«Woman In Gold» فيلم أمريكيّ أُنتِج في العام 2015، تدور أحداثه حول قصَّة حقيقيّة بطلتها ماريا ألتمان، المرأة النمساويّة اليهوديّة التي هربت من النازيين مع زوجها إلى أمريكا قبل اندلاع الحرب العالميّة الثانية.
بعد وفاة شقيقتها في العام 1998، تكتشف، ضمن أرشيف عائلتها الشّخصيّ، ما يدلّ على أنها تملك حقًا في وراثة لوحات، إحداها لوحة رسمها الفنان الشهير غوستاف كليمنت لعمّتها وهي ترتدي عقدًا ذهبيًا، وذلك مقابل مبلغ دفعه زوجها.
هذه اللوحة التي كان النازيون قد سرقوها من منزل عائلتها الثرية خلال الحرب، عادت الحكومة النمساوية وحصلت عليها، ووضعتها في متحف فيينا «بلفيدير». وقد أُطلق عليها لقب «موناليزا النمسا»، وسُمِّيَت أيضًا «امرأة من ذهب»، وقُدِّر سعرها بـ 100 مليون دولار أمريكي.
بعد صدور قانون الاسترداد في النمسا، تخوض ماريا معركة قانونية وإعلامية كبيرة من أجل استرداد اللوحة، وتنجح أخيرًا في استردادها من متحف «بلفيدير».
الزاوية التي يمكننا من خلالها الاقتراب من هذه القصَّة، هي قيمة الأرشيف الشّخصي في إثبات حقيقة ما هو حقّ لنا، وقدرته على منحنا الحقّ لاسترداد ما هو لنا، وفاعليّته في إعادة رواية قصّة هذا الشيء، وفق أحداثها الأصلية.
اللوحة، بفعل هذا الأرشيف الشّخصي، صارت دليلًا على اضطهاد تاريخي، وعلامةً على أنَّ الحقّ لا يسقط بالتقادم، ونموذجًا يمكن الاستشهاد به في قضايا الاسترداد، وهُويّة عائلية، وقصَّة مثيرة، وثورة ماديّة ضخمة، وسيرة، وأخيرًا، فيلمًا سينمائيًا.
إنها لحظة تاريخية في الماضي، تسأل عن شيء في الحاضر؛ من يمتلك حقّ هذه اللوحة؟ عمّن تعبّر؟ من نرى فيها؟ كيف وصلت إلى متحف «بلفيدير» وبقيت لأكثر من نصف قرن؟
هكذا يعمل الأرشيف. يُحضِرُ الأشياء إلى الوجود بعد أن توشك أن تذهب إلى العدم، بل ويمنحها أشكال حضور جديدة في الحياة. إنه الأرشيف؛ وثائق من ذهب.
___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
لتحميل المقال بصيغة PDF: وثيقة من ذهب
___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
اقرأ أيضًا:
