تغطيات

مثقفون يناقشون كتب الباحث البحريني علي الديري في بيروت

الميادين: نظم مركز أوال للدّراسات والتوثيق حفل توقيع لكتب الباحث والمؤلف البحريني د. علي الديري :”من هو البحريني؟” و”إله التوحش” الصادرين عن المركز، و”بلا هوية” الصادر عن مرآة البحرين، في مكتبة أنطوان في أسواق بيروت بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين والنشطاء.

 الحفل قدمته الزميلة وفاء العم التي أشارت إلى أنّه “انطلاقًا من الأسئلة التي طرحتها أماسيل، ابنته التي لم تتجاوز الاثني عشر ربيعًا (عند كتابة “بلا هوية”)، استطاع الديري أن يحول مسألة إسقاط الجنسية إلى معالجة لقضية الهوية، من يصنعها ومن يهدمها”. ولفتت إلى أن “أماسيل أخرجت الديري من حالة المفكر إلى الأب ونقلت أسئلتها من فلسفة الكلمات ودلالاتها إلى الأب الذي يبحث عن إجابات يقدمها لابنته ولأبناء المنفيين”.

DSC_4243

وأضافت العم أن “المعضلة الأساسية التي تشهدها البحرين” تكمن في “أن تجد نفسك فجأة بلا هوية، خارج الجماعة، وخارج الوطن”، مضيفة “أن تكون بلا هوية أو أن تُنتَزَع هويتك قسرًا هي بذاتها عملية توحش، سواء كانت تصب في التوحش العقائدي أو في التوحش السّياسي اللّذين نشهدهما، والهدف دائًما هو السّلطة”.

ولفتت العم إلى أن كتب الديري شاهد على مرحلة تحول في مسيرته، من الكتابة الفكرية الجامدة إلى الكتابة الحركية، حيث يمكننا أن نلحظ تغيرًا بين ما قبل انتفاضة العام 2011 وما بعدها، وما قبل المنفى في كندا، وما بعده.

بعدها، تتالت شهادات الحضور، مع الإعلامية نور بكري التي أشارت إلى حادثة لفتتها فقالت “استخدمت مصطلح “بحراني”، باعتبارها النسبة اللغوية إلى البحرين، ولكن الدكتور الديري اعترض، وطلب تعديلها إلى “بحريني”، نظراً إلى الحساسيات التي باتت الكلمة تفرضها”.

DSC_4259

وأضافت أنّه نجد في كتاب “من هو البحريني؟”، “توضيحًا للفرق بين المصطلحين، وكيفية تغيّر دلالات كلمة “بحراني”، لتحمل مضامين سياسية وطائفية وتثير الحساسيات، بعدما كانت تشير إلى السكان الأصليين للبحرين”،  وقالت إنّ “سؤال “من هو البحريني؟”، الذي يجيب عليه الكتاب الأخير للكاتب الذي يقدم إجابات على سؤال يطرح نفسه بقوة هذه الأيام: لماذا يبدو سهلاً إسقاط الجنسية في البحرين؟”

بعدها كانت شهادة رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش، الذي رأى أن “كتاب “من هو البحريني؟” هو الوسيلة التي استطاع بها الكاتب أن يصفع قرار إسقاط جنسيته”.

DSC_4269

وخلال الجلسة، وجهت الزميلة راميا ابراهيم سؤالها للكاتب د. علي الديري عن الجمهور الذي يوجه إليه هذه الكتب، وعما إذا كان متورطًا في قضية صراع سلطة؟، شارحة أن هذا السؤال بديهي ويطرح نفسه في الأزمة البحرينية بين المعارضة والسّلطة حاليًا.

DSC_4272

وأجاب الدكتور الديري بأن “هدفه الأساسي في كتبه كمن في دراسة النّصوص التي أسّست لما يمثل هذا الكل أو الأنا، أي هذا القتل وهذا التّكفير وهذا الهدر لإنسانية الإنسان وحقه في الوجود”، مضيفًا أنها “قضايا تخص الوطن، ولست أستطيع تحديد ما إذا كنت متورطًا في ذلك، غير أني أتحصن بأدوات علوم الإنسان الحديثة من السّقوط في أي فخ طائفي أو معرفي أو عرقي”، موكلًا المهمة إلى التاريخ بالقول: “وكفى بالتاريخ شاهدًا”.

من جانبه رأى الدكتور حسين رحال أنّ “المثقف الملتزم هو الذي يدافع عن قضايا شعبه، وأن صراع المعارضة البحرينية والمثقفين البحرينيين حاليًا هو من أجل البقاء على قيد الحياة والمشاركة الرمزية ضد العنف الرّمزي الذي يُمارس ضدهم، والمتمثل في النفي وإسقاط الجنسية، بعد أن مورس ضدهم العنف المادي”، لافتًا إلى أن “تجربة الديري تبرز أنه على المثقف الملتزم أن يدفع ثمن أي من التزاماته”.

DSC_4238

وأشارت الإعلامية تغريد الزناتي إلى أن هذه الكتب، لا سيما كتاب “من هو البحريني؟” دفعتها إلى التّساءل بشأن مفهوم المواطنة الفكري، لافتة إلى أن “هوية المواطن تقع بين مفهومين: مفهوم المواطنة (أين وُلدنا؟ أين نعيش؟ أين أرضنا؟ أين أهلنا؟) وبين السجلات الرسمية النائمة في أدراج مكاتب الوزارات والحكومات”. وأضافت أنّ “مفهوم المواطنة تحول في البحرين إلى سَند يمتلكه الإنسان بحسب الأفضلية، وبحسب التقلبات السياسية أو المصالح الإقتصادية. هنا مواطنون فقدوا “ورقة الهُوية” لأسبابٍ سياسية، لاختلافات في الآراء والقناعات، وبسبب ممارساتِهم الفكرية. هنا أيضاً من نال “ورقة الهُوية” نفسها لنيل حقوقٍ لم يقُم أصحابُها بواجباتهم أصلاً لاستحقاقها. وكانت الهوية هدية لهم..”

DSC_4290

وقالت نحن “نحمل مسؤولية الإضاءة على أوضاع عامة الشعب، بعيداً عن مالك القوة صاحب الجلالة، بعيداً عن القصة التي يرويها الملك بما يخدم مصالحه وسياسة بطشه”، واستشهدت بقول للكاتب في مقابلة له على قناة الميادين “التعريف القانوني ليس مكتوباً على ورق، بل هو مكتوب بالدم” لتختم “هذا هو البحريني، شخصٌ ينشد الحرية، ويوسّع مجالَها العام بسلميتِه، ويغذي أرضَها بدماء شهدائِه، ويظلُ يحلمُ بوطنٍ حرٍ ومواطنة تحفظُ كرامته”.

وأعربت الدكتورة خولة مطر عن سعادتها “للقدرة البحثية العميقة التي نجدها في كتب الدكتور علي الديري والجهد الذي يسد الفراغات الناقصة في المكتبة البحرينية”،  مضيفة أنّه “حوّل الظّروف الصعبة إلى فرصة، وهو ما نحتاجه سواء في البحرين أو في المنطقة العربية ككل”. وشدّدت على “ضرورة أن يقرأ الجميع هذا الكتاب لأنه يشكل مرحلة مهمة من تاريخ البحرين غير معروفة حتى للبحرينيين أنفسهم”، وختمت بالقول إن “مثل هذه المشاركات ستصنع رجال ونساء المستقبل الذين سيصنعون التراث الحقيقي للبحرين”.

DSC_4317

من ناحيته، لفت محمد العصفور إلى أنّ انشداده إلى الكتاب انبعث من “معالجته لهذا التزاحم على حق الوجود الذي همّش البحراني حتى أنتج سؤالاً من هو البحريني، البحريني الذي كان مكان السخرة ومكان العسف من قبل الحاكم ومن قبل محازبيه، وجعل السخرة مظهرا مِن مظاهر طبقنة المجتمع وجعل السكان الأصليين في الدرجة الأخيرة في الوطن”.

DSC_4307

واستحضر العصفور في مداخلته كتاب القبيلة والدولة في البحرين، فقال إنّ “كتاب من هو البحريني يشبه ولا يماثل كتاب القبيلة والدولة، لفؤاد إسحاق الخوري، لكن كتاب خوري كتاب اجتماعي محض، كانت أدوات صاحبه أكاديمية اجتماعية صرفة وليست أدوات متطورة كالتي نملكها اليوم. أما كتاب الدكتور الديري فينطوي على سعة في المعرفة وتنوع في الأدوات، ويقوم على قراءة علمية وثيقة لوثائق الأرشيف البريطاني”.

رابط الموضوع

معرض بيروت الدولي 2016

مركز أوال ومرآة البحرين يشاركان في معرض بيروت الدولي للكتاب بإصدارات جديدة بينها كتاب لـ«خوري» وآخر عن جواد ظريف

مرآة البحرين (خاص): تشارك «مرآة البحرين» و«مركز أوال للدراسات والتوثيق» في معرض بيروت الدولي للكتاب، الذي يقام من 1 وحتى 14 ديسمبر/كانون الأول 2016.

وللعام الثاني على التوالي، تعرض المؤسستان إصداراتهما من الكتب والمطبوعات في ركن مشترك.

«مرآة البحرين» عرضت للجمهور لأول مرة النسخة المترجمة من كتاب «دعوة للضحك» لعالم الاجتماع اللبناني، فواد خوري، وهو بمثابة سيرة ذاتية لبروفيسور جامعي وعالم أنثروبولجيا عربي، قّدم واحدا من أهم المؤلّفات الاجتماعية والسياسية عن البحرين، وهو كتاب «القبيلة والدولة». وتحتل البحرين جزءا هاما من سيرة خوري التي يوثقها في «دعوة للضحك»، الذي ينشر بالعربية لأول مرة.

كتاب القبيلة والدولة في البحرين، يحضر هو الآخر في المعرض، في طبعة جديدة من مركز أوال بعد 40 عاما من صدوره لأول مرة.

وخلال المعرض، أطلق «مركز أوال» أحدث إصداراته لهذا العام، كتاب «سعادة السفير: محمد جواد ظريف»، وهو حوار سياسي ودبلوماسي واسع أجري مع وزير الخارجية الإيراني الذي كان قد شغل في وقت من الأوقات منصب السفير الإيراني للأمم المتحدة. ونال الإصدار إعجاب الكثير من زوار المعرض، كما وضعته صحيفة الأخبار اللبنانية من بين 15 كتابا في معرض بيروت رشحتهم للقارئ.

وأصدر مركز «أوال» كتاب «إله التوحش: التكفير والسياسة الوهابية»، للدكتور علي الديري، وهو مؤلّف بحثي يسعى لقراءة السياق السياسي والعقائدي لنصوص التكفير والتقتيل الوهابية في تجربة الدولة السعودية الأولى، ويأتي مكمّلا لكتاب «نصوص متوحشة: التكفير من أرثوذكسية السلاجقة إلى سلفية ابن تيميه»، الذي صدر العام الماضي للديري أيضا.

كتابان قام بترجمتهما مركز أوال، يحضران أيضا في ركن المركز بالمعرض، وهما «صراع الجماعات والتعبئة السياسية في البحرين والخليج»، للمحلل المختص بشئون البحرين جستن غينغلر، وكتاب «ما بعد الشيوخ…   الانهيار المقبل للممالك الخليجية»، للدكتور كريستوفر ديفيدسون.

كما يتواجد في المعرض كتاب «مرافعة كرامة: الشهيد النمر»، الذي أصدرته «مرآة البحرين» بالتعاون مع مركز «كيتوس» الثقافي.

وتعرض في الركن الإصدارات الفنية والثقافية المميزة لـ«مرآة البحرين»، وأهمّها «جدران 14 فبراير… غرافيتي الثورة»، و«الصورة دونها الموت»، فضلا عن الكتب والوثائقيات الأخرى ككتاب «داعش بيننا… الدولة البحرينية وصعود الإسلام الجهادي»، كتاب «شوكة الأطباء»، و«القضاء البحريني وذرائع الإرهاب، و«نصوص النتائج من تقرير بسيوني»، وكذلك تتواجد سلسلة حصاد الثورة، التي تصدرها المرآة سنويا.

وكذلك تعرض الإصدارات الأخرى لـ«مركز أوال»، ومن بينها كتاب الباحث السعودي فؤاد إبراهيم «داعش من النجدي إلى البغدادي… نوستالجيا الخلافة»، وكتاب «سيرة احتجاج… السيرة النضالية لعبد الهادي الخواجة» للباحث البحريني عباس المرشد، وكتاب المرشد الآخر «جدار الصمت: انهيار السلطوية».

هناك أيضا كتاب «أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين طوال 14 قرنا» لسالم النويدري، و«ديوان الشيخ جعفر الخطي»، والسلسلة التاريخية التي أصدرها المركز.

2

3

5

6

81

علاقة الإنسان بالمحفوظات

كلمة كارين عاصي مديرة المركز الوطني للأرشفة والتوثيق

أنشئ المركز الوطني للأرشفة والتوثيق في العام 2012 نتيجة كفاءتنا واهتمامنا بعلم الأرشفة والتوثيق ونقل المحفوظات من أرشيف مبعثر الى أرشيف منظم وممكنن ومصور.

ولأن الارتباط هو وثيق بين الإنسان والمحفوظات فهي إذا أصبحت نتاجه منذ ظهوره على الأرض وتأقلمه مع الطبيعة، وهي الأثر الباقي لتفاعله مع مقومات الحياة منذ الخلق وحتى هذه اللحظة، إلى أن أصبح يعتمد على الفكر والمعرفة.

ولأن المحفوظات المرتبة والجميلة ولكن غير المنظمة ترضي العين ولا تشبع الفكر، فتنظيم المحفوظات لا يعني تأمين مكان خاص بها في مستودع الحفظ ليصبح التنظيم أمرًا واقعًا ومؤمنًا، لأن المقصود به هو تنظيم حفظها بشكل سليم، وتأمين الإستفادة منها بشكل سريع، والقدرة على توثيق مواضيعها بشكل دقيق، وذلك من خلال مجموعة من المبادئ والأصول والخبرة التي صنع لها المركز الوطني للأرشفة والتوثيق دراسات علمية تحمي تراثًا غاليًا وتساعد مجتمعًا فعالا في تنظيم محفوظاته.

لعب مركزنا دورًا هامًا ورئيسيًا بتنظيم المحفوظات والوثائق، ويتجلى هذا الدور بتحويل كل الأصول والعمليات والنظم المطبقة على المحفوظات وتطويرها من واقع جامد إلى علم متحرك على الصعيد النظري الفكري، وعلى الصعيد العملي التطبيقي ووضع أسس لها، تبدأ بفرز المحفوظات وتنظيمها باعتماد منهجية مرتكزة على المبادئ.

إن وجود هذا المركز الأول من نوعه واختصاصه في لبنان، هو دليل عناية وتقدير على أننا نسير في الاتجاه الصحيح على صعيد الأرشفة والمكننة، لكل ما هو متعلق بيومياتنا وتاريخنا وتراثنا.

إن المحفوظات هي الرفيقة الملازمة للإنسان منذ التاريخ، وهي الحامي الأساس لحضارته وتراثه في أي شكل كانت وفي أي زمن، لأنها النافذة على التاريخ قبل تدوينه، وهي حافظة للتراث الذي تستعيده الأمم في كل وقت، مهما كان وكيفما كان هذا التراث العزيز عليها لأنه نتاج تاريخها، ومراحل وجودها، وصورة مجتمعها المتغيرة أو المستمرة، من عصر إلى عصر.

إن التراث مهما كان، لا يقاس بالسنوات والعصور فحسب، بل بالمعاناة المؤثرة في كنه الإنسان وجوهره، وهنا يبرز دور المحفوظات في التعبير عن هذا التاريخ السحيق للحضارات والتراث، وعن التفاعل المتواصل بين الإنسان ومقومات حياته.

إن المركز الوطني للأرشفة والتوثيق، يضع كافة إمكانياته بتصرفكم علنا نصل إلى حفظ وكتابة تاريخنا كما هو لأن الدول والشعوب التي ليس لها تاريخا لا مستقبل لها.

الأرشيف: ثقافة الشعب المحكي عنه

كلمة الكاتب والصحافي الأستاذ عبد الرحمن الجاسم في فعالية يوم الأرشيف العالمي – الأرشيف: الوجود والعدم

السيدات والسادة، الحضور الكريم

يشكل الأرشيف – أي أرشيف – ثقافة الشعب المحكي عنه، كما إنه بشكل أو بآخر عامل أساسي لترسيخ تلك الحضارة والتاريخ ونقلها إلى الأجيال القادمة التي قد لا تعرف عنها شيئا طالما أنها لم ” تسجل”.

فتن الإنسان بالتسجيل منذ بدايات وجوده على ظهر البسيطة، فالتسجيل سواء أكان رسما على حوائط الكهوف أو نقوشا على الصخور، او حتى رسوما على اوراق البردى، هي عملية أرشيفيةحكائية لما حدث يهدف نقله الى من سيأتي فيما بعد. من هنا يأتي الجهد المبذول من قبل جمعية “أوال” عملا ضخما يستحق الوقوف عنده. ففي النهاية ما تحاول الجمعية القيام به هو عمل يجدر بجميع الدول العربية( مؤسسات وحكومات) أن تعنى به، فأن تؤرشف – وتسجل – تاريخك اليومي خصوصا لما للفكرة من أهمية علميا ( سواء بحثيا او حتى لمجرد التاريخ في حد ذاته) هو ارم يمكن الحديث مطولا عنه.

هنا سآخذ ولو دقائق قليلة للحديث في شأن يعنيني كعربي أولا، وكفلسطيني اساسا وقبل كل شيء، جهد الصهاينة المحتلون على محو التاريخ الفلسطيني، حتى غدونا كشعب فلسطيني أشب ” بشعب بلا تاريخ، حضارة أو مستقبل” بالنسبة لكثيرين سواء أكانوا باحثين أكاديميين أم مجرد أشخاص عاديين. كانت المشكلة التي نواجهها ههنا هي انه لا يوجد أرشيف رسمي ( ولا أعني برسمي ههنا ترعاه دولة، بل رسمي بمعنى منهجي منطقي ومرتب) يمكن استخدامه لدحض الدعاية الصهيونية الحديث عن ” حضارة” فلسطينية كانت قائمة قبل العام 1948 ( اذ يكفي الاشارة الى أن عائلتي مثلا موجود في مدينة يافا الفلسطينية منذ العام 1732، أي بمعنى أن عائلتي وحدها مثلا هي أكبر من دولة الكيان العبري). هنا غاب الأرشيف فخسرنا معركة شديدة الأهمية هي معركة إثبات الوجود والأحقية والقدرة عن الدفاع عما هو لنا.

بالعودة للفكرة  الأساس إن الأرشيف أو كما تسميه جمعية أوال عبر إصدارها الدوري “أرشيفو” (في استعادة للكلمة من أصلها البرتغالي)، هو عمل جهود دؤوب هدفه في الأساس تاريخ الشعب البحريني بعيدا عن اي نظام حاكم، بعيدا عن أي تأثير سياسي ذو بعد “قمعي” أو “مصلحي / منفعي” ففي النهاية يؤرخ الأرشيف الذي سيفتح لاحقا للعامة تاريخ البحرين وسيظل يتسع ويزداد حجما حتى يصل الى اللحظة التي يستطيع منافسة محركات البحث العالمية كجوجل وسواه في الشأن البحريني الذي يختص به.

من هنا لا بد اذا من شكر جمعية اوال أولا( هيئة وأفرادا على الجهد المبذول ولا فكرة أساسا وأولا)، ثانيا لا بد من التركيز على الحديث عن الفكرة والإضاءة حولها لأنه لن تقوم للحضارة المشرقية اي قيامة بدون العودة الى تراثها الخصب وإرثها الحضاري المتسع المنتشر.

خاص شفقنا – “ارشيفو”… حفظ الحقيقة وقولها من دون انتظار قبول او استحسان من احد

صدر العدد الاول من مجلة “ارشيفو” وهي عبارة عن نشرة تهتم بموضوعات الارشيف وتصدر كل شهرين عن مركز اوال للدراسات والأرشيف.

منطلقة من البحرين الى الخليج الى العالم العربي وخارجه، تغطي النشرة المجالات التالية: المشكلات التي تواجه الأرشيف، طرق حفظ الأرشيف، التعريف بأصحاب الأرشيف الأهلي ومراكز الارشيف الرسمي، التعريف بالمدونات والمواقع الالكترونية المهتمة بالوثائق والارشيف، ترجمة المقالات المنشورة بلغات اجنبية، مراجعة الكتب المتعلقة بالارشيف ومتابعة الانشطة والفعاليات ذات العلاقة بالذاكرة والارشيف.

ويذكر رئيس التحرير د.علي الديري في افتتاحية العدد الأول، ان الرسالة في مركز أوال للدراسات والتوثيق هي العمل على تحرير الارشيف من السيطرة وتسهيل عملية الوصول اليه، لافتا الى ان مهمة الارشيف ليس ان يجمل الحقيقة بقدر ما مهمته حفظها وقولها من دون ان ينتظر قبولا او استحسانا من احد.

سنحفظ ما قد يكون اليوم لا يمثل اهمية

ولفت الديري في حديث خاص لوكالة “شفقنا” الى ان “المواد الحاضرة في مجلة ارشيفو ليست متاحة في غالبها على مواقع التواصل الاجتماعي”،  معربا ان “إعتماد اسم “ارشيفو” هو لعدم إلتباس المجلة مع غيرها من المجلات المعنونة باسم الارشيف، وهو أيضاً اشتقاق جديد لإسم أعجمي عربي وفق مايخدم المعنى”.

وأوضح الديري ان “مجلة أرشيفو ليست أكاديمية ولا محكمة كما ان مجلات الارشيف قليلة وبعضها يخلط بين التاريخ والارشيف”، مضيفاً “لا ندعي اننا سنقدم شيئا غير نمطي على مستوى الارشيف، غير اننا سنعرف بمادة الارشيف وأنواع الارشيف وسنحفظ ما قد يكون اليوم لا يمثل أهمية إلى حين حاجته في المستقبل وذلك على المستوى المجتمع والمؤسسات الرسمية”.

وتهتم “ارشيفو” بالارشيف المكتوب والشفهي وقضاياه واشكالاته على مستوى العالم العربي، وتدعو جميع المهتمين بالارشيف للمشاركة في صياغة خطابها وتحرير موادها.

وتضمن العدد الأول الإفتتاحية أولا، ثم “أمناء الذاكرة”، التي تضمنت تحقيقا عن المكتبة التاريخية التراثية وسيرة البحث التاريخي عند الشيخ المؤرخ الدكتور جعفر المهاجر، اضافة الى “ثقافة ارشيفية” تضمنت السجلات الوطنية في بريطانيا، والتوقيع الرقمي، تشريعات الارشيف العربي بين الفراغ القانوني والتأثير السياسي، اضافة الى المخطوطات العربية والعجمية في الكاميرون، ليتناول القسم الخامس منها “وثيقة وحكاية” جزر البحرين بين حكم “الهرامزة” وأطماع القبائل العربية، ويتضمن القسم السادس من المجلة “كشكول” سيرة السيد الغروي البحريني، وحياة الناس في القرية البحرينية “قبل النفط”، ثم كانت “المتابعات” لتتناول مواضيع عدة منها “وثائق نجد”، لتختتم المجلة بصور من الذاكرة حاكت قرية الدير البحرينية في سبيعنيات القرن الماضي.

المقال الأصلي

أعداد أرشيفو بصيغة PDF

“أرشيفو” محاولة تأصيلية لحفظ التاريخ والذاكرة الشعبية

من دون وثائق ينتفي وجود المرء أيضا”، بهذا العنوان يفتتح رئيس تحرير مجلة “أرشيفو” العدد الأول مسوّغا إطلاق المجلة بـ”كي لا ينتفي وجودنا ولا تنتفي الحقيقة ولا تنتفي جهود الذين يشتغلون في الوثيقة، تأتي (أرشيفو)، أردناها شاهدة على وجودنا حيث ما كان وكيف ما كان”.

“أرشيفو” هي نشرة تهتم بموضوعات الأرشيف تصدر عن مركز “أوال” للدراسات والتوثيق، ترى أن هدفها الاهتمام بالأرشيف المكتوب والشفهي وقضاياه وإشكالاته على مستوى العالم العربي، ستصدر كل شهرين في سنتها الأولى، وهي تدعو جميع المهتمين بالأرشيف إلى المشاركة في صياغة خطابها وتحرير موادها.

ويقول رئيس التحرير إن رسالتهم في المركز هل العمل على تحرير الأرشيف من السيطرة وتسهيل عملية الوصول إليه، في حدود إمكانياتهم، بحيث تمكنوا من الوصول إلى الأرشيف البريطاني المتعلق بالبحرين (18 مجلدا) وشرعوا في ترجمته، وسيكون للمرة الأولى متوافرا الوصول إليه.

كما قاموا بتأسيس أرشيف الكتروني لتاريخ البحرين، وقريبا سيتاح للجمهور الوصول إليه عبر الإنترنت. كما أطلقوا سلسلة أبحاث تاريخية معنية بالبحرين. وقد صدر منها خمسة كتب حتى الان والبقية تأتي. وفي هذا السياق تأتي مجلة “أرشيفو” إنه سياق تعزيز حرية الوصول إلى ارشيف المعلومات “فالديموقراطية الحقيقية يمكن قياسها دائما في حرية الوصول إلى الأرشيف”.

 وتناول العدد الأول عدة موضوعات نذكر منها: تحقيق عن المكتبة التاريخية التراثية وسيرة البحث التاريخي عند الشيخ المؤرخ جعفر المهاجر، أجرت اللقاء زينب الطحان، و”دار حفظ التراث البحراني .. مؤسسة تجمع بين فلسفة العمل الفردي والالتزام بالرؤية المؤسسية” للكاتب وسام السبع،  وكان تحقيق حول مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت لحسن زراقط، وتحقيق خاص حول السجلات الوطنية في بريطانيا قام به قسم الترجمة في المركز.

وحفلت المجلة أيضا بعدد من القصص والروايات التراثية الطريفة لها علاقة بالذاكرة الشعبية ومنها : حياة الناس في القرية البحرينية قبل النفط، لأمينة الفردان، “حديث الحمير .. حكايات أيام زمان”” لحسن الوردي. وخصص ملف “متابعات” موضوعه لـ”وثائق نجد” .. تقارير امراء العثمانيين المعاصرين.

الرابط الأصلي

أعداد أرشيفو بصيغة PDF

10 آلاف وثيقة عن البحرين

بمناسبة يوم الأرشيف العالمي يتيح مركز أوال للمهتمين 10 آلاف وثيقة عن البحرين

مرآة البحرين (خاص): يعتزم مركز أوال للدراسات والتوثيق فتح أبوابه لأول مرة لاستقبال الزائرين يومي الإثنين والثلثاء 8-9 يونيو/حزيران بين الساعة 10 صباحاً و6 مساءً، وسيعرض خلال هذه الفترة للجمهور أكثر من 10 آلاف وثيقة تختص بفترة قانون الطواري (قانون السلامة الوطنية) من منتصف مارس/آذار 2011 لغاية أواخر مايو/أيار 2011، وذلك كمشاركة من المركز في يوم الأرشيف العالمي.

ومركز أوال للدراسات والتوثيق هو مؤسسة بحرينية، أنشئت في العاصمة البريطانية لندن في 2013، ويعنى بقضايا الخليج عامةً والبحرين بشكل خاص، ويهدف إلى “حفظ الذاكرة الوطنية البحرينية عبر توثيق كل المستندات الورقية والإلكترونية المتعلقة بهذه الذاكرة، ومواكبة الأحداث المستجدة أولاً بأول”.

ويهدف مشروع التوثيق والأرشفة وفق ما يقول العاملون في مركز أوال إلى “مساعدة كل باحث ومتخصص وطالب معرفة، في الوصول إلى الوثائق والمصادر المتعلقة بالبحرين للاستفادة منها في مختلف المجالات”، قائلين إنهم يبتعدون عن “الانتقائية في توثيق الوقائع لتأسيس ذاكرة بحرينية بعيدة عن التنميط والمثالية”.

واستطاع المركز حتى الآن من أرشفة أكثر من 22 ألف وثيقة، شملت ملفات مختلفة لتوثيق الحراك البحريني أهمها “فترة السلامة الوطنية، انتخابات 2014، اعتقال الشيخ علي سلمان، محاكمة جمعية الوفاق، وغيرها من الملفات”، كما ويتابع المركز المستجدات على الساحة البحرينية لتوثيقها بشكل مستمر.

وسيستقبل مركز أوال للدراسات والتوثيق ابتداءً من نهار الأحد 7 يونيو/حزيران الجاري، طلبات المهتمين والباحثين على بريده الالكتروني وحساباته في موقع التواصل الاجتماعي كما هو مبين أدناه.

رابط الموضوع

كتاب “ما بعد الشيوخ”يثير عاصفة من ردود الأفعال بعد اتهام ضاحي خلفان المعارضة البحرينية بتمويله

مرآة البحرين (خاص): وصف نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم كتاب “ما بعد الشيوخ” للبروفيسور البريطاني كريستوفر دافيدسون بأنه “مملوء بالشتم والسباب” متسائلاً عن دور المعارضة البحرينية في تمويله، وهو ما استدعى رداً من المؤلف الذي اعتبر كلام خلفان متأثرا بـ”نظرية المؤامرة”.

وقال خلفان “كتاب ما بعد الشيوخ مملوء بالردح والشتم والسباب والغيرة والحسد. وواضح أنه من الكتب التي حبرها أثمن مما فيها”.

وتابع في حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” متسائلاً “هل أسهمت المعارضة البحرينية في تمويل الكتاب؟ مجرد سؤال”.

واكتفى دافيدسون الذي خاطب خلفان باللغة العربية واصفاً إياه بـ”الصديق” بالقول “إنها نظرية المؤامرة يا صديقي”.

وكان مركز “أوال” للدراسات والتوثيق قد دشن في معرض بيروت الدولي للكتاب الماضي 2 ديسمبر/ كانون الثاني 2014 النسخة العربية من كتاب “ما بعد الشيوخ: الانهيار المقبل للممالك الخليجية” للبروفيسور “دافيدسون” المتخصص في دراسات الشرق الأوسط بجامعة درهام بالمملكة المتحدة بعد قيامه بترجمته.

ومركز “أوال” هو مركز دراسات بحريني مقره لندن- بيروت، ويعنى بقضايا البحرين والخليج.

وقد أثار تعليق خلفان عاصفة من ردود الأفعال، فقد عقب مغرد قطري “هل المعارضة البحرينية موحدة حتى نعمم؟ الكتاب مشروع بحثي صادر منذ سنوات وتمت ترجمته للعربية عبر مركز بحثي مستقل”.

وأضاف آخر هازئاً “على اعتبار أن نشر الكتب يحتاج لميزانية دول حتى يتم تمويله. ماهذا التساؤل الغير المنطقي؟”.

وتابع في السياق نفسه “كريس دكتور مرموق وألف دار نشر تتمنى نشر كتبه”، على حد تعبيره.

وعلق مغرد تحت اسم عدنان العولقي “إذا كان مافيه ليس صدقاً لضحكت وابتهجت. ولكن لأن فيه شيئا من الحقيقه انزعجت”.

وكتب آخر قائلاً “بعض التصورات لما ستؤول له المنطقة وسبب نهاية الشيوخ واقعية وحدث أغلبها. تصور خقيقي مبني على مجريات واقعية”.

ولقي كتاب “ما بعد الشيوخ” إقبالاً واسعاً عليه من القراء؛ حيث نفدت جميع نسخه في غضون شهر من تدشينه باللغة العربية، ما أدى إلى تدشين طبعة ثانية له، ومن المتوقع تدشين الطبعة الثالثة له قريباً.

وحظي خلفان بعض التعليقات المؤيدة لرأيه في الكتاب، فقد كتبت مغردة تقول “ما دام الناشر مركز أوال للدراسات والتوثيق فمن غير المستبعد أن يكون التمويل من المعارضة البحرينية أو من إيران أو حتى من أمريكا”.

وأضاف محمد الرمضان “سلاحهم (المعارضة البحرينية) الإعلام ومؤلف الكتاب صديق مقرب لنبيل رجب ويبدو أن التمويل كان معلوماتيا أكثر منه مادي”.

وتساءل آخر “ماذا ننتظر من خريجي مدينة قم وعمائم إيران الذين لايعرفون من الإسلام إلا إسمه ولا من اللغة العربيه إلا رسمها وجيوبهم بالخمس دسمه”، وفق تعبيره.

بينما اعتبر مغرد أن الكتاب يمثل “رؤية ورواية ساقطة تعبر عن مضمون الغيرة والحسد وليست فيها إبداع إلا الردح. حفظ الله شيخونا الصالحين”.

وأثار كتاب “ما بعد الشيوخ”الذي صدر لأول مرة في العام 2012 جدلا واسعا حين توقّع انهيار الممالك الخليجية قريبا، وهو أول بحث أكاديمي معتبر يخرج بهذه التوقع المثير. وقد صدرت طبعته الأولى عن مطبعة “هيرست” ومن ثم مطبعة جامعة “أكسفورد”.

وقد صنّف الكتاب على رأس قائمة مجلة “فورين بوليسي” لأفضل 20 كتابا عن الشرق الأوسط في العام 2012. كما كتبت عنه الكثير من المراجعات والمقالات في الصحف الدولية والعربية، مثل صحيفة “الإيكونومست”، وصحيفة “الإندبندنت”، و “الغارديان”، كما اقتُبِسَت بعض أقسام الكتاب ونشرتها مجلتا “فورين أفيرز”، و “فورين بوليسي”. وقد صدرت نسخة باللغة الفارسية عن الكتاب في وقت سابق من العام الماضي.