واقترب من الفجيعة العراقية بعد غربة في موسكو دامت عشرين عاماً وهي الغ ربة التي أدت الى انقطاعه عن النشر طيلة تلك الأعوام ، لكنه يعود الآن بجدارة روائي محترف في ( أموات بغداد) برمزية عالية يوحيها العنوان بوصفه عتبة النص ومدخله .

أموات بغداد هي مشرحة بغداد في الطب العدلي – باب المعظم – وهنا تدور رحى الرواية وتكشف هول الفاجعة العراقية التي سببها الاحتلال والميليشيات الطائفية والعصابات الإجرامية التي وجدت طريقها الى الانفلات بغياب السلطة وتفكك الدولة.هذه الرواية الجريئة بتفصيلاتها الواقعية والفنية اضافة نوعية الى الرواية العراقية ، وهي احدى العلامات البارزة في ثقافة ما بعد التاسع من نيسان ؛ رواية يحق لنا أن نفخر بها ونطالعها ونرى ما لم نره في يوميات الاحتلال السوداء.

خارطة مجازات الديري في دليل تدريبي

خارطة مجازات الديري في دليل تدريبي

19 حيلة لغوية تجاوز فيها نفسك والآخرين.. والأهم أن تلعب باقتدار

الوقت – حسين مرهون:

«العبور المبدع»، هو عنوان أحدث مؤلفات الزميل علي الديري، وقد صدر عن المطبعة الحكومية التابعة إلى وزارة الإعلام في 246 صفحة من الحجم الكبير. ويمثل الكتاب الذي حمل عنواناً فرعياً له «استراتيجية التفكير والتعبير باستخدام المجاز» حلقة متطورة في مشروع الديري الفكري القائم على الكشف عن ألاعيب اللغة، لاسيما تلك المتصلة بجوانب البلاغة والبيان.

وقد صدر له في هذا الشأن كتاب سابق «مجازات بها نرى» 2006 في حين يأتي كتابه الأحدث ليتوج هذه الرحلة بدليل تدريبي أقرب من جهة المحتوى إلى «البيداغوجيا» التعليمية، بل هو كذلك حقاً، حيث يتجه فيه إلى عرض الأفكار التي ثمّرها طيلة اشتغاله على مفاهيم المجاز في اللغة، بواسطة الشروحات المستفيضة وبسطها عبر وسائل الإيضاح بما في ذلك الرسوم، والكولاج، وعشرات الأمثلة، والنصوص ذات العلاقة.

الفكرة الأساس التي ينطلق منها الديري في كتابه الأحدث، هي ذاتها الفكرة التي مهرها في كتابه السابق «أن المجاز أداة تفكير»، وعلى ذلك فليس للإنسان أن يباشر عملية التفكير إلا بواسطة أدوات مشفرة استعارياً. فتغدو بذلك كل عدة البيان المعروفة في حقل اللغة العربية من استعارة وتشبيه وكناية وقصص وحكايات وأمثال وغيرها، بمثابة القنطرة التي يعبر بها العقل الإنساني إلى موضوعاته.

فاستحقت من جراء ذلك أن تكون عدّة الكائن في «العبور المبدع»، حسب عنوان الكتاب، وهو وصف يحمل شحنة قيمية، واضحة انحيازات المؤلف لها، وتأكيده عليها مرة بعد مرة. لكن ما كان مرتكزاً في الأساس النظري على مفاهيم جورج لايكوف وعبدالوهاب المسيري، مثلما كان ذلك من شأن كتاب «مجازات بها نرى»، توسع بشكل مذهل في «العبور المبدع». وقد حمل مسرد المراجع قائمة طويلة تضرب في شتى التخصصات من ابن عربي إلى أدونيس وأفلاطون وطه عبدالرحمن وعبدالله الحراصي وفنتجشتاين وبيير ماراندا وهاري ميلز وآخرين.

الكتاب الذي أهداه إلى ابنه البكر باسل مع إهداء طريف ذي علاقة بموضوعته الرئيسة «إلى باسل.. أنتظرك عابراً» هو «ورشة للكتابة» حسب الوصف الذي استخدمه المؤلف في تصديره له «هذا ليس كتاباً، لكنه ورشة تدريب تأخذك إلى جرأة الكتابة». ويحدد الديري الهدف المتوخى من هذه الورشة بأنه «يدخلك مباشرة إلى استراتيجية اللعب بالمجازات».

بيد أنه يستدرك «لن يقول لك الكتاب كيف تستخدمها، لكنه سيجعلك تستخدمها بطلاقة، ومرونة، وأصالة، وتلك هي شروط الإبداع».

ويمضي شارحاً «الكتابة بعين مجازية تتيح لتعابيرنا أن تتسع، وتمتد، وتتنوع بطلاقة، ومرونة، وأصالة (…) هذا الكتاب «الورشة» لايخضع لموضوع يقعد بك، بل لعين تعبر بك الموضوعات كلها» على حد تعبيره.

وفي تصدير آخر يروي الديري حيثيات حية من وقائع هذه الورشة التي انطلقت في إطار برامج التدريب التي تنظمها وزارة التربية لتحسين أداء المعلمين في المدارس. قال «بدأت هذه الورشة في ,2004 ومازلت أبلور أفكارها، وأصقل تطبيقاتها. هذا الكتاب هو حصيلة ما تراكم من هذه الورشة».

وقد حرص على تضمين مقدمته بعض العبارات المستلة من رسائل تلقاها من طريق بعض المشاركات ضمن الورشة وتعكس طبيعة التلقي «المندهش» لموضوعتها. خصوصاً لدى انكشاف الطاقة السحرية التي تختفي وراء استخدامات المجاز، تلك التي تلعب في دائرة السلطة والهيمنة وتلفّ حيث هما، أكثر من لعبها في حقل تزيين المعنى وتفخيمه. الأمر الذي يعد اشتغالاً حديثاً على خلاف اشتغال دروس البلاغة القديمة.

فنقل عبارة لمتدربة اسمها حنان «كنت أرى أن المجاز زينة الكلام، ومدخلاً لتفخيم المعنى»، وهي الحقيقة التي سيعاد تركيبها من جديد لدى انتهاء الورشة «في هذا المكان صارت حنان تعرف أن المجاز مدخل لاتساع العقل، ومرونة الفكر، وأصالة الكلام، وإعادة تركيب الحقيقة، وتفسير الواقع».

كما نقل عبارة أخرى لمتدربة اسمها فاطمة «لم أعلم أن المجاز بهذه الخطورة».

إلى ذلك، يقوم الكتاب على تسع عشرة فكرة نظرية تؤلف لدى تواشجها مع أزيد من تسعين تطبيقاً عملياً ما أسماه الكاتب «استراتيجية العبور المبدع».

في حين تمكن المتدرّب عند إتقانها من أن «يعبر عن أفكاره وأفكار الآخرين» و«يعبر بين أفكاره وأفكار الآخرين» و«يوسع أفكاره وأفكار الآخرين» و«يجتاز أفكاره وأفكار الآخرين» و«يتصل بذاته وذوات الآخرين» و«يلعب بطلاقة وأصالة ومرونة».

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=139365

مراجعة كتاب طوق الخطاب لحامدي

ظاهرية ابن حزم أو تطويق المطوًّق: قراءة في كتاب طوق الخطاب لعلي الديري

بقلم: مبارك حامدي

ملحوظة: منشورة في العدد الأخير من مجلة البحرين الثقافية.

طوق الخطاب ( دراسة في ظاهرية ابن حزم) كتاب الباحث علي أحمد الديري صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، وعن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بالبحرين أواخر سنة 2007، ويمكن إدراج هذا الكتاب في سياق القراءة الفلسفية اللسانية لأحد روافد الفكر الأصولي الإسلامي، وكان مقصد الدراسة تقليب النظر في الأسس الفلسفية واللغوية التي شكّلت الرؤية الظاهرية في قراءة الخطاب الديني المؤسس متمثّلا في القرآن والسنة، وكان من أهداف المؤلِّف في هذه الدراسة بلورة المفاهيم التي استند إليها ابن حزم، وإظهار المضمر منها، والربط بين مفاصل " النظرية الظاهرية" والكشف عن مسبّقاتها وفرضياتها ومسلماتها التي اشتغلت في بناء نظرية المعرفية وإشكالية الفهم، انتهاء بالجانب التطبيقي، وهو تفسير الخطاب، وسنحاول في سياق هذا التقديم تبيّن منهج الكتاب في بلورة النظرية الظاهرية وحدوده، والوقوف على ما توصّل المؤلف إلى بنائه من الفكر الظاهري مُظهره ومضمره، أصيله ووافده.

إdairy cov

شكالية التسمية: طوق الخطاب

أشار المؤلف في تصديره إلى الطابع الضدّي لمعنى "الطوق"[1] ، فهو يعني القيد كما يعني القدرة والطاقة والوسع، ولهذا الطابع الضدّي أساس مكين في توصيف منهجنا وفكرنا في مباشرة الأشياء والأفكار، ففي الوقت الذي يحدّ فيه المنهج من رؤيتنا بفرض قواعد وزوايا للنّظر بعينها ، يفتح لنا آفاقا ، ويكسبنا قدرة على ارتياد تلك الآفاق، فهل يمكن أن نقول بذات المعنى إن قراءة الديري لابن حزم هي نفسها طوق يحدّ ويُقدر في آن، وأن قراءتنا لقراءته طوق أيضا، وهكذا تصبح كل قراءة طوقا، ولا تحمل سمة الزينة والجمال منها إلا ما وسّعت وأقدرت وفتحت لا تلك التي ضيقت وحدّت وأغلقت؟

إن اختيار المؤلف لهذا العنوان – بما هو علامة – يكشف عن فهم لوظيفة القراءة الضدية، وما تطرحه من صعوبات قد لا يكون أهونها لبتر المدوّنة المقروءة وتضييقها أو تسطيحها وابتسارها.

في بنية الكتاب ومضمونه:

قسّم المؤلف الكتاب إلى فصول أربعة مع مقدمة وخاتمة

– الفصل الأول: نظرية المعرفة الظاهرية

– الفصل الثاني: فهم ابن حزم للظاهرة اللغوية

– الفصل الثالث: الظاهرية ومشكلة الفهم

– الفصل الرابع: قوانين الظهور ( قوانين تفسير الخطاب)

يلاحظ المتأمّل في بنية البحث تدرج المؤلف من العام إلى الخاص، ومن الأصل إلى الفرع، ومن التنظير إلى التطبيق، وهو ما أضفى على الدراسة تمشّيا متماسكا وتمفصلا واضحا بين الأقسام يفهم فيه اللاحق في ضوء السابق، وهكذا يظفر القارئ برؤية واضحة للنظرية الظاهرية في كلّياتها وجزئياتها، لا بل إن تحديد الكليات يجعل ما لم يذكر من التفاصيل واضحا بمجرد تطبيق الأولى على الثانيةغير أن مضمون الفصل الثالث: الظاهرية ومشكلة المعرفة، كان أشبه أن يكون – في رأينا – أن يلي الفصل الأول، وذلك لأن إشكالية الفهم شديدة الصلة بنظرية المعرفة وهي كالمنطوية تحتها، لا تحت الظاهرة اللغوية التي سبقتها، وهي أقلّ عموما إن شئنا مراعاة هذا المقياس أيضا،وممّا يدلّ على الاتّصال الوثيق بين نظرية المعرفة وإشكالية الفهم عودة الباحث إلى الحديث عن العقل والعقلانية، وموانع الفهم (أي المعرفة) في ثنايا القسم الثالث المخصّص لمعالجة قضية الفهم[2]

ونختم التعليق على بنية الكتاب بملاحظة شكلية تتمثّل في انعدام التوازن بين الفصول بشكل واضح بحيث دخل الضيم على تساويها (أو على الأقل تقاربها )، فكان أطول الفصول هو الفصل الرابع: قوانين الظهور(61صفحة) بينما كان الفصل الثالث الموسوم بـ:فهم ابن حزم للظاهرة اللغوية في(39 صفحة) فقط، واستأثرت نظرية المعرفة بـ: (59 صفحة) والظاهرية ومشكلة الفهم بـ: (45 صفحة)، فكيف يمكن فهم "تهميش" إشكالية اللغة، وهي من البحث في قلبه، وعليها مدار الدراسة من حيث هي "عمدة الخطاب"؟

الفصل الأول: نظرية المعرفة الظاهرية

تدرج المؤلف في تحليل نظرية المعرفة من الأسس المعرفية إلى العقل وفاعليته إلى مفهوم الحقيقة وصولا إلى أدوات التفكير اليقينية، متوخّيا في كل مستوى تعريف المفهوم عموما ملتمسا تجسّده عند ابن حزم ملمّا في جميع ذلك بأجزاء المفهوم ومعانيه، وآية ذلك عرضه لمفهوم المعرفة، فمعنى التسويغ والأسس والأصول، وقس على ذلك في تناوله لفاعلية العقل، فقد عرض لمفهوم العقل في المعاجم الفلسفية، ففاعلية العقل، فمعانيه ووظائفه عند ابن حزم، وصولا إلى موقفه من مصادر المعرفة المناوئة للعقل الخ…

صدر الباحث، مستندا إلى موسوعة لالاند الفلسفية،من عدد من الأسئلة الفلسفية العامة التي على أساسها تتحدّد اختيارات المفكر في مباشرته لموضوع تفكيره، وهذه الأسئلة هي: ما المعرفة ؟ كيف تعرف الذات موضوعها؟ ما المشكلات الفلسفية الناشئة عن العلاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك،أو بين العارف والمعروف؟ إلى أي حدّ يبدو ما يتمثله البشر مماثلا لما هو قائم؟ وكيف يمكن للذات أن تثق بصحة معرفتها، أو أن تتيقّن من معرفتها؟ وكيف تبرر معرفتها؟ وإلى أي مصدر تستند في تسويغ معرفتها أو يقينها؟[3] وتعتبر هذه الأسئلة، بحق، الأساس الفلسفي المتين الذي تتحدد وتتمايز المشاريع الفكرية بحسب نوع الإجابة عليه، وكان ما تلا هذا المهادَ النظري بحثا من قبل المؤلف عن إجابات ابن حزم عليه، ساعيا بذلك- أي المؤلف – إلى تطويق المدونة، وإبراز اختياراتها الفلسفي، وانتهى إلى أن ابن حزم قد طلب المعرفة في درجتها اليقينية التامة، وهي المعرفة التي مبرهنة مطابقة للشيء تمام المطابقة، وأن ضمان تلك اليقينية هذه المطابقة تتأتّى من مصدرين لا يرقى إليهما الشك في رأيه، وهما الحسّ والبدهيات الضرورية أو ما يسميه بأوليات العقل[4] وفي هذين المصدرين كلام يطول يبدأ بخداع الحواس عند ديكارت(ت.1650)، ولا ينتهي بمسبّقات العقل عند كانط (ت.1804)، غير أن الباحث لم يخصص قسما لنقد ابن حزم ، وهو اختيار لم يلزم نفسه به، وإن كنا نرى عكس ذلك إن رمنا تطويق فكر ابن حزم حقيقة أي بيان قدرته وطاقته التفسيرية.

وفي معرض تحليل الكاتب لفاعلية العقل في خطاب ابن حزم بين مفهوم العقل في المعجم الفلسفي مركزا على هذا المفهوم عند ابن سينا، وعلى ما ورد في موسوعة لالاند الفلسفية متوسلا بهما إلى معاني العقل عند ابن حزم ووظائفه، ولئن تتبع المؤلف معاني العقل عند ابن حزم، فعدد منها أحد عشر معنى، مرجعا إياها إلى أصولها الأرسطية، ومبينا اختلاف ابن حزم عن أرسطو في اعتبار العقل كيفية عند الأول وجوهرا عند الثاني، رغم استناد المشروع الظاهري إلى المنطق الأرسطي ونظريته في المعرفة، ولئن شرح المؤلف ذلك، فإنه في رأينا قد فاته أن يعلّل ذلك أن العقل عند ابن حزم هو عقل الاسم وعقل النص، بينما هو عند أرسطو عقل الفعل بالمعنى الذي يتبنّاه الفيلسوف المغربي عبدالله العروي في كتابه مفهوم العقل[5]، وإن كان قد أشار إلى خصوصية العقل عند ابن حزم في أنه منقاد إلى الشّرع أي النص[6]

أما إيراد معاني العقل عند ابن سينا ولالاند فلم نر توظيفا له في حدّد العقل عند ابن حزم، إذ لم نجد مقارنة أو تعليقا أيّا كان نوعه بحيث يمكن الاستغناء عنه دون أن يحس القارئ بأيّ خلل في التحليل، فقد أحاط المؤلف بالعقل عند ابن حزم إحاطة شاملة، وربطه بأصوله الأرسطية، وبيّن وجوه الاختلاف بينهما، غير أنه كان بالإمكان في المقابل العودة إلى مفهوم العقل في اللغة العربية والبحث عن صلة ما بين معاني العقل كما وردت عند ابن حزم ومعانيه، وبين تلك التي وردت في المعاجم، وهي صلات موجودة من منظور فيلولوجي (أي آني)، ولئن افتقرت العربية إلى معجم إيتيمولوجي يؤرخ لأصول معاني المفردات وتطورها كما هو معروف في اللغات الأخرى، فقد ركن الباحثون في ظل هذا النقص إلى التدرّج من المعاني العامة إلى المعاني الخاصة ومن المعاني المحسوسة إلى المعاني العقلية، ومن المعاني الحقيقية إلى المعاني المجازية، على اعتبار أن المعاني العامة والمحسوسة والحقيقية أسبق معرفيا وتاريخيا[7]، وأن الأولى أصيلة والثانية مولّدة، ومن تلك المعاني: الربط والإمساك والحبس والدّيّة والتقلص والإسقاط وصولا إلى الدلالة على معنى الفهم والإدراك، دون أن تنفك هذا المعاني الثواني عن ظلال المعاني الأول[8]، ولا شك أن ابن حزم كان ، وهو يحدّ العقل، واقعا تحت تأثير اللغة التي يكتب بها ويفكر من خلالها، من خلال مجازاتها وتصوراتها للأشياء والعالم.

أما الأمر الثاني الذي نرى أنه كان من الواجب الإشارة إليه واستثماره في توضيح معاني العقل عند ابن حزم وخاصة في معرض بيانه لمدى فاعليته فهو علاقة العقل بموضوعه من حيث القدرة المحدودة أو غير المحدودة على الإحاطة بموضوعه، فإذا كان المذهب التجريبي والمادي والذرائعي والوجودي يرى محدودية العقل،فإن المثالية والحدسية والماهوية والقصدية أو الظاهراتية ترى لا محدودية العقل [9] ، ويقع تصور ابن حزم للعقل في منطقة وسطى ، فهو يرى أن العقل عاجز عن فهم الحروف المقطعة في أوائل السور مثلا، وهو عاجز كذلك عن إدراك ماهية الجوهر المتعالي.

إن استحضار كل هذه الأبعاد كان من شأنه إدراك حصريّة ابن حزم ومحدودية فهمه لفاعلية العقل، ورفضه لما أسماه بمصادر المعرفة المناوئة للعقل كالقياس والتأويل الاستقراء لأنها في رأيه من الظنّيات، وانحيازه لما سمّاه بالبرهان، وهو برهان يقع ضمن النص، وإن استند إلى البدهيات وأوليات العقل ينشد بهما معرفة يقينية, كما يقول.

الفصل الثاني: فهم ابن حزم للظاهرة اللغوية

حلّل المؤلف أصل اللغة عند ابن حزم، وشدّد على تميّزه بالقول بأن اللغة والإنسان متزامنان استنادا إلى النص القرآني، وأن اللغة الأصلية التامة الكاملة قد اندثرت، وحتى إذا كانت موجودة فأننا لا نعرف هذه اللغة على وجه التحديد، وبذلك ساوى بين اللغات الموجودة، واستبعد القول بفضل بعضها على بعض، وتكمن أهمية هذا الرأي كما يقول المؤلف، بحق،أن ابن حزم يعترف بالبعد الميتافيزيقي، ولكنه يستبعده، فيحرر بذلك اللغة البشرية من الأحكام المعيارية غير الموضوعية المفاضلة بين اللغات،ثم عالج المؤلف علاقة الأسماء بمسمّياتها عند ابن حزم، وتوقف عند قوله بأن المسميات هي المعاني من أشياء وموجودات حسية وذهنية، أما الأسماء فهي عبارات عنها[10] وقد ألمح الكاتب إلى علاقة هذه الإشكالية بشواغل كلامية تتعلق أساسا بالذات الإلهية: هل الاسم علامة تشير إلى مسمّاها، أم أن الاسم هوعين المسمّى؟

ومن المفاهيم المركزية التي حلّلها المؤلف مفهوم البيان لدى ابن حزم الذي عرفه بأنه أن يكون "الشيء في ذاته ممكنا أن تعرف حقيقته لمن أراد علمه" فالبيان، كما يقول المؤلف،معلق بشرطين هما: الإمكان والإرادة، وبذلك فإن المعنى يقع ضمن منطقة الإشكال والالتباس، ولا يمكن له،أي المعنى، أن يخرج من هذه المنطقة إلى منطقة إمكان الفهم حقيقة إلا عن طريق التبيين أو الإبانة، وهذا خلاف ما روّج له المعادون للظاهرية الذين فهموا ظاهر المعنى بمعنى المظهر أو السطح الذي يحتاج إلى إمعان وتفكر واستخراج[11]. ويسترسل الأستاذ الديري في معالجة الظاهرة اللغوية عند ابن حزم، فيبين مفهوم اللغة وعلاقته بالفكر، مميّزا بين لغة الإنسان ولغة الحيوان، موضّحا أنه لا يصحّ إطلاق مصطلح لغة إلا على ما توفر فيه شرط التصرّف والقصد في مقابل الطبع والعفوية.

ولما كانت اللغة هي التصرف في العلوم والصناعات كانت والفكرَ شيئا واحدا أو لنقلل: وجهين لشيء واحد هو الإنسان[12]

وقد كان همّ الباحث أن يبين أن إصرار ابن حزم على ر بط الأسماء بمسمّياتها، وتعريف البيان على ذلك النحو إنما كان لأنه -أي ابن حزم- يعتبر اللغة هي الوسيلة التي لا يمكن من دونها الوصول إلى حقيقة الأشياء، وليتمّ ذلك لا بدّ أن يدلّ كل لفظ من ألفاظها على معناه الحقيقي من غير تشغيب، ويكشف هذا الحرص على اندراج نظرية ابن حزم برمتها، ومفهومه لظاهرة اللغة في صلب الحجاج والردّ على باقي المذاهب التي توسّعت في التأويل إلى الحدّ الذي صار معه المعنى الأصلي استثناء، والمعنى المجازي المعدول به عنه قاعدة، غير أنه كان بوسع الباحث أن يشير إلى آثار الأخذ بنظرية ابن حزم التي تتلخص في أن "الخطاب لا يفهم منه إلا ما قضى لفظه فقط" المنبنية على فرضية منطقية مفادها أن "القضية لا تعطيك أكثر من نفسها"[13] . كان بإمكان الباحث أن يبين الوهم القائل بأن اللغة تعبر عن الأشياء، أو هي الوسيط المباشر بين الذات والموضوع، إذ الأمر أبعد من ذلك، يقول الفيلسوف الألماني جوتلو- فريجة: " إن مرجع اسم علم هو الشيء ذاته مما نشير إليه بهذا الاسم،، أما التمثل الذي نربطه به، فهو ذاتي خالص، وبين الشيء والتمثل، وعلى حدودهما يكمن المعنى الذي هو ليس ذاتيا كالحال مع التمثل، وأيضا ليس هو الشيء ذاته"[14] ، فبيننا وبين الشيء تمثّل هو أمر ذاتي، ومعنى هو بين الذاتية والموضوعية، وخطورة نظرية ابن حزم تتمثل في تطويق الخطاب القرآني والنبوي بزعم إمكانية القبض على معنى واحد صحيح مرة واحدة وإلى الأبد، وهو تسطيح وتحكّم تكذبه نظريات اللغة والقراءة والتأويل الحديثة، ولهذا المذهب تعلق بمفهوم الحقيقة كما تصورها ابن حزم: حقيقة واحدة مكتملة وموجودة، وما على العقل البشري إلا اكتشافها، ويمثل هذا الاعتقاد بداية كل إرهاب وتسلّط.

الفصل الثالث:الظاهرية ومشكلة الفهم.

عرض الباحث في هذا القسم إشكالية الفهم، فبين ما تطرحه من ثنائيات كالجوهر والجسم والظاهر والخفي والقراءة الصحيحة و القراءة الباطلة، ومفهوم الدليل الخالص والعقل الخالص منتهيا بقراءة نقدية لكل ذلك في ضوء مفهوم انصهار الآفاق عند جادامير، وما يمكن التفكير فيه، وما لا يمكن التفكير فيه عند محمد أركون والحجاج والبرهان عند طه عبد الرحمان واضعا قراءة ابن حزم في إطارها التاريخي الذي حاولت الإيهام بتجاوزه، وإعلان الحقيقة المطلقة، فبيّن الباحث انشداد قراءة ابن حزم إلى الشرط التاريخي والحضاري واللغوي الذي أنتجت فيه، وتفاعلها مع قراءات أخرى مضمرة مثّلت بالنسبة إليها آفاقا ساهمت في تشكلها بطريقة أو بأخرى، إلاّ أن ذلك كان بشكل موجز جدّا، وقد رأينا آنفا أن هذا الفصل يلحق إشكاليا ومنهجيا وبمباحث الفصل الأول الموصولة بإشكالية المعرفة.

الفصل الرابع: قوانين الظهور ( قوانين تفسير الخطاب)

يستهل المؤلف هذا الفصل بالتذكير بالأداة المعرفية التي توصل إليها الخطاب الظاهري وهي "الدليل"،وكان قد بسط القول فيه في الفصل الثاني[15]، وأعاد التذكير في هذا الفصل بأهميته وكيفيته اشتغاله وعلاقته بالنص المقدس بشقّيه: الإلهي والنبوي، مبينا أن هذا النص نفسه دليل، وأن دلالاته تظهر عبر آليات الخصوص والعموم والاستثناء والتخصيص والنسخ، وهي آليات تتجاوز حدود علم النحو إلى علم الخطاب.ككل ذلك في إطار رؤية تنظر إلى النص باعتباره بناء منسجما كآية واحدة،وإن فُرّقِت في التلاوة والقراءة، دليله فيه لا في خارجه، ولا يمكن فهم ما فيه إلا وفق ما يعرضه هو، وما يبدو لنا تعارضا ينبغي أن يعالج " داخليا"بين أجزاء النص وفق الآليات التي عرضها كالنسخ والخصوص والعموم والانطواء الخ…

ويشير المؤلف إلى أن موضوع الخطاب الأصولي الذي عمل ابن حزم على إظهاره من العمق إلى السطح هو (الأمر)، وبذلك فالخطاب " بالنسبة له مجموعة من الأوامر التي يجب فهمها استنادا إلى مرجعية نظرية "[16]

ويسترسل الأستاذ الديري في هذا القسم الإجرائي التطبيقي في ضوء ما بينه من خطوط نظرية عند ابن حزم، فيستعرض وظائف الدليل في (الأمر) وصيغ الأمر وعلاقة الفعل بالأمر وصفة الأمر الخ… وهو لا يتناولها من وجهة نظر نحوية أوبلاغية بل خطابية متلبسة بقضايا لاهوتية على نحو ما فعل في التمييز بين الفعل والأمر، قال:" يرد الأمر في صيغة خطاب يفرض فرضا، أما الفعل فهو يقوم به النبي مجردا من خطاب الأمر[…] إذ أن المعصية التي حذر منها الرسول (ص) في قوله "من من عصاني فقد أبى"إنما هي مخالفة الأمر، لا ترك محاكاة الفعل وما فهم قطّ من اللغة أن يسمى تارك محاكاة الفعل عاصيا إلا بعد أن يؤمر بمحاكاته "[17] وبهذا يكون أمر الشارع لا فعله هو منشئ فعل المكلفين.

وخلاصة القول في هذا الفصل أن قوانين الظهور تعمل في مجمل الخطاب المقدس " فقانون الاستثناء يعمل بوصفه تخصيصا لظهور العموم، وقانون النقل والتأويل يعمل بوصفه تحويلا أو نقلا للظهور، وقانون النسخ يعمل بوصفه تعفية (إلغاء) لظهور مراد طوال مدة يظهر آخر، وقانون تعارض النصوص يعمل بوصفه حلا لمشكلة ما يبدو أنه تعارض بين ظواهر النصوص "[18]. كل هذا على اعتبار أن النص واضح منسجم مكتف بذاته ولا يحتاج إلى سياق أيا كان نوعه، وقد كان للأستاذ الديري إمكانية خصبة للنقد لو شاء، سواء بعرض آراء ابن حزم على اجتهادات عصره، أو على ما توصلت إليه علوم اللسان وفلسفة اللغة والنقد الأدبي الحديث متمثّلا في نظريات القراءة والتأويل، ولكن يبدو أنه أختار العرض والتحليل دون النقد، وهو ما حرم القارئ من إمكانية تبيّن قيمة ما أنتجه ابن حزم والمذهب الظاهري عموما.

خاتمـــــــة

وصفوة القول فقد تمكن الباحث خلال هذه الدراسة أن يعيد تركيب البناء النظري الظاهري من خلال كتاب "الإحكام في أصول الأحكام" لابن حزم، فانطلق من المهاد الفلسفي إلى الرؤية المنهجية وصولا إلى قوانين تفسير الخطاب، فبيّن أن طلب المقدمات اليقينية قد أسلم ابن حزم إلى تبنّي عقلانية برهانية لا ترى في النص غير ما فيه، وأن ما عداه موقوف على دليل يثبته، وإلاّ بطل أن يكون معرفة، وفي ضوئه – أي في ضوء الدليل- صيغت القوانين الإجرائية لفهم الخطاب المقدّس، هذا الخطاب الذي رأى ابن حزم أن موضوعه الأمر، وقد لاحظنا في حينه أنه كان بإمكان المؤلّف أن يبيّن حدود هذا البناء النظري، فما يدعى بعقلانية برهانية هو طوق آخر يحذّ من طاقة اللغة، ويحرم النّص من إمكانيات التأويل والاستقراء وغيرها، وهي منافذ محدودة أصلا لأن العقل هو عقل النصّ، إي خضوع له ووقوع حتميّ في التّبرير والتّوقّف،أي ،باختصار،أن المشروع الظاهري هو تطويق للمطوَّق أصلا، على خلاف العقل الذي يكون موضوعه الوجود والطبيعة والصناعات: مغامر ورائد ومنفتح.

إن ما أشرنا إليه من افتقار الدراسة إلى البعد النقدي لا ينال من قيمتها العلمية والأكاديمية في إغناء المكتبة العربية بمثل هذه المؤلف القيّم الذي يسلّط الضوء على جانب من تراثنا الثقافي والديني، وقد اختار المؤلّف ألاّ يكون من أهدافه تقويم فكر ابن حزم، وهو اختيار لا تثريب

عليه فيه، وحسبنا أنه أتاح لنا هذا الحوار الخصب مع قراءته ومع المدوّنة نفسها.


[1] – علي أحمد الديري، طوق الخطاب: دراسة في ظاهرية ابن حزم، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،2007.ص13

[2] – نفسه ص143، وما بعدها وخاصة ص158

[3] – نفسه، ص 30

[4] – نفسه، ص ص31إلى 34 .

[5] – عبد الله العروي، مفهوم العقل (مقالة في المفارقات) ط3. الدار البيضاء. المركز الثقافي العربي،ص358

[6] – طوق الحمامة، مصدر سابق،ص.164

[7] – انظر في هذا المعنى: محمد القاضي،الخبر في الأدب العربي(دراسة في السردية العربية)،ط1، بيروت/ تونس، دار الغرب الإسلامي،كلية الآداب بمنوبة، 1998.حيث يقول في معرض تعريفه للخبر:نستهدي بما ضبطه أوقست فيشر(August Fisher) من مبادئ لاستجلاء المراحل التاريخية التي قطعتها الكلمة، والحاصل من هذه المبادئ أنّ الدارس لتطور معاني الكلمة يحسن به أن يرتب تلك المعاني من العام لإلى الخاص، ومن الحسّي إلى العقلي، ومن الحقيقي إلى المجازي ص46

[8] – ابن منظور، لسان العرب، مادة: (ع.ق.ل)

[9] – الموسوعة الفلسفية العربية، مجلد1، ط1، بيروت، معهد الإنماء العربي، ص600 ومابعدها

[10] – طوق الخطاب، مصدر سابق،ص102 وما بعدها

[11] – نفسه ،ص109- 110

[12] – نفسه، ص115

[13] – نفسه، صص 131- 132

[14] – نقلا عن مجموعة مؤلفين من ضمنهم المؤلف، المرجع والدلالة في الفكر اللساني الحديث، ترجمة عبد القادر قنيني، بيروت، أفريقيا الشرق 2000، ص132

[15] – طوق الخطاب، مصدر سابق،ص108

[16] – نفسه،ص179

[17] – نفسه، 188

[18] – نفسه، ص227