الأرشيف السّمعي البصريّ : حفظ الذاكرة الجماعيّة

الأرشيف السّمعي البصريّ

حفظ الذاكرة الجماعيّة

فاطمة البزال

تساءل الأديب والروائي السعودي عبد الرحمن منيف يومًا عن معنى التاريخ بقوله: “التاريخ؟ إعادة رسم الأمكنة والأزمان التي مرَّت؟ تعزيز ذاكرة الأجيال الجديدة؟”. إنَّنا نعيد رسم الأمكنة بالصّورة الباقية عن ماضيها، ونعزّز الذاكرة بتسجيل يحيي أسلوب حياة وواقع أصبح ماضيًا للأجيال الحالية. لا حاجة لإبراز أهمية الأرشيف وارتباطه بحفظ الذاكرة وتسجيل التاريخ، لكنَّ للذاكرة السمعية البصرية وقعًا مختلفًا، فالصورة المتحركة المدمجة بالصوت تعيد إحياء الماضي بطريقة أكثر واقعيةً، لأنها تمثل الماضي الحيّ بتفاصيله كافةً، بناسه وعماراته وطرائق عيشه وبيئته. تبرز المقاطع الملتقطة للماضي القريب ارتباطه بالحاضر، وتسعى إلى إعداد الربط بين الحاضر بواقعيّته والماضي بالحنين والشوق إليه. الصّورة والصّوت يعزّزان الشعور بالانتماء إلى المكان والجماعة، لأنَّهما يستعرضان ماضي المكان بطريقة حيّة، فيبيّنان ملامحه التي قد تغيب عن الفكر في النصّ المقروء عن هذا الماضي.

نستعرض في هذه المقالة أهميَّة الأرشيف السّمعيّ البصريّ، بإبراز لمحة عن تاريخ نشأته وأنواعه، ونعود إلى الحاضر، فنبرز طبيعة العمل الأرشيفي في القرن الحادي والعشرين، والاتجاهات الحالية في الاستثمار بالأرشيف والذاكرة، وعرضها لأكبر شريحة من الجمهور.

أولًا: لمحة تاريخية

لا يمكننا تحديد بداية رسميَّة للعمل الأرشيفيّ السّمعيّ البصريّ، إذ بدأت هذه الأرشيفات من خلال نشاطات متنوّعة، لعلّ أبرزها نشاط المؤسَّسات الأكاديمية في جمع مصادر المعلومات وتنظيمها، ومنها المصادر السمعية البصرية. وبالتالي، اعتبرت كلّ النشاطات المرتبطة بهذه الأنواع الجديدة من المصادر، امتدادًا للعمل اليومي لهذه المؤسَّسات، وتطوَّرت هذه المجموعات نتيجة لتوسّع استخدام الوسائل السَّمعيَّة البصريَّة وانتشارها بشكل عام.

برزت اتجاهات أوليّة في الفصل المؤسّسي لأرشيفات الصوت والصورة والأفلام، وبعدها التلفزيون، لكونها تنتج من مؤسَّسات مختلفة ومتنوّعة. يأتي هذا الفصل انعكاسًا لاختلاف طبيعة المواد ومحتوياتها ضمن كل أرشيف. ولكن منذ ثلاثينيات القرن العشرين، بدأت هذه الأرشيفات تتخذ هويات أكثر وضوحًا، مع نشأة الجمعيات المهنية العالمية التي تمثل كل ميديا/ وسيط بحد ذاته. لاحقًا، ومع ازدياد الاهتمام العالمي بهذه المواد، حازت اهتمام الجمعيات المهنية العالمية التي تُعنى بالمكتبات والمتاحف والأرشيفات واعترافها.

كذلك، لا يمكننا تحديد بداية تاريخية رسميّة لعمل الأرشيفيين السّمعيين البصريين كمجموعة مهنيَّة، إذ كان للأرشيفيين في هذا المجال خلفيات مهنية متنوعة، على الرغم من اجتماعهم حول مبدأ أهمية جمع هذه المواد وحفظها من الضّرر والتّلف، إضافةً إلى إدراكهم أهمية العمل الذي يقومون به. وقد اجتمع على هذا العمل أفراد من مؤسَّسات أكاديمية ومؤسّسات بثّ الصوت والصورة والأفلام، إضافةً إلى أشخاص ذوي خلفيات علميَّة أو فنيَّة.

يمكننا القول إنَّ التسجيلات الصوتية والرسوم المتحركة نالت القيمة والأهمية الأعلى من بين الوسائل الأخرى على الإطلاق مع بدايات القرن العشرين. وبالرغم من أنّ اختراعها كان نتيجة الإبداع العملي في ذلك الوقت، فإنّ أسباب انتشارها السريع وشهرتها تُعزى إلى استخدامها لتحميل مضامين ترفيهية تصل إلى شرائح واسعة من الجمهور. وبذلك، بدأت المؤسَّسات الأرشيفيَّة تتلمّس أهمية هذه المواد ومهمّتها المرتبطة بجمعها والحفاظ عليها، فنجد مثلًا جهود المتحف البريطاني British Museum في جمع مواد الرسوم المتحركة motion pictures، لتكون جزءًا من سجلّه التاريخي. كذلك، نجد مكتبة الكونغرس الأميركيَّة حائرة فيما يجب عليها عمله بأوائل المطبوعات الورقية لبكرات الأفلام السينمائية التي أرسلها صانعو الأفلام إلى المكتبة!

نشأت أرشيفات الأفلام كمؤسَّسات مستقلّة عن مؤسَّسات المعلومات الأخرى في العقد الثالث من القرن العشرين في أوروبا وأميركا الشمالية، واستمرَّ أرشيف الصوت في التطور بالتوازي مع هذه المؤسَّسات الجديدة، ولكن بشكل مستقلّ، وضمن مؤسَّسات متنوّعة. بعد الحرب العالمية الثانية، توسّع انتشار مؤسَّسات أرشيف الأفلام، ووصل إلى أنحاء العالم كافة، وذلك بعد أن أصبحت الأهمية والقيمة الثقافية للمواد السمعية البصرية ظاهرة وملموسة ومعروفة وشرعية وذات قبول واسع. وفي العشرينيات من القرن العشرين، أنتج تطور الراديو أشكالًا جديدةً من المواد غير التقليدية، التي تتطلَّب جهودًا وتقنيات حفظ مختلفة. كذلك الأمر بالنّسبة إلى الأفلام الّتي لاقت انتشارًا في الأربعينيات من القرن نفسه، وأنتجت أيضًا أنواعًا وأشكالًا جديدة من المواد التي تحمل مضامينها، وتتطلَّب جهودًا مختلفةً وبيئةً جديدةً لحفظها. كذلك، طرحت تساؤلات حول إمكانية الإتاحة المستقبلية لهذه المواد، بعد تغيّر المادة الحاملة لمحتوى الفيلم وتطوّرها.

إنَّ المشهد في عالم القرن الحادي والعشرين بات أكثر تعقيدًا مع التطورات التكنولوجيَّة المرتبطة ببيئة إنتاج المعلومات وبثّها وإتاحتها بشكل عام. طرحت شبكة الإنترنت إمكانيات أكثر، فتعدَّدت الوسائل التي تحمل المحتوى السّمعي البصريّ، وانتشرت بشكل سريع جدًا. الأقراص المدمجة الحاملة للأفلام والصور والموسيقى لاقت رواجًا واسعًا في أواخر القرن العشرين، لكن إتاحتها ارتبطت باقتناء هذا القرص أو استعارته من مؤسسات المعلومات (المكتبات والأرشيفات). أما شبكات التواصل الاجتماعي، فهي تطرح تحديات أكبر وأكثر تعقيدًا، إذ صارت إتاحة الوصول إلى الأفلام والمواد الموسيقية مفتوحة نوعًا ما ومرتبطة بالاتصال بشبكة الإنترنت. أنتج اليوتيوب ثورة في هذا المجال، وأعطى خيارات واسعة في البحث عن المضمون السمعي البصري والوصول إليه. طرحت هذه التطوّرات في بيئة بثّ المضمون السمعي البصري تساؤلات بالنسبة إلى المؤسَّسات الأرشيفية، وأعطتها مهمات كبرى مرتبطة بملاحقتها، كمضامين أرشيفيّة، والعمل على حفظها لتسهيل إتاحتها مستقبليًا.

من خلال هذا العرض التاريخيّ، نستنتج وجود أنواع أساسيَّة من الوثائق التي تقتنيها الأرشيفات السّمعية البصريّة، وفقًا للتطورات التقنية التي أنتجت أنواعًا مختلفة من المواد. ففي مجال البصريات، نتحدَّث عن الصور والأفلام، وفي مجال السّمعيات، نتحدَّث عن تسجيلات الراديو والموسيقى والأفلام أيضًا. إذًا، تجمع الأفلام عناصر سمعيَّة بصريَّة، فتدمج الصّورة بالصّوت، لتكوِّن مشهدًا تمثيلًا حيًا مقاربًا للحياة الواقعيّة.

ثانيًا: أنواع الأرشيفات السَّمعية – البصريَّة

نستعرض هنا أنواعًا من الأرشيفات السَّمعية البصريَّة، تبعًا لاختلاف طبيعة نشاطاتها، والمواد التي تقتنيها، والجمهور الذي تستهدفه. قد تنتمي بعض الأرشيفات إلى واحدة أو أكثر من هذه الأنواع. نشأ بعضها نتيجة سياسة واضحة ومحدّدة، ومنهجية سليمة متّبعة بالنسبة إلى اقتناء المجموعة وحفظها، بينما نشأت أرشيفات أخرى نتيجة اقتناء مجموعة شخصيَّة أو مؤسَّسيَّة في الدّرجة الأولى.

  1. أرشيفات البث Broadcasting archives

تحفظ هذه الأرشيفات بالمبدأ مجموعة مختارة من برامج الراديو و/ أو التلفزيون، إضافةً إلى مجموعة من التسجيلات الدعائية والإعلانية. يمثل عادة هذا النوع من الأرشيفات قسمًا من المؤسسات الإعلامية والإعلانية، سواء كانت مؤسَّسات ضخمة ومعروفة أو صغيرة ومغمورة. قد تتضمَّن مجموعاتها بعض المواد الخام، منها المقابلات بصيغتها الأولية قبل عملية المونتاج وتسجيلات المؤثرات الصوتية، إضافةً إلى مجموعة من المواد المرتبطة، كتسجيلات البرامج program scripts الإذاعيَّة والتلفزيونيَّة.

  1. المتاحف السّمعية البصريّة

تعمل هذه الأرشيفات على حفظ مجموعة الأدوات المستخدمة لصناعة المواد السمعية البصرية وعرضها، ومنها الكاميرات وأجهزة العرض والفونوغراف والملصقات والدعاية والأزياء والتذكارات. وإضافةً إلى هذه المعدات، تعمل هذه الأرشيفات على عرض مجموعة من الصور والصوتيات في معارض مفتوحة للزوار، لأهداف تعليمية وترفيهية.

  1. الأرشيفات السّمعية البصريّة الوطنيّة

تعمل هذه الأرشيفات على مستوى الوطن ككلّ، فهي هيئات ذات مسؤوليَّة كبرى مرتبطة بحفظ الذاكرة الوطنية السمعية البصرية. لذلك، نجدها تعمل على جمع التراث السمعي البصري وتوثيقه وحفظه ضمن ظروف ملائمة تسمح له بالبقاء لأطول أمد ممكن، وبالتالي تهيئ ظروف إتاحته للأجيال المستقبليَّة. إنها أرشيفات ممولة حكوميًا تعمل على حفظ الأفلام والصوتيات المصنّفة بأنها الأكبر والأكثر شهرة عالميًا. تستقبل هذه الأرشيفات كلّ الأفلام والموادّ الأخرى المنتجة محلّيًا في سياق تطبيق قانون الإيداع الإلزامي، وتعمل بذلك على توثيق الذاكرة المحلية السّمعية البصريّة وحفظها للإتاحة المستقبليّة. قد تشكّل هذه الأرشيفات دائرة إدارية من المكتبة الوطنية أو الأرشيف الوطني أو المتحف الوطني، وقد تشكّل مؤسسة قائمة مستقلة بحدّ ذاتها، وذلك يرجع إلى سياسة البلد العامة، وإلى ضرورة إنشاء مؤسَّسة مستقلّة معنيَّة بالمواد السمعية البصرية بالتحديد.

  1. أرشيفات الجامعات والمؤسَّسات الأكاديميّة

تقتني بعض المكتبات الجامعيَّة والأكاديميّات العالميَّة مواد سمعية بصرية، كجزء من مجموعتها المكتبية، بهدف خدمة الباحثين الأكاديميين، ويمكنها أن تمارس دورًا مرتبطًا بحفظ التراث السّمعيّ البصريّ للمنطقة الجغرافيّة التي تخدمها، فيَعظم دورها على مستوى الوطن ككلّ، كحافطةٍ لتراثه.

  1. الأرشيفات المتخصّصة موضوعيًا

هي أرشيفات متخصِّصة بموضوع محدّد، لا تخدم هدف حفظ الذاكرة بشكل عام، بل تسعى نحو نوع أكبر من التخصّص، من خلال اختيار حقل موضوعيّ معيّن، والعمل على جمع تراثه السمعي البصري وحفظه. يتركَّز عمل هذه الأرشيفات على موضوع أو ثيمة محددة أو منطقة جغرافية أو فترة زمنية. نجد مثلًا أرشيفات متخصّصة بحفظ تراث مجموعات إثنية أو قومية أو ثقافية محدّدة، كما نجد أرشيفات أخرى تسعى إلى خدمة حقول بحثيّة وأكاديميّة محدّدة. وهنا تبرز مؤسَّسات الأرشيف الشّفهي ومكتبات السّينما والفيديو.

  1. أرشيفات الاستديو Studio Archives

تعمل بعض شركات إنتاج الأفلام على حفظ أرشيفها وصيانته، من خلال إنشاء وحدات وأقسام إدارية خاصَّة لهذه المهمَّة. وقد صار الأرشيف، بالنّسبة إليها، وعيًا لتاريخها وسير عملها، وحفظًا لمجموعاتها من الضَّرر والتّلف.

  1. المكتبات والأرشيفات والمتاحف بشكل عام

تُكوّن الموادّ السّمعية البصريّة، والموادّ المصاحبة لها، جزءًا من مجموعات المكتبات والأرشيفات بشكل عام، وجزءًا من معروضات المتاحف العامَّة ومقتنياتها.

ثالثًا: الأرشيف بالمجانّ مقابل الأرشيف كاستثمار

لا قيمة للذاكرة المخفيَّة، فالحفظ الأرشيفيّ مقرون دائمًا بالإتاحة، وهو ما تعمل عليه كل مؤسَّسات المعلومات من أرشيفات ومتاحف ومكتبات، لكنَّ هذه الذاكرة قد تصبح بحدِّ ذاتها سلعة قابلة للاستثمار، وهو اتجاه يتعزَّز تدريجيًا مع زيادة الوعي بأهمية هذه الذاكرة المهدّدة بالضياع في أية لحظة، في ظلِّ كل ما نشهده من أحداث في عالمنا العربي بالتحديد.

وعلى الرغم من أنَّ مفهوم الإتاحة هو في صميم مهامّ المؤسَّسات الأرشيفيَّة، فإنَّ هذه الإتاحة قد لا تكون مطلقة وعامّة ومفتوحة بالنسبة إلى بعض المؤسَّسات، لأنَّ الأرشيف قد يكون مصدر استثمار مربحًا جدًا، وخصوصًا إذا أصبح يمثّل ذاكرة أمكنة وأشخاص وطرائق عيش مهدّدة بالاندثار.

أبرزت التكنولوجيا الحديثة أهميّة الأرشيف، وقرّبته إلى الناس، وعزَّزت قيمته لديهم. ففي لبنان على وجه الخصوص، نجد الكثير من المؤسَّسات التي تستثمر في الأرشيف السّمعي البصريّ، منها أرشيفات المؤسَّسات التلفزيونية وأرشيفات مؤسَّسات الإنتاج الفيلميّ الوثائقيّ. وهناك اتجاه آخر يسعى إلى عرض الأرشيف عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، لضمان وصوله إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور. من هنا، نجد الكثير من الصَّفحات التي توثّق الذاكرة اللبنانيَّة في الفايسبوك مثلًا.

إنَّ تجربة مؤسَّسة أرشيف فايرهورس “Fire Horse Archive” بارزة في هذا السِّياق، وهي مؤسَّسة منتجة للأفلام الوثائقيَّة والبرامج التلفزيونيَّة. وطبيعة الأفلام الوثائقية التي أنتجتها الشركة كوَّنت لديها كنزًا أرشيفيًا يوثّق ذاكرة المجتمع العربيّ بالتحديد، فعملت بموازاة شركة الإنتاج على إنشاء شركة للأرشيف تستثمر فيها الذاكرة الغنية التي كوَّنتها على مدار أكثر من عشرين عامًا من العمل في إنتاج الأفلام الوثائقيّة.

أنتجت الشركة أفلامًا وثائقيَّة تحاكي المجتمع العربيّ وأنماط الحياة والثقافة والعمارة والمناظر الطبيعية والهندسة الطبيعية فيه، فكوّنت بذلك مخزونًا من لقطات الفيديو لأشخاص وأماكن ومناظر عامَّة قد لا نمتلك الإمكانيَّة لإعادة التقاطها في وقتنا الحالي. في هذا الأرشيف، نجد مثلًا لقطات لقلعة تدمر الأثريَّة في أوائل القرن الحادي والعشرين، أي قبل احتلال داعش لها وتدمير قسم منها. نجد كذلك لقطات توثّق تراث المجموعات الدينية والإثنية والعرقية في شرقنا، منهم السّريان والأكراد والأقباط والشيعة واليهود وغيرهم. هذا الأرشيف الغني جدًا أصبح في متناول الجمهور بعد عمل المؤسَّسة على توثيقة وحفظه طبقًا للمعايير العالمية، لكنَّ إتاحته مشروطة بمبلغ ماليّ تتقاضاه الشركة عن كل صورة أو مقطع فيديو يحتاجه المستفيد.

ونجد في صفحات الفايسبوك الكثير من الصور والأفلام التي توثّق الذاكرة اللبنانيَّة بالتحديد. فصفحة “تراث بيروت” مثلًا، تعرض صورًا ولقطات فيديو عن بيروت والبيارتة، قد ترجع إلى القرن الثامن عشر. ونجد فيها مثلًا صورة لمرفأ بيروت في القرن التاسع عشر، وصورًا أخرى للجامعة الأميركيَّة في بيروت منذ عهدها الأول وبداياتها في منتصف القرن التاسع عشر.

وتوجد صفحة أخرى تسعى إلى توثيق ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية بالتحديد، تحمل اسم “Memory at work ديوان الذاكرة اللبنانية”، وهي صفحة الفايسبوك الخاصة بمشروع “ديوان الذاكرة اللبنانية: دليل اللبنانيين إلى الحرب والسلم”، الذي يعمل عليه “مركز أمم للتوثيق والأبحاث”. تعرض هذه الصفحة مجموعة من الوثائق والصور التي توثّق مراحل الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة بين العام 1975 والعام 1990.

على الرغم من أنَّ بعض جهود عرض الذاكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر فرديةً وغيرَ منتظمةٍ مؤسساتيًا، وعلى الرغم من بعض العوائق المالية القائمة للحصول على مستندات أرشيفيَّة من المؤسَّسات التي تخلق هذا الأرشيف وتستثمر فيه، فإنَّ جميع هذه الجهود مباركة، لأنها تعيد الحياة إلى ماضٍ قريبٍ أو بعيدٍ يسعى البعض إلى طمس معالمه وإخفائه من التاريخ.

قال الأديب السّوري فرج بيرقدار يومًا: “بأحذيتهم يحاولون محو ماضيك، وبأسنانك وأظافرك تحاول أن تتشبَّث بالزمن والذاكرة والأحلام”.

____________________

المراجع:
1- الأرشيف السمعي البصري: هل الذاكرة الجامعية في خطر؟ مجلة الإذاعات العربية، العدد 2، 2013.
2- المناصير، محمد، الحفظ والصيانة لأرشيفات الصوت والصورة: الترميم والرقمنة، 2013.
3- “تراث بيروت”، صفحة في موقع فايسبوك. آخر مراجعة بتاريخ 20 نيسان/ أبريل 2017.
4- انظر:
Edmondson, Ray (2004). Audiovisual archiving: philosophy and principles. Paris: United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization
5- انظر:
Okahashi, Akiko (2011). Preservation of Audiovisual Collections at the Nationa Diet Library
6- انظر:
Fire Horse Archive website. Available at
http://cutt.us/qSqFI. Last viewed on 20 April 2017

___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

لتحميل المقال بصيغة PDF: الأرشيف السّمعي البصريّ حفظ الذاكرة الجماعيّة

___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

أرشيفو  6 بصيغة PDF 

اقرأ أيضًا: 

عن الكاتب


اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تتميز بـ *


يمكنك استخدام HTML وسوم واكواد : <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>