بيروت: “أوال” يطلق محركا للبحث الإلكتروني… ويتيح سجلات بريطانية تروي جزءًا مهمًا من تاريخ البحرين
مرآة البحرين (خاص): أطلق مركز أوال للدّراسات والتّوثيق (الخميس 2 مايو/ أيار 2016) محركا للبحث الإلكتروني يحتوي على نحو 40 ألف وثيقة، وذلك خلال فعالية أقامها تحت عنوان “الأرشيف: الوجود والعدم” في مكتبة أنطوان وسط بيروت.
الحفل الذي شهد حضور عدد من المختصين، أعلن فيه المركز عن إصدار جديد، يوازي إطلاق محرك البحث من حيث الأهمية، وهو إصدار المجلدات الخمس الأولى من سجلات البحرين في الأرشيف البريطاني. وتروي الوثائق الأحداث التي شهدتها البحرين خصوصًا ومنطقة الخليج عمومًا في الفترات الممتدة من العام 1820 حتی العام 1971، كما تحوي عددًا كبيرًا من المراسلات بين البحرين وعدد من الأطراف منها الحكومة البريطانية والمقيمية البريطانية والحكومتين الفارسية والتركية.
“المركز الوطني” يضع إمكانياته تحت تصرف “أوال”
المدير العام للمركز الوطني للأرشفة والتوثيق كارين عاصي قالت في كلمة إن الوثائق والأرشيف تلعب دورا في حفظ حقوق الوطن والمواطن، ولفتت إلى كونه “الحافظ الأساس للتّراث الذي تستعيده الأمم، ونتاج تاريخها ومراحل وجودها، الذي يُقاس بالمعاناة المؤثرة في كنه الإنسان وجوهره”، قبل أن تؤكد عاصي أن “المركز الوطني للأرشفة والتّوثيق يضع كافة إمكانياته بتصرف مركز أوال للوصول سويًا إلى حفظ وكتابة التّاريخ”.
من جهته أشار الصحافي علي مطر إلى “المسؤولية التي أخذها مركز أوال على عاتقه بحفظ أرشيف البحرين بشكل خاص، ومنطقة الخليج بشكل عام، لأهمية ذلك على مستوى تاريخ الشّعب البحريني والمنطقة”، بينما اختار الدكتور في كلية الإعلام في الجامعة اللّبنانية جواد مكي، الحديث عن أهمية تنظيم عملية الأرشفة واعتمادها على النّظم المعلوماتية الحديثة، وأثنى مكي في حديثه على “مبادرة مركز أوال وجهوده في حفظ الذّاكرة البحرينية عبر عملية توثيق المستندات وتقديمها بوسائل حديثة تحاكي التطور التقني في عالم الإنترنت، ما يتيح للباحثين والمختصين وطلاب المعرفة الوصول إليها بسهولة والإفادة منها”.
الصحافي عبدالرحمن جاسم: الأرشيف معركة لإثبات الوجود والأحقية
الصحافي عبد الرّحمن جاسم تطرق في كلمته إلى اهتمام الإنسان بالأرشفة “منذ بدايات وجوده على ظهر البسيطة، سواء بالرسم على حوائط الكهوف أو النقش على الصّخور أو الرّسم على أوراق البردى”، متحدثًا عن تجربة الشّعب الفلسطيني “الذي غدا أشبه بشعب بلا تاريخ، حضارة أو حتى مستقبل، بالنسبة للباحثين والأكاديميين أو حتى الأشخاص العاديين، حيث لا يوجد أرشيف -رسمي- يمكن استخدامه لدحض الدعاية الصهيونية والحديث عن حضارة فلسطينية كانت قائمة قبل العام 1948″، واستند إلى مثال استقاه من تجربة شخصية، حيث أن الأوراق الثبوتية لوجود عائلته في مدينة يافا تعود إلى العام 1732، ما يعني، وفقًا لقوله، أنها وحدها أكبر من دولة الكيان العبري، وبالتالي “خسر الشعب الفلسطيني معركة إثبات الوجود والأحقية والقدرة عن الدفاع عما هو له”.
وأشار جاسم إلى أن “عمل مركز أوال في الأرشيف هو عمل جهود دؤوب هدفه في الأساس التأريخ للشّعب البحريني بعيدًا عن أي نظام حاكم أو أي تأثير سياسي ذي بعد “قمعي” أو “نفعي””، موجهًا الشكر إلى المركز لعمله الدؤوب، لافتًا إلى أنه “لن تقوم للحضارة المشرقية أي قيامة من دون العودة إلى تراثها الخصب وإرثها الحضاري المنتشر”.
“أرشيفو”: مجلة بحرينية تتجول في الذاكرة
وفي إطلالة على مجلة “أرشيفو”، وهي أحد إصدارات المركز، تحدثت سكرتيرة تحرير المجلية آلاء هاشم عن كونها “خطوة بارزة تقي الوجود من مخاطر العدم”، وقدمت “أبواب المجلة التي تتراوح بين إبراز الأرشيف كعلم والأرشيف كواقع عملي مُطبَّق ومُعاش، وتسلط الضوء على مفاهيم الأرشيف وقضاياه واشكالاته، كما تعرض تجارب أشخاص ومؤسسات في التعامل مع الأرشيف على مستوى العالم العربي بجانبيه الشفهي والمكتوب، وتروي حكايا كانت قد تخبأت في زوايا ذاكرة الناس”، مؤكدة أن “أرشيفو ما كانت لتُبصر النور لولا جهود القديرين ممّن يهتمون بالتاريخ والذاكرة لأجل الحقيقة وصونها وإعلاء شأنها”.
واختتم الحفل بعرض فيديو يشرح كيفية العمل على محرك البحث، وبتوزيع العددين الأول والثاني من مجلة أرشيفو على الحضور.