في زيارة أوباما للأرجنتين في مارس 2016، انشغل الإعلام برقصة (التانغو) التي أدتها الأرجنتينية الشهيرة مورا غودوي مع الرئيس. يكاد لا يتذكر كثيرون، إشارته إلى جملة لافتة، وإشادته بجهة هامة، الجملة تخص الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس «في هذا البلد لدينا حق مصون في الأمل»، والإشادة تخص «رابطة جدات ساحة مايو». ما علاقة ذلك بالأرشيف؟(رابطة جدات ساحة مايو) هي منظمة غير حكومية، ولها تاريخ يمتد على أكثر من ثلاثين سنة في النضال والعمل دفاعا عن حقوق الإنسان.
تعمل الرابطة منذ عام 1977، في البحث والتقصي عن جميع المخطوفين والمفقودين بسبب القمع السياسي الذي وقع في الأرجنتين إبان الديكتاتورية العسكرية. في 2010 قررت اليونسكو أن تمنح هذه الرابطة جائزة (فيليكس هوفويه) المخصصة لتكريم الأشخاص والمؤسسات أو المنظمات التي تسهم إسهاما مرموقا في تعزيز السلام أو السعي إليه أو صونه أو استدامته.وهذا الجانب هو الذي دفع أوباما ليشيد بأمهات وجدات ساحة مايو اللواتي طالبن بمحاسبة العسكريين بعد اختفاء أبنائهن، والأهم من الإشادة هو إعلانه عن فتح «الأرشيف العسكري وأرشيف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» من أجل المساهمة في تسليط الضوء على اختفاء العديد من المعارضين.
إنه نضال الجدات إذن من أجل فتح أرشيف الحقيقة، لم تتخل جدات (مايو) عن أبنائهن، وأجبرن الجميع على فتح الأرشيف، كي تبقى الذاكرة حية ومعتبرِة ومصانة. لكن ماذا لو فتحنا الأرشيف الأمريكي في البلدان التي عانت من ويلات اغتيال الأمل في الحرية والكرامة، سيكون الجواب، على لسان (أوباما) أيضا وأيضا: «إن فتحنا مجالاً للأفراد في الولايات المتحدة أن يقاضوا حكومات أخرى، فهذا يعني أننا نفتح المجال لأفراد العالم أن يقاضوا الحكومة الأميركية باستمرار».
لقد مارست الجدات حق الأمل الذي صاغه أديب الأرجنتين العظيم الذي لم يكن يملك بصر العين، لكنه كان يملك بصيرة الأمل «في هذا البلد لدينا حق مصون في الأمل». هناك حيث يكون الأرشيف، يظل الأمل مصوناً..
___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
لتحميل المقال بصيغة PDF: الأرشيف والجدات والأمل المصون
___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
اقرأ أيضًا:
