”تعريف الدين هو الشعور بالأمن في العالم” لكن، لماذا العالم اليوم يشعر بالخوف من الدين؟ لماذا نخاف من الفتاوى الدينية؟ لماذا نخاف من الهتافات الدينية؟ لماذا نخاف من الجماعات الدينية؟ لماذا صار الأصل الخوف من كل شيء يرتبط بناحية دينية؟ لماذا الدين صار يجلب الشعور بكل ما هو نقيض الأمن والأمل؟ لماذا يخاف الكتاب من الدين؟ لماذا اعترانا الخوف في ”بروفايل” من أن نفتح شق العلمانية؟ لماذا كان الصديق الفنان التشكيلي عباس يوسف، يقول لي ”بقايا أجلك مع بروفايل العلمانية”؟ لماذا يتصل بي الصديق حسين مرهون ليطمئن على أن بروفايل علمانيته لن يخل بأمنه الشخصي؟ لماذا ترسل لي أمل النعيمي مسجاً ”حاولت الاتصال بك. لكن البريد الصوتي قطع المبادرة في التواصل. حبيت أطمئن عليك، فالحرب عليك شديدة اتحمل بروحك”؟
ربما يكون العالم وكل هؤلاء الأشخاص مبالغين في شعورهم، وربما يكون العالم مريضاً نفسياً وهؤلاء الأشخاص مصابين بهوس ما، لكن العالم وهؤلاء الأشخاص ينتابهم شعور هو نقيض الشعور الذي يقتضيه تعريف الدين.
وجدت تفسيراً عند مصطفى ملكيان وهو عالم دين من علماء علم الكلام الجديد الذي يشهد انتعاشة مثيرة في الأوساط الإيرانية، يقول ملكيان ”كلما كان تديننا عقلانيا شعرنا بالأمان والطمأنينة”.
العقلانية تقتضي اليوم أن نعيد الأمن إلى تعريف الدين، وهذا يقتضي أن نسقط من ممارستنا الخطابية والسلوكية التي نقوم بها باسم الدين، كل ما يخيف الآخرين، من هتافات وشعارات وتسميات وتصريحات وحملات ومسيرات، مهما كانت الذرائع.
العلمانية بهذه العقلانية، هي فصل الدين المخيف عن السياسة، أو فصل الخوف عن الدين أو هي حماية التنوعات الدينية من الخوف الديني، أو هي حماية الدين من استخدام الدولة السياسي، أو هي رشد العقل من غي الخوف. أو هي فصل الدين عن أن يكون فصلا ملحقا بجهاز احتكار وسائل العنف.
العلمانية هي جعل معنى الدين لا يسكت عن الحياة في عوالم جديدة. العلمانية لا تُسكت الدين بل تجعله لا يسكت، وكان حافظ الشيرازي يقول ”المعنى نفسه لا يسكت، ولكن الأذن لا تكون مفتوحة في كل وقت” خصوصا وقت الخوف.